بيانات المؤلف
محمود محمد مزروعة
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | |
المذهب العقدي | |
العهد | معاصر |
تاريخ الميلاد | |
تاريخ الوفاة |
المفكر الإسلامي الدكتور محمود مزروعة أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعتي الأزهر وأم القرى بالمملكة العربية السعودية عميد كلية أصول الدين الأسبق بالأزهر الشريف
هو أحد علماء الأمة الاسلامية الكبار، داعية اسلامي كبير، عمل «مزروعة» في بداية حياته إماماً وخطيباً ومدرساً بوزارة الأوقاف المصرية ثم استاذاً بكلية أصول الدين والدعوة ثم أصبح عميداً لها، ثم عمل استاذاً بقسم العقيدة بكلية الدعوة بجامعة أم القرى واستاذاً بكلية التربية بجامعة الرياض واستاذاً بالجامعة الاسلامية في إسلام آباد بباكستان، وعمل استاذاً زائراً بكلية الآداب بجامعة العين بالامارات العربية المتحدة وأستاذاً بجامعة قطر بكلية الشريعة، ثم عمل استاذاً زائراً بالمؤسسة الثقافية الاسلامية بمدينة «جنيف» بسويسرا، نال د. «مزروعة» عضوية هيئات وجمعيات عديدة فهو عضو هيئات وجمعيات عديدة، فهو عضو الجمعية الفلسفية المصرية وعضو الجمعية الاسلامية العالمية للصحة النفسية وعضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ورئيس ندوة العلماء بمصر، له العديد من المؤلفات التي اضافت للمكتبة الاسلامية كثيراً أهمها الدراسات القرآنية لدى المستشرقين» «والتيارات الرافدة وموقف الاسلام منها» و«المذاهب الفكرية المعاصرة» التقيناه بمنزله فاستقبلنا بحفاوة بالغة وحاورنا وهذا نص الحوار معه:
في البداية.. ما السبيل لإبراء الأمة الاسلامية من الافتتان بالغرب طوال القرون الماضية؟
- هناك قناعة كبيرة لدى أغلب المسلمين بالتفوق الغربي العلمي والحضاري على أمتنا وهى قناعة أكدها أننا أصبحنا عالة على الغرب في أغلب المجالات وأرغمنا هذا الافتتان على أن نسينا أننا أصحاب الفضل الأول فيما وصل له الغرب من تقدم، ولذا كان الواجب على أمتنا أن تعيد الاعتبار لعقيدتها الإسلامية وأن تجعلها الفيصل في الموازنة بين التقدم العلمي والتردي الخلقي للغرب، والسبيل الأهم لخروج أمتنا من هذا المأزق يكمن في اعادة الاعتبار للعقيدة الاسلامية وفق مفهوم أهل السنة والجماعة وأن يكون لدينا يقين بأن التمسك بهذه العقيدة يمثل السبيل الوحيد لتجاوز الوضع المتردي الذي تعاني منه أمتنا، فضلاً عن أن يكون اعتزازنا بهذه العقيدة واضحاً وجلياً أمام المتربصين وأن تتحول مبادئ العقيدة من أقوال الى أفعال وواقع، فإذا تحقق ذلك فستجبر الفرق الهدامة والتيارات الضالة على الذهاب بعيداً، وتبحث عن بقعة اخرى تنشر فيها فكرها المشبوه وضلالها الواضح.
نعيش اليوم موجة تشدد في الآراء فهل ترى أن رجال الدين قاموا بدورهم لمنع الآراء التشددة وبيان صحيح الدين الاسلامي؟
- الدين الإسلامي ليس فيه رجل دين بل عالم دين ويوجد منهم علماء رسميون وهم الموجودون في الأزهر وما يتصل بالأزهر، والذي ينبغي أن يثق فيهما المسلم داخل البلد وخارجه وهناك غير الرسميين وهم الذين يجب معرفة دراستهم والعلوم التي حصلوا عليها وكلمة «عالم» لا تطلق الا على من يخشى الله ويتقيه ولا يسلم نفسه للأهواء ويوجد من الآخرين من يتسترون وراء الجلباب والزبيبة واللحية، فالأزهر طوال ألف عام يقدم صحيح الدين دون كلل أو ملل ابتغاء مرضاة الله، ولكن هناك فترات خفت فيها دورهم بطريقة شبه مقصودة.
هل انت من التقسيمات الاسلامية المطروحة من سلفيين وصوفيين واخوان وجماعة اسلامية وغيرها؟
- هذه تسميات ليست من الاسلام في شيء، ويكفي أن يكون مسلماً دون تصنيف كما أن هذه التسميات مولودة حديثاً ولم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء أو التابعين ولهذا فإنني أرى أن هذه التسميات مبتدعة، اما التسميات التي كانت موجودة ايام الرسول صلى الله عليه وسلم فهى «الانصار والمهاجرون والبدريون والعشرة المبشرون بالجنة» ومن ثم لم تكن التسميات المطروحة علي الساحة الآن موجودة، وأنا لا أميل لهذه التسميات، وشيئا فشيئاً أصبحت أمقتها لأنها اصبحت وسيلة للمواجهة والصراع بين المسلمين، وأخشى أن يتحول الانتماء اليها الى بديل أو منافس للأصل وهو الاسلام او أن تتحول الى «اسلاميات».
حوار الأديان بين الغرب والمسلمين كيف تراه؟
- أعتقد أن الحوار قد نجح طوال العقود في تحقيق اختراق ذي قيمة طوال العقود الماضية فهيمنة الفاتيكان علي الحوار وتحمل نفقاته وتحديده للأجندة الحاكمة له ومحاولة فرض وجهة نظرهم عبر الضغط على المسلمين لتقديم تنازلات تتعلق بهويتهم، ومن ثم فقد حكم على هذا الحوار بالفشل مادام يدور في الاجواء، اما بعد التغييرات السياسية التي حدثت في المنطقة الآن والتي قد تعيد ضخ الدماء في عروقها ما دامت انها ستجبر الغرب على التعامل بندية مع المسلمين ويتيح فرصاً أكبر لمثل هذا الحوار.
لفضيلتكم مؤلفات عدة حذرت من خطرة الفرق الضالة المنتسبة للاسلام على مجتمعاتنا فما الفكرة الاساسية لهذه المؤلفات؟
- أهم فكرة تناولتها هذه المؤلفات هى ان التيارات الوافدة والفرق الضالة مهما كانت سطوتها ومهما بلغت من قوة لا يمكن أن تنجح في اختراق المجتمعات الإسلامية إلا إذا كانت هذه المجتمعات تعاني نوعاً من الخلل والانحراف تستطيع هذه التيارات استغلاله لتنفيذ أجندتها الفاسدة، فمجتمعاتنا لو كانت قوية لما سمحت لهذه التيارات الولوج إليها، فالأمر لا يعود لقوة هذه التيارات من عدمه بقدر ما يعود لضعف البنيان العقدي للأمة، ومن ثم فإن السبيل الأهم للتصدي لهذه التيارات يتمثل في درجة التزام المسلم بعقيدته، فإذا تمسك المسلم بعقيدته كان ذلك بمثابة طوق النجاة له من الوقوع في أسر تلك التيارات، أما إذا حدث العكس، وهو ما نعاني منه بقدر كبير حالياً فيشير إلي ضعف تماسك جانب كبير من مجتمعاتنا بهذه العقيدة واستبدالها بعادات موروثة وبدع وضلالات أضعفت هيبة الإسلام في قلوب معتنقيه.
أخيراً.. ما الواجب فعله لتحسين صورة الإسلام في العالم علي كل المستويات حكومات ومؤسسات وأفراداً؟
- نحن جميعاً في البلاد الإسلامية نعيش في الإسلام قلباً وقالباً، فنحن نصلي ونحج ونقيم كل الشعائر ونطبق الأمور الإسلامية، إلا أننا لا نفكر ولا نتدبر فيما نفعل كي نستفيد ونفيد، لأننا نتوارث هذه الأفعال والأقوال وغرتنا الحياة الدنيا عن الآخرة، ونري الذين يعتنقون الإسلام يقولون عنه إنه مثل الكنز الذي يعثرون عليه، لأن إسلامهم يأتي عن اقتناع متعمق، فلكي يعود الإسلام لابد أن يبدأ كل فرد بنفسه ويحسن تصرفاته وأفعاله، ونحن لا نريد أن نقيم دولة دينية، ولكن نريد أن نطبق تعاليم الإسلام بفاعلية والكل يعلم كيف انتشر الإسلام في الأندلس والدول الأوروبية عن طريق التجار وحسن المعاملة والكلمات الصادقة والأفعال المخلصة والحرب والآن أصبحت بغزو الإعلام الفاسد والأفكار الهدامة عن طريق الحرية التي يزعمونها لكي يشعلوا البيوت حرائق لأتفه الأسباب.
https://www.masress.com/alwafd/715867