بيانات المؤلف

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز أبابطين
الديانة مسلم
التوجه سني
المذهب الفقهي حنبلي
المذهب العقدي أهل الحديث
العهد متقدم
تاريخ الميلاد 1194
تاريخ الوفاة 1270

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس الملقب بـ"أبابطين"، وعشيرته آل بابطين من آل مغيرة. ولد المترجم له في بلدة روضة سدير لعشر بقين من ذى الحجة عام 1194هـ، ونشأ بها وقرأ على قاضيها وفقيهها الشيخ محمد بن طراد الدوسري، ولازمه ملازمة تامة مع ما وهبه الله من ذكاء وسرعة الفهم وقوة الذاكرة. فمهر في الفقه مهارة تامة وفاق أقرانه في شرخ شبابه، ثم ارتحل إلى شقراء عاصمة مقاطعة الوشم فقرأ على قاضيها الشيخ عبد العزيز الحصين فلما رأى شيخه مبلغ إدراكه صار يستعين به على كثير من المشاكل القضائية. ثم رحل إلى الدرعية فقرأ على علمائها حتى صار ممن يشار إليهم بالبنان، ولما استولى الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله على الحرمين الشريفين عام 1220هـ، عينه قاضيا على الطائف وملحقاته من قبائل الحجاز، فجلس في قضاء الطائف وملحقاته سنتين. وفي ولاية الإمام عبد الله بن سعود صار قاضيًا على عمان ثم لما جاء عهد الحكومة السعودية الثانية ولاه الإمام تركي قضاء مقاطعة الوشم ومقره في عاصمتها شقراء، ولما توفي قاضي سدير الشيخ عبد الله بن سليمان ابن عبيد عام 1239هـ جمع له الإمام تركي مع قضاء الوشم قضاء سدير كي يقيم في كل مقاطعة منها شهرين قال ابن بشير:( كان الشيخ الجليل مفيد الطالبين عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين إذ ذاك قاضيًا في الوشم فأمر عليه تركي أن يكون قاضيًا في سدير فسار إليه ونزل الروضة وتوجهت إليه الخصوم ورحل إليه طلبة العلم من أهل سدير ومنيخ وأخذوا عنه فكان يأخذ بعض الزمن سدير وبعضها في الوشم. وفي عام 1248هـ نقله الإمام تركي من قضاء الوشم إلى قضاء القصيم وصار مقره في مدينة عنيزة وبعد وفاة الإمام تركي عاد إلى شقراء وجلس فيها للتدريس والتعليم والإفتاء. قال ابن بشر في حوادث ( 1251هـ) طلب رؤساء القصيم من الإمام فيصل أن يبعث الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين قاضيًا في بلدانهم ومدرسا لطلبة العلم في أوطانهم فأمر عليه الإمام أن يسير إليهم وكان إذ ذاك في بلد شقراء قاضيا لناحية الوشم فسار إليهم وقدم بلد عنيزة واستوطنها فأكرموه غاية الإكرام وانتفعوا بعلمه). وفي عام 1270هـ ترك قضاء عنيزة وسبب ذلك ما رواه المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى بقوله:(وفي شعبان من هذه السنة 1270هـ قام أهل عنيزة على جلوي بن تركي وأخرجوه من القصر المعروف فيها وكان أخوه الإمام فيصل قد جعله أميرا فيها سنة 1265هـ، وكان الشيخ عبد الله أبابطين إذ ذاك هو القاضي في بلد عنيزة، وقد ولاه الإمام فيصل القضاء عليها وعلى بلدان القصيم فلما قاموا على جلوي وأخرجوه غضب لذلك وخرج بحرمه وعياله إلى بريدة ثم قال: ( ولما كان في سنة 1270هـ رجع من عنيزة إلى بلد شقراء وأقام بها ولم يزل مستمرا على حاله الجميل إلى أن توفي فيها) مشائخه: فأما العلماء الذين أخذ عنهم منهم ما يلي: 1- الشيخ محمد بن عبد الله بن طراد الدوسري قرأ عليه في روضة سدير حتى تفقه. 2- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين الناصري قاضي شقراء قرأ عليه في شقراء وأعان شيخه على مهامه القضائية. 3- السيد حسين الجفري قرأ عليه النحو في الطائف حينما كان المترجم له قاضيا. 4- الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي. 5- الشيخ العالم أحمد بن حسن بن رشيد العفالقي الاحسائى وقد أجازه الشيخ أحمد بن رشيد بسنده المتصل إلى الشيخ عبد الله بن سالم البصري في كتابه الامداد بعلو الاسناد. 6- الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهؤلاء العلماء الثلاثة قرأ عليهم في الدرعية. والقصد أن المذكور قرأ على هؤلاء الأعلام وغيرهم في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول هذه العلوم كما قرأ العلوم العربية وأتقن هذا كله حتى صار فيها بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يمارى، وإليك بعض ثناء العلماء عليه: قال تلميذه الشيخ محمد بن حميد في السحب الوابلة: ( وأما اطلاعه على خلاف الأئمة الأربعة بل على غيرهم من السلف والروايات والأقوال المذهبية فأمر عجيب ما أعلم أني رأيت من يضاهيه بل ولا من يقاربه). وقال الشيخ إبراهيم بن عيسى: ( الإمام والحبر الهمام العالم العلامة والقدوة الفهامة الشيخ عبد الله أبابطين مهر في الفقه وفاق أهل عصره في إبان شبيبته) تلاميذه وقد أثنى عليه كثير من معاصريه ومن بعدهم في سعة الاطلاع حتى صار مرجعا من مراجع المسلمين في بلدان نجد فأطلق عليه لقب مفتي الديار النجدية في زمنه، وقد عمر أوقاته وشغلها بالتدريس والوعظ والإرشاد والإفتاء وكان لا يمل ولا يضجر من طول الدرس والإفادة في طوال حياته، فدرس في التوحيد وعقائد السلف والتفسير والحديث والفقه وأصوله، والعلوم العربية في جميع المناطق التى أقام بها في الطائف وشقراء وسدير وعمان والقصيم ونفع الله به نفعا عظيما وبارك في أعماله وأقواله حتى تخرج على يده كبار علماء نجد وهؤلاء من يحضرني من كبار العلماء الذين أخذوا عنه: 1- الشيخ الفقيه على بن محمد آل راشد وكان ينيبه في القضاء في عنيزة إذا سافر. 2- الشيخ محمد بن إبراهيم السناني وقد ولي القضاء بعده في عنيزة سته أشهر ثم توفي رحمه الله. 3- الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع قدم معه من شقراء إلى عنيزة وتزوج ابنة المترجم له فأنجبت علماء 4- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مانع ابن الذي قبله وسبط المترجم له وقد ولي قضاء الأحساء. 5- الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد صاحب السحب الوابلة. 6- الشيخ صالح بن عيسى من بني زيد قدم من شقراء واستوطن عنيزه فآل عيسى الآن في عنيزة من ذريته، وهو نائب المترجم له في إقامة الصلاة في المسجد الجامع والخطيب عنه في غيابه. 7- الشيخ علي السالم الجليدان إمام ومدرس مسجد المسومن بعنيزة. 8- الشيخ صالح بن عثمان العوف آل عقيل. 9- الشيخ عبد الله بن عائض قاضي عنيزة، وهؤلاء بعض تلاميذه في مدينة عنيزة. 10 الشيخ محمد بن عمر بن سليم. 11- الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم. 12- الشيخ سليمان بن علي بن مقبل. وهؤلاء تلاميذه من مدينة بريدة وقراءتهم عليه في عنيزة وشقراء وجميع هؤلاء العلماء الثلاثة ولوا قضاء بريدة ولهم تراجم. 13- الشيخ إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى من بني زيد. 14- الشيخ أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى ابن الذي قبله. 15- الشيخ الفقيه علي بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى من بني زيد وهؤلاء من مدينة شقراء وقد ولوا قضاءها . 16- الشيخ سليمان بن عبد الرحمن. 17- الشيخ عبد الله بن عبد الكريم بن معيقل. 18- الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله. 19- الشيخ جمعان بن ناصر. 20- الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله قاضي القطيف للامام تركي. وغير هؤلاء كثير من أهل العلم ممن أدرك في العلم وممن صار له فيه محصول. مؤلفاته: 1- اختصر بدائع الفوائد لابن القيم وقد رأيته في مكتبة آل مانع في عنيزة بخط المؤلف. 2- حاشية نفيسة على شرح المنتهى جردها من نسخته تلميذه وسبطه الشيخ عبد الرحمن بن محمد المانع. 3- تأسيس التقديس في الرد على ابن جرجيس وقد رأيت مسودة المؤلف في عنيزة بخط المؤلف. 4- الانتصار في الرد على ابن جرجيس أيضا. 5- له فتاوى وتحريرات سديدة بعضها طبع مع مجاميع رسائل علماء نجد وبعضها لم يطبع ولو جمعت وحدها لجاءت مجلدا حافلًا بالفوائد وغرائب المسائل. 6- رسالة في تجويد القرآن الكريم. والمترجم له صاحب كلمة مسموعة وإشارة نافذة لدى الكبير والصغير والخاص والعام فقد كان موضع التقدير والإجلال من ملوك آل سعود في دولتهم الأولى والثانية لما يرون من العفاف والتقى ولما يعلمونه عنه من الكفاءة والمقدرة على أعماله في مناصبه كما أنه موضع الثقة من علماء الدعوة السلفية فقد عاصر زعيمها في وقته الشيخ عبد الرحمن بن حسن فكان يجله ويقدره. كما أنه محبوب لدى العامة وعمدة لهم في مكاتباتهم وفتاويهم ومشاوراتهم لما هو عليه من الثقة والكفاءة وسداد الرأي، وقد عاش في دولتين وأدرك اضطرابات ومحنًا شدائد، ومع هذا فهو محل التقدير من الجميع. وفاته: بعد اعتزاله قضاء عنيزة عام 1270هـ استقر في شقراء لنشر العلم ونفع المسلمين ولم يزل على سيرته الحميدة حتى توفي سابع جمادى الأول عام 1282هـ بعد أن أمضى في خدمة العلم ونفع المسلمين قرابة تسعين سنة، ولذا عظم على الناس خطبه وآسفوا لفقده، وخلف ابنين هما عبد العزيز وصار من الوجهاء المقربين عند الإمام عبد الله الفيصل فهو أمين بيت المال ويرسله ليفاوض الدولة التركية والحكام، وقتل مع الإمام عبد الله في معركة أم العصافير التى صارت بينه وبين محمد بن رشيد عام 1301هـ، ولعبد العزيز بن الشيخ عبد الله أحفاد كثيرون من أشهرهم في وقتنا الحاضر الأستاذ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبا بطين وكيل مصلحة الأشغال العامة بالرياض، وأخوه الأستاذ إبراهيم مدير عام وزارة الزراعة بالرياض. أما الابن الثاني للشيخ المترجم له فهو عبد الرحمن ولم يشتهر كأخيه عبد العزيز وله أحفاد من أشهرهم الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله أبا بطين، ومن أحفاده الأستاذ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله أبا بطين مدير الشؤون المالية بمصلحة الأشغال العامة بالرياض، وأخوه الأستاذ عمر ضابط بالجيش برتبة رئيس ومن أحفاده الشيخ عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله أبا بطين صار قاضيا ثم أحيل إلى التقاعد وصار إمام في جامع شقراء، وقد توفي. رحم الله الشيخ عبد الله أبا بطين ورحم الأموات من ذريته وبارك في الباقين منهم.
منقول من المكتبة الشاملة الحديثة.
Loading...