عباد بن بشار (290 هـ سنة وفاة محمد بن زكريا الغلابي)
موقفه من الرافضة:
قال الآجري في الشريعة أنشدنا أبو سعيد أحمد بن محمد الأعرابي مما قرأناه عليه قال: أنشدنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: أنشدنا عباد بن بشار:
حتى متى عبرات العين تنحدر … والقلب من زفرات الشوق يستعر
والنفس طائرة والعين ساهرة … كيف الرقاد لمن يعتاده السهر
يا أيها الناس إني ناصح لكم … كونوا على حذر قد ينفع الحذر
إني أخاف عليكم أن يحل بكم … من ربكم غير ما فوقها غير
ما للرافض أضحت بين أظهركم … تسير آمنة ينزو بها البطر
تؤذي وتشتم أصحاب النبي وهم … كانوا الذين بهم يستنزل المطر
مهاجرون لهم فضل بهجرتهم … وآخرون هم آووا وهم نصروا
كيف القرار على من قد تنقصهم … ظلما وليس لهم في الناس منتصر
إنا إلى الله من ذل أراده بكم … ولا مرد لأمر ساقه القدر
حتى رأيت رجالا لا خلاق لهم … من الروافض قد ضلوا وما شعروا
إني أحاذر أن ترضوا مقالتهم … أولا فهل لكم عذر فتعذروا
رأى الروافض شتم المهتدين فما … بعد الشتيمة أمر ليس يغتفر
لا تقبلوا أبدا عذرا لشاتمهم … إن الشتيمة أمر ليس يغتفر
ليس الإله براض عنهم أبدا … ولا الرسول ولا يرضى به البشر
الناقضون عرى الإسلام ليس لهم … عند الحقائق إيراد ولا صدر
والمنكرون لأهل الفضل فضلهم … والمفترون عليهم كلما ذكروا
قد كان عن ذا لهم شغل بأنفسهم … لو أنهم نظروا فيما به أمروا
لكن لشقوتهم والحين يصرعهم … قالوا ببدعتهم قولا به كفروا
قالوا وقلنا وخير القول أصدقه … والحق أبلج والبهتان منشمر
وفي علي وما جاء الثقات به … من قوله عبر لو أغنت العبر
قال الأمير علي فوق منبره … والراسخون به في العلم قد حضروا
خير البرية من بعد النبي أبو … بكر وأفضلهم من بعده عمر
والفضل بعد إلى الرحمن … يجعله فيمن أحب فإن الله مقتدر
هذا مقال علي ليس ينكره … إلا الخليع وإلا الماجن الأشر
فارضوا مقالته أولا فموعدكم … نار توقد لا تبقي ولا تذر
وإن ذكرت لعثمان فضائله … فلن يكون من الدنيا لها خطر
وما جهلت عليا في قرابته … وفي منازل يعشو دونها البصر
إن المنازل أضحت بين أربعة … هم الأئمة والأعلام والغرر
أهل الجنان كما قال الرسول لهم … وعدا عليه فلا خلف ولا غدر
وفي الزبير حواري النبي إذا … عدت مآثره زلفى ومفتخر
واذكر لطلحة ما قد كنت ذاكره … حسن البلاء وعند الله مدكر
إن الروافض تبدي من عداوتها … أمرا تقصر عنه الروم والخزر
ليست عداوتها فينا بضائرة … لا بل لها وعليها الشين والضرر
لا يستطيع شفا نفس فيشفيها … من الروافض إلا الحية الذكر
ما زال يضربها بالذل خالقها … حتى تطاير عن أفحاصها الشعر
داو الروافض بالإذلال إن لها … داء الجنون إذا هاجت بها المرر
كل الروافض حمر لا قلوب لها … صم وعمي فلا سمع ولا بصر
ضلوا السبيل أضل الله سعيهم … بئس العصابة إن قلوا أو إن كثروا
شين الحجيج فلا تقوى ولا ورع … إن الروافض فيها الداء والدبر
لا يقبلون لذي نصح نصيحته … فيها الحمير وفيها الإبل والبقر
والقوم في ظلم سود فلا طلعت … مع الأنام لهم شمس ولا قمر
لا يأمنون وكل الناس قد أمنوا … ولا أمان لهم ما أورق الشجر
لا بارك الله فيهم لا ولا بقيت … منهم بحضرتنا أنثى ولا ذكر