بيانات المؤلف
ولي الله الدهلوي
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | |
المذهب العقدي | |
العهد | متقدم |
تاريخ الميلاد | 1114 |
تاريخ الوفاة | 1176 |
الإمام أحمد بن عبد الرحيم المعروف بـ «ولي الله الدهلوي» (١١١٤ - ١١٧٦ هـ)
كتب مصباح الله عبد الباقي ( أستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية، إسلام أباد.)
هو مسند الهند، الإمام المجدد أحمد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم بن منصور بن أحمد بن محمود بن قوام الدين (المعروف بالقاضي قادن) بن القاضي قاسم بن القاضي كبير (المعروف بقاضي بده) بن عبد الملك بن قطب الدين بن كمال الدين بن شمس الدين، المعروف بالشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي. وذكرت مصادر ترجمته اسما آخر، وهو قطب الدين، وقد سمى نفسه في أغلب كتبه بولي الله بن عبد الرحيم، وهو لقبه، وأحمد اسمه الأول، واسمه التاريخي عظيم الدين، ويكنى بأبي محمد، وذكر بعض من ترجم له أنه كان يكنى كذلك بأبي العزيز.
نسبه وسيرته الذاتية
ذكر الشاه ولي الله في أغلب تصانيفه أن سلسلة نسبه تصل إلى عمر بن الخطاب، وصرح أن نسبه يصل إلى عمر رضي الله عنه باثنتين وثلاثين واسطة، وقد نقد البعض هذه السلسلة بأنه لم يوجد من بين أولاد عبد الله بن عمر بن الخطاب رجل اسمه "محمد" الذي ورد اسمه في سلسلة نسبه، وقد روى الإمام هذه السلسلة ونقلها ولم يتأكد من صحتها ولم يدرسها.
أسرة الإمام ولي الله الدهلوي أسرة علم وفضل، تذكر كتب التراجم أن مناصب الإفتاء والقضاء كانت مختصة بهذه الأسرة من القرن السادس الهجري بعد هجرة جده الأعلى المفتي شمس الدين إلى الهند واستقراره في منطقة روهتك.
والده هو الشيخ عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين،كان من معاصري السلطان أونك زيب عالم كير (السلطان المغولي الشهير)، شارك لفترة في مشروع تقنين الفقه الإسلامي، والذي ظهر بعد ذلك في صورة الفتاوى العالمكيرية أو الفتاوى الهندية، ثم ترك هذا العمل بتوجيه من شيخه، وكان من المبرزين في العلوم العقلية والنقلية، وكان حنفيا من أهل الطريقة النقشبندية، وقد جمع ابنه الشاه أهل الله -شقيق الشاه ولي الله- مكاتيبه وأحاديثه العرفانية في كتاب سماه "أنفاس رحيمية".
ولد الشيخ ولي الله يوم الأربعاء لأربعة خلت من شوال عام ١١١٤هـ/١٧٠٣ م في قرية بهلت بمديرية مظفر نكر، الهندية، وكان ذلك قبل وفاة السلطان عالمكير بأربع سنوات، ويعني هذا أن الشيخ عاش في فترة ضعف الدولة المغولية الهندية وشيخوختها.
وتلقى الشيخ ولي الله العلوم الابتدائية من والده الشيخ عبد الرحيم الذي كان مديرا لمدرسة كانت تسمى المدرسة الرحيمية، دخل الكتّاب في الخامسة من عمره، وأكمل القرآن الكريم في السابعة، وأكمل دراسته للعلوم الابتدائية وهو ابن عشر سنوات. كان يدرس كتاب "شرح الملا جامي على كتاب الكافية" لابن الحاجب، ولما بلغ أربع عشرة سنة درس الجزء المقرر من "تفسير البيضاوي"، وتزوج في نفس السنة، وأكمل التحصيل العلمي، وبايع والده في سن الخامسة عشرة على الطريقة النقشبندية. وكان الشيخ ولي الله الدهلوي ذكيا مفرطا في الذكاء، جيد الحفظ، ومن هنا تمكن من إكمال الدراسة في هذا العمر المبكر، يقول ابنه الشاه عبد العزيز عنه: "ما رأيت أحدا أقوى ذاكرة من والدي".مؤلفات الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي
كان الإمام غزير الإنتاج في مجالات شتى، سنتناول هنا كتبه حسب التصنيف الموضوعي باختصار، وسنعرف بكتبه في التفسير بشيء من التفصيل؛ لأن الرسالة التي نقدمها اليوم من كتب الإمام تتعلق بالتفسير وعلوم القرآن الكريم، وإليكم فهرس كتب الشيخ باختصار:
أ- كتبه في الحديث وعلومه:
لقد ترك الشيخ كتبا متنوعة في الحديث وعلومه، وهذه الكتب تدل على مكانة الحديث في مشروعة التجديدي، نتعرف بصورة موجزة على كتبه الحديثية على النحو التالي:
- "الأربعين": مجموعة من أربعين حديثا جامعا، جمعها الشيخ على طريقة الأئمة السابقين بالسند المتصل عن طريق شيخه أبي طاهر المدني إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رغبة في بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم من أمر دينهم، بعثه الله يوم القيامة من العلماء"، وترجمه الشيخ عبد الماجد دريابادي إلى اللغة الأردية، وطبع الكتاب في مطبعة أنوار محمدي، لكناو، الهند، عام ١٣١٩هـ.
- "الإرشاد إلى مهمات الإسناد": كتيب باللغة العربية جمع فيه الشيخ أحوال مشايخه الذين درس عليهم في رحلة الحج، وتكلم فيه على أسانيدهم، وطبع الكتاب في مطبع أحمدي، جشن خان، دهلي، عام ١٣٠٧هـ.
- "شرح تراجم أبواب البخاري": وهو كتاب نفيس باللغة العربية، تحدث فيه عن شرح تراجم الأبواب (عناوين الأبواب) في "صحيح البخاري"، وتحدث فيه عن كيفية الاستدلال بالأحاديث الواردة في كل باب على ترجمة الباب، فإن هذين الأمرين يدق فهمهما على العلماء وشراح الحديث، ومن هنا قالوا: "فقه البخاري في تراجمه"، وقد وُفق الإمام ولي الله الدهلوي أيما توفيق في ذلك. هذه الرسالة تطبع باستمرار مع نسخة صحيح البخاري المطبوعة في الهند بتعليق الشيخ أحمد علي السهارنفوري.
- "تراجم أبواب البخاري": رسالة مختصرة باللغة العربية، تحدث فيها عن قواعد وأصول لفهم تراجم الإمام البخاري في كتابه "الصحيح"، طُبعت هذه الرسالة في مطبع نور الأنوار، آره، عام ١٨٩٩م، ثم طُبعت مع كتاب "شرح تراجم أبواب البخاري" من قبل دائرة المعارف، حيدر آباد، الدكن، الهند، عام ١٣٢٣هـ.
- "فضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين": كتاب صغير كتبه الشيخ باللغة العربية عن الحديث المسلسل.
- "المسوى شرح الموطا": شرح وجيز لـ"موطأ الإمام مالك" باللغة العربية، اهتم فيه ببعض القضايا المتعلقة بشرح الحديث، طبع الكتاب عدة طبعات، وهو كتاب متداول معروف.
- "المصفى شرح الموطا": ترجمة لـ"موطأ مالك"، وشرحه الإمام شرحا وجيزا باللغة الفارسية، وهو متداول معروف طبع عدة طبعات، منها طبعة كتب خانه رحيمية، سنهري مسجد، دهلي، الهند. ويظهر من هذا الاهتمام أهمية "الموطأ" لدى الإمام، والسبب في ذلك كما يقول في مقدمة الكتاب أنه "كان مشوشا لفترة غير قصيرة لاختلاف الفقهاء، ولكثرة مذاهب العلماء وآرائهم، ومنازعاتهم الكثيرة، وسبب التشويش أن التعيين أمر مهم للعمل، ولا يمكن ذلك إلا عن طريق الترجيح، ولكنني وجدت وجوه الترجيح مختلف فيها كذلك، فسعيت هنا وهناك، واستعنت بكل واحد، لكن لم أعد بطائل، فتوجهت إلى الله عز وجل أتمتم بهذه الكلمات الدعائية {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فتمت الإشارة إلى كتاب "الموطأ" للإمام مالك بن أنس".
- "النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر": كتب هذا الكتاب باللغة العربية، وطبعته مطبعة نور الأنوار، آره.
- "الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين": هذا الكتاب ليس في الحديث في الحقيقة، بل هي رسالة صغيرة جمع فيها المؤلف الرؤى التي بشره فيها النبي صلى الله عليه وسلم هو وآباؤه، وقد أورد بعض هذه البشارات في آخر كتابه "التفهيمات الإلهية" كذلك، وقد طبع "الدر الثمين" في مطبع أحمدي، دهلي، الهند.
- "أنسان العين في مشايخ الحرمين": رسالة مختصرة جمع فيها تراجم مشايخه في الحجاز المقدس، وضمنه كتابه أنفاس العارفين.
ب- كتبه في أصول الدين وفلسفة الشريعة:
من أهم كتب الشيخ ولي الله الدهلوي ما يتعلق بفلسفة الإسلام والشريعة، وكتبه في العقيدة وأصول الدين، وسنعرف على كتبه في هذين المجالين هنا:
- "حجة الله البالغة": يعتبر هذا الكتاب لدى المحققين من أهم كتب الإمام ولي الله الدهلوي على الإطلاق، كتبه باللغة العربية، ويرى بعض المحققين أنه أول كتاب يدون في موضوع فلسفة الدين عموما وفي فلسفة الإسلام خصوصا، تحدث فيه عن أسرار الشريعة، و-في رأي الأستاذ المودودي- قدم الشيخ من خلاله تصوره الكامل للنظام الحضاري المتكامل للإسلام. وهو كتاب متداول معروف، وقد ترجم إلى لغات كثيرة منها اللغة الأردية، واللغة الفارسية، واللغة الإنجليزية (ترجمه إلى اللغة الإنجليزية الدكتور محمد الغزالي) طبع في اللغة العربية أكثر من طبعة، ومن أواخر الطبعات المتداولة طبعة دار الجيل بتحقيق: الشيخ سيد سابق.
- "البدور البازغة": هو أيضا من أهم كتب الإمام ولي الله الدهلوي، وموضوعه يقرب من موضوع الكتاب السابق، كتبه باللغة العربية، طبع في سلسلة مطبوعات المجلس العلمي بدابهيل سورت، الهند، عام ١٣٥٤هـ.
- "حسن العقيدة": رسالة مختصرة بالعربية عن العقيدة.
- "المقدمة السنية في انتصار الفرقة السنية"
- "التفهيمات الإلهية": كتاب باللغتين العربية والفارسية، وعدّه البعض من كتبه في التصوف والسلوك، لكنه في الحقيقة كتاب جمع فيه الشيخ آراءه في مسائل متنوعة جدا، على غرار كتاب "صيد الخاطر" لابن الجوزي، منها قضايا متعلقة بالتصوف والسلوك، ومنها حوادث ووقائع وقعت للمؤلف، ومنها آراؤه في تفسير بعض الآيات، ومنها شرحه لبعض الأحاديث، ومنها قضايا متعلقة بطبيعة الدين والشريعة، وفلسفتهما، ومنها قضايا متعلقة بالإصلاح والتقويم للأوضاع القائمة في عصره، ومنها الإشارات إلى الانحرافات العقدية، فهو كشكول عالم حوى معارف متنوعة، وقد طبع الكتاب ضمن سلسلة مطبوعات المجلس العلمي بدابهيل سورت، الهند، عام ١٣٥٥هـ.
ج- كتبه في التصوف والسلوك:
وقد ترك الإمام ولي الله الدهلوي تراثا كبيرا فيما يتعلق بالسلوك والتصوف، هذه الكتب هي التالية:
- "ألطاف القدس": كتبه باللغة الفارسية، تحدث فيه عن فلسفة التصوف ولطائفه، وعن مقامات النفس، وعن قوى الإنسان الباطنية، طبع في مطبع أحمدي، دهلي، الهند.
- "فيوض الحرمين": كتبه باللغة العربية، تحدث فيه عن المشاهدات المنامية، والمعارف الروحانية، طبع في مطبع أحمدي بدهلي، مع ترجمته باللغة الأردية عام ١٣٠٨هـ.
- "القول الجميل في بيان سواء السبيل": كتبه باللغة العربية، تحدث فيه عن آداب الشيخ والمريد، وعن البيعة، وتاريخ نظام التصوف والسلوك.
- "سطعات": كتبه الشيخ ولي الله الدهلوي بالفارسية، تحدث فيه عن قضايا علم الكلام والعقيدة، وعن بعض المسائل في التصوف والسلوك، طبع في مطبع أحمدي، دهلي، عام ١٩٢٩م، ثم توالت طبعاته في أماكن أخرى أيضا.
- "الانتباه في سلاسل الأولياء": كتب هذا الكتاب باللغة الفارسية عن سلاسل الصوفية المختلفة وتاريخها، طبع في مطبع أحمدي، عام ١٣١١هـ.
- "همعات": كتبه باللغة الفارسية، تحدث فيه عن مراحل أربع في نشأة التصوف وارتقائه، وبيّن خصائص كل مرحلة، طبع الكتاب في تحفه محمدية، دهلي، الهند.
- "شفاء القلوب": باللغة الفارسية.
- "لمعات": باللغة الفارسية.
- "كشف الغين عن شرح الرباعيتين": باللغة الفارسية، شرح في هذا الكتاب باللغة الفارسية رباعيتين لأحد الصلحاء المعروفين وهو خواجه باقي بالله، وطبع الكتاب عام ١٣١٠هـ، في مطبعة مجتبائي، دهلي، الهند.
- "فتح الودود لمعرفة الجنود": كتبه باللغة العربية.
- رسالة في جواب رسالة الشيخ عبد الله بن عبد الباقي حسب اقتضاء كشفه.
- "الهوامع": كتاب شرح فيه القصيدة الدعائية بعنوان "حزب البحر" للشيخ أبي الحسن الشاذلي.
د- كتبه في أصول الفقه:
لقد تناول الشيخ المباحث الأصولية والفقهية من خلال مختلف كتبه ومؤلفاته، لكن مع ذلك أفرد بعض الموضوعات الهامة التي كانت تشغل باله، وهذه الكتب هي:
- "الإنصاف في أسباب الاختلاف": هذا الكتاب مع وجازته من أفضل الكتب المؤلفة في هذا الموضوع، وخاصة إذا نظر الإنسان إليه في الظروف التي ألف فيها، وقد طبع الكتاب مرات عديدة باللغة العربية، آخرها طبعة دار النفائس، بيروت، بتحقيق: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وقد ترجم إلى عدة لغات، منها اللغة الأردية، ترجمه إليه الشيخ صدر الدين إصلاحي، وهذه الترجمة متداولة معروفة، وترجم إلى اللغة الفارسية كذلك.
- "عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد": تحدث في هذا الكتاب عن حكم الاجتهاد، وعن شروط المجتهد، وأنواعه، ومواصفاته، وعن تقليد المذاهب الأربعة، عن تقليد العالم للعالم، وغير ذلك من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع، وقد ضمن الأستاذ فريد وجدي هذا الكتاب في دائرة معارفه تحت كلمة "جهد"، وقد طبع الكتاب مع ترجمته المسماة بـ"سلك مرواريد" في مطبع مجتبائي، دهلي، الهند، عام ١٣١٠هـ.
هـ- كتبه في السيرة والتاريخ والأدب:
لقد ترك الإمام ولي الله الدهلوي تراثا كبيرا في هذا المجال، ولم يكن عمله سردا للحوادث بل كان عمله تحليلا، وقد عبر من خلال هذه الكتب عن نظرياته السياسية كما فعل ذلك من خلال كتابه "إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء"، وكان السبب وراء كتاباته عن سيرة الخلفاء الراشدين الرد على الشيعة الطاعنين في الخلفاء الراشدين خصوصا وفي الصحابة عموما، نحن نسرد هنا هذه الكتب كما يلي:
- "قرة العينين في تفضيل الشيخين": كتبه الإمام باللغة الفارسية لإثبات فضل الشيخين أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، ورد فيه على مزاعم الشيعة، والكتاب مطبوع متداول.
- "إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء": كتبه باللغة الفارسية، ويعتبر من أشهر كتب الشيخ الشاه ولي الله وأهمها بعد "حجة الله البالغة"، هذا الكتاب ضمنه الشيخ أفكاره السياسية، وتحدث فيه عن مفهوم الخلافة وإثباتها بالكتاب والسنة. ويتضمن الرد على كثير من فِرى الشيعة والروافض، وطبع عدة طبعات.
- "أنفاس العارفين": هذا الكتاب يتضمن سبع رسائل تالية: "بوارق الولاية"، "شوارق المعرفة"، "الإمداد في مآثر الأجداد"، "النبذة الإبريزية في اللطيفة العزيزية"، "العطية الصمدية في الأنفاس المحمدية"، "أنسان العين في مشايخ الحرمين"، "الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضعيف".
في الغالب تتضمن هذه الرسائل السبع تراجم آباء الشيخ ولي الله الدهلوي وأجداده ومشايخه، لكنه ضمن هذا الكتاب بحكايات خيالية كثيرة، ولم يسلك فيه المنهج العلمي في التأكد من القصص والأخبار في الغالب، والكتاب مطبوع، في مطبع مجتبائي، دهلي، الهند، عام ١٩١٧م.
- "سرور المحزون": لخص فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالفارسية من كتاب "نور العيون في سيرة الأمين والمأمون"، بطلب من الشيخ مظهر جان جانان، وطبع الكتاب في مطبع جيون بركاش، دهلي، الهند.
- "أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم": شرح فيه قصيدته البائية في نعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وطبع في مطبع مجتبائي، دهلي، عام ١٣٠٨هـ.
- "ديوان الشعر العربي": جمعه ولده الشاه عبد العزيز، ورتبه ابنه الثاني الشاه رفيع الدين.
و- كتبه في التفسير وعلوم القرآن:
لقد ترك الشاه ولي الله الدهلوي تراثا كبيرا فيما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، والكتب المعروفة والمتداولة للشيخ ولي الله الدهلوي في موضوعات علوم القرآن هي التالية:
- "الفوز الكبير في أصول التفسير": هذا الكتاب أصله في اللغة الفارسية، لكنه ترجم إلى اللغات الأخرى، وهذه التراجم هي المتداولة الآن، ترجم إلى اللغة العربية مرتين؛ الترجمة الأولى قام بها الشيخ محمد منير الدمشقي الأزهري، والترجمة الثانية للشيخ سيد سليمان الندوي، ولم يترجم أحدهما مبحث "الحروف المقطعات" فترجمه الشيخ محمد إعزاز علي الأمروهي، وألحقه بالكتاب، والكتاب يشتمل على أربعة أبواب على النحو التالي:
الباب الأول: في العلوم الخمسة التي بينها القرآن العظيم بطريق التنصيص؛ وهي علم الأحكام، وعلم مناظرة أهل الكتاب والمشركين والمنافقين، وعلم التذكير بآلاء الله، وعلم التذكير بأيام الله، وعلم التذكير بالموت وما بعده.
الباب الثاني: في بيان وجوه الخفاء في معاني نظم القرآن. تناول في هذا الباب شرح الغريب، المواضيع الصعبة في فن التفسير، حذف بعض أجزاء وأدوات الكلام، المحكم والمتشابه، الكناية، التعريض، والمجاز العقلي.
الباب الثالث: في بديع أسلوب القرآن. وتناول في هذا الباب إعجاز القرآن.
الباب الرابع: في بيان فنون التفسير وحل اختلاف ما وقع في تفسير الصحابة والتابعين. والكتاب مطبوع متداول مشهور، ومعه الرسالة الثانية التي تعتبر ملحقة بـ"الفوز الكبير"، وهي "فتح الخبير".
- "فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير": كتبه الشاه باللغة العربية، ويعتبر تكملة لـ"الفوز الكبير"، تناول فيه حسب السور القرآنية تفسير غريب القرآن، وبعض أسباب النزول وخاصة ما لا يمكن فهم الآية إلا بها، يقول الشيخ في مقدمته: "يقول العبد الضعيف ولي الله بن عبد الرحيم -عاملهما الله تعالى بلطفه العظيم- هذه جملة من شرح غريب القرآن من آثار حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، سلكت فيها طريق ابن أبي طلحة، وكملتها من طريق الضحاك عنه، كما فعل ذلك شيخ مشايخنا الإمام الجليل جلال الدين السيوطي في كتابه "الإتقان" -أعلى الله درجته في الجنان-، ورأيت بعض الغريب غير مفسر في تينك الطريقين، فكملته من طريق نافع بن الأزرق عنه، وبما ذكره البخاري في "صحيحه" فإنه أصح ما يروى في هذا الباب، ثم بغير ذلك مما ذكره الثقات من أهل النقل، وقليل ما هو، وجمعت مع ذلك ما يحتاج إليه المفسر من أسباب النزول منتخبا له من أصح تفاسير المحدثين الكرام أعني "تفسير البخاري" و"الترمذي" و"الحاكم" -أعلى الله منازلهم في دار السلام-، فجاءت بحمد الله رسالة مفيدة في بابها عدة نافعة لمن أراد أن يقتحم في عبابها، وسميتها "فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير".
- "تأويل الأحاديث في رموز قصص الأنبياء": كتيب صغير كتبه باللغة العربية طبع مع ترجمته بالأردية في مطبع أحمدي بدهلي في حوالي ثمانية وثمانين صفحة، وقد تناول فيه قصص بعض الأنبياء بالبحث.
ويعتبر هذا الكتاب من أهم كتب الشاه؛ لأن الموضوع الذي تناوله فيه خطير، ولأن الشيخ تناول القصص القرآنية المتعلقة بالأنبياء ومعجزاتهم بالتأويل، وحاول أن يقربها إلى الأفهام عن طريق التأويل. والخطورة فيه أنه أخرج هذه الحوادث من أن تكون معجزات أو خوارق للعادات؛ فإنه يرى كل القصص والمعجزات التي حصلت للأنبياء عليهم السلام أنها من قبيل المنامات والرؤى، ومن ذلك في رأيه: إخراج آدم من الجنة، وإلقاء إبراهيم في النار من قبل نمروذ، وعصا موسى، عليهم السلام، يقول:"اعلم أن الأحوال الطارئة على نفوس الكمال والواقعات المنتظمة في المثال تكملة لهم، حكمها حكم المنام، وكذلك الحوادث الواقعة كلها منامات"، وقد ذكر في هذا الكتاب بعض القواعد والضوابط بناها على فلسفته المتعلقة بـ"عالم المثال"، وأول قصة آدم عليه السلام وخروجه من الجنة بناء على تلك الفلسفة كنموذج، ثم قال: "هذا كله منام ورؤيا، تعبيره أن الله أراد به أن يصير خليفة في الأرض، ويبلغ إلى كماله النوعي، وأما نهيه عن الشجرة، ثم إلقاء وسواس الشيطان ثم معاتبته، وإخراجه فكله صورة التقريب بحسب خروجه عن عالم المثال إلى الناسوت تدريجا".
ويرى الشيخ ولي الله الدهلوي أن المعجزات لا تكون خارقة للعادة تماما، ولا تكون مخالفة لها بالكامل، بل تبقى واسطة العادة معها في مرتبة ما، يقول في ذلك: "اعلم أن الله إذا أظهر خارق عادة لتدبير فإنه إنما يظهر في ضمن عادة ولو ضعيفة؛ فالخوارق أسباب ضعيفة كأنها وجدت مشايعة لنفاذ قضاء الله تعالى وعنايته بالأسباب الأرضية لئلا يخترق العادة من كل وجه، وفي القرآن والسنة إشارات تدل عليها، وفي القصة إيماء وفحوى مما يعرفها العارف، بل كل لبيب منصف"، وهكذا يستمر في تأويل القصص القرآنية، ويذكر التوجيهات المادية للحوادث التي حصلت للأنبياء عليهم السلام، فيرى على سبيل المثال أن نار نمروذ بردت لأن الله سبحانه وتعالى أرسل عليها هواء من الزمهرير، وأن البحر انفلق لموسى عليه السلام ولقومه بسبب الهواء، وأن مساكن ثمود كانت الجبال والمغارات فكان أقرب أنواع العذاب في حقهم الزلزال والصيحة.
ويقول عن معجزة شق القمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "وليس يجب انشقاقه البتة انشقاقا لعين القمر، بل يمكن أن يكون ذلك بمنزلة الدخان وانقضاض الكوكب، والكسوف، والخسوف، فما يظهر في الجو لأعين الناس، فيستعمل بإزائها في اللغة العربية ألفاظ وضعت لا يقع على نفس هذه الأشياء"، وبهذا قد شذ الشيخ الشاه ولي الله في كثير من تأويلاته لقصص الأنبياء ومعجزاتهم في كتابه هذا واختار منهجا يتعارض مع المنهج المختار لدى عامة أهل السنة.
- "المقدمة في قوانين الترجمة": هذه الرسالة التي لا يتجاوز حجمها عشر صفحات كتبها الشيخ أثناء ترجمته للقرآن الكريم، وهي رسالة مهمة جدا؛ لأن الشيخ عانى من مشاكل الترجمة بنفسه، ومن هنا تكون لها قيمتها وأهميتها برغم صغر حجمها.
إن هذه القائمة من المؤلفات تدل على أن الشيخ ولي الله الدهلوي كان علامةَ عصره وإمامًا للمجتهدين، وأنه قبيل انتقاله إلى جوار ربه في شهر المحرم عام ١١٧٦هـ/١٧٦٢م قد خلف ورائه أبناء وتلامذة حملوا لواء الإصلاح والتجديد في الهند في العقود التالية.
https://shamela.ws/author/1349