بيانات المؤلف

ابن السيد عبد الله بن محمد البطليوسي
الديانة مسلم
التوجه سني
المذهب الفقهي حنفي
المذهب العقدي
العهد معاصر
تاريخ الميلاد 1052
تاريخ الوفاة 1127

(نقلا عن موقع المعرفة)

أبو محمد عبد الله بن محمد بن السِّيْد البَطَلْيَوْسي النحوي (444- 15 رجب 521هـ/1052-1127م) من كبار أئمة اللغة والأدب في الأندلس، أصله من مدينة شِلْب، ومولده في بطليوس
Badajoz غربي قرطبة. أحد من تفخر به جزيرة الأندلس من علماء العربية. كان
عالماً بالآداب واللغات متبحّراً فيهما، مقدَّماً في معرفتهما وإتقانهما.
ووصف بأنه كان حسن التعليم جيد التلقين والتفهيم، ثقة حافظاً ضابطاً.

نشأ البطليوسي في بيت علم وفضل، وتلقّى العلم في بطليوس على أبيه،
ثم على أخيه أبي الحسن علي بن محمد بن السيد (ت. 480هـ)، ومعظم ما روي عنه
كان كتباً في اللغة. ودرس القراءات على علي بن أحمد بن حمدون المعروف بابن اللطينية (ت. 466هـ)، كما درس اللغة على أبي بكر عاصم بن أيوب البطليوسي (ت494هـ). وفي نحو سنة 464هـ ارتحل ابن السيد إلى المرية
ومكث فيها عاماً واحداً سمع في أثنائه من عبد الله بن جبير القيرواني، ثم
غادرها إلى قرطبة لإكمال تعليمه فدرس فيها الحديث على أبي علي الحسين بن أحمد الغساني الجياني (ت. 498هـ) شيخ المحدّثين بقرطبة، وكان من أساتذته كذلك أبو الفضل البغدادي، وعبد الدايم بن مرزوق بن جبر القيرواني، وهما من رواة الأدب والأشعار الوافدين من خارج الأندلس، وغيرهم.

بعدئذٍ أخذ البطليوسي يتنقّل بين بلاطات ملوك الطوائف، فاتصل بالقادر بالله يحيى بن إسماعيل بن ذي النون (467-478هـ) بطُلَيْطِلة، وكان على علاقة طيبة بأبي الحسن راشد بن العريف كاتب ذي النون. وأقام ابن السيد في شَنْتَمَرِيّة إبّان حكم أبي مروان عبد الملك بن رزين لها آخر ملوك بني رزين (خلفه المرابطون
سنة 503). ولما تنكّر عبد الملك بن رزين للبطليوسي استعطفه هذا بقصيدة
رقيقة مؤثرة لم تلق عند ابن رزين الاهتمام المأمول، ففرّ البطليوسي إلى سرقسطة واتصل بأحمد المستعين التجيبي (478-503هـ) حاكم سرقسطة الذي استمرّ عليها إبّان حكم المرابطين.
ثم رجع إلى إقليم السهلة في شنتمرية، ولما ساءت أحوالها ارتحل هذا إلى
قرطبة وجلس في مسجدها الجامع يُقرِىء علوم الدين واللغة والنحو والأدب، غير
أنه لم يلبث أن غادرها إلى بلنسية (كان فيها سنة 511هـ) وكانت تحت حكم
المرابطين وهناك استقر، وكان الناس يجتمعون إليه ويقرؤون عليه ويقتبسون
منه، وقد اشتغل بالإقراء والإملاء والتدريس والتأليف، وترك الاتصال بالملوك
والأمراء، وبقي على هذه الحال إلى أن لقي ربه.

كان البطليوسي واسع المعرفة بفنون العلم؛ محدِّثاً وفقيهاً ولغوياً
ونحوياً وأديباً وناقداً وشاعراً ومؤرخاً عارفاً بأيام العرب وأشعارها،
وكان أيضاً فيلسوفاً، ولقب بنحوي زمانه، وبشيخ النحاة.

Loading...