بيانات المؤلف

الديانة مسلم
التوجه غير سني
المذهب الفقهي
المذهب العقدي
العهد معاصر
تاريخ الميلاد 1903
تاريخ الوفاة 1978

هنري كوربان مستشرق فرنسي الجنسية، عمل أستاذاً محاضراً في جامعتي السوربون وطهران ورئيساً للمعهد الفرنسي – الإيراني، عاش سنين طويلة في إيران واطلع على المخطوطات والوثائق الإسلامية هناك، وعقد صداقات عميقة مع رجال الفكر والدين كالعلامة السيد محمد الطباطباني (صاحب تفسير الميزان). قضى كوربان حوالي ثلاثة عقود يدرس المبادئ الشيعية أو مذهب التشيع، ويعتبر من أهم الدارسين النـزيهين المنصفين الذين قدموا خدمات جلى في تعريف العالم الغربي على المذهب الشيعي في الإسلام. بشكل عام كانت الصورة القديمة لدى الغرب عن الشيعة أنهم فرقة منشقة عن الإسلام اختلفت مع بقية المذاهب على قضايا سياسية أهمها الخلافة والحكم. وكانت المصادر التي يستقي منها المستشرقون هي مصادر أهل السنة في فهم الإسلام ومذاهبه. وقد سعى كوربان لفهم قضيتي الولاية والإمام المهدي في المذهب الشيعي. يؤمن أتباع التشيع بعودة الإمام المهدي بعد ظهور عدة دلائل وإشارات بغية إحياء سنة الرسول من جديد.
يقول كوربان: " في عقيدتي أن التشيع هو المذهب الوحيد الذي حفظ، بشكل مستمر، رابطة الهداية بين الله والخلق، وعلاقة الولايات حيّة إلى الأبد. فاليهودية أنهت العلاقة الواقعية بين الله والعالم الإنساني في شخص النبي موسى، والمسيحية توقفت بالعلاقة عند المسيح، أما أهل السنة من المسلمين فقد توقفوا بالعلاقة المذكورة عند النبي محمد، وباختتام النبوة به لم يعد ثمة استمرار في رابطة العلاقة (في مستوى الولاية) بين الخالق والخلق. يبقى التشيع المذهب الوحيد الذي آمن بختم نبوة محمد، وآمن في الوقت نفسه بالولاية – وهي العلاقة التي تستكمل خط الهداية، وتسير به بعد النبي – وأبقى عليها حية إلى الأبد ".
ويقول في مكان آخر:
" ما تحصّل لي من خلال مطالعاتي وبحوثي العلمية، كوني مستشرقاً مسيحياً بروتستانياً – أنه يجب النظر إلى حقائق الإسلام ومعنوياته من خلال الشيعة، الذين يتحلّون برؤية واقعية للإسلام ".
وقد بذل كوربان جهده لتعريف العالم الغربي بمذهب التشيع على النحو الذي يليق به ويتسق مع واقعية هذا المذهب، كما يقول هو نفسه.
ومن أعمال كوربان اهتمامه بمؤلفات الميرداماد، والشيرازي، والسهرودي (مؤسس حكمة الإشراق في الإسلام). ومن كتبه: كتاب (عن الإسلام في إيران – مشاهد روحية وفلسفية).
ومن الجدير بالذكر أن كوربان أحبّ المذهب الشيعي وأتباعه بعد كل تلك السنين الطويلة التي قضاها في رحابهم، وصار واحداً منهم عام 1978، وتوفي عام 1980.
يقول عنه العلامة الطباطباني: "كان كوربان رجلاً سليم النفس يتسم بالموضوعية والإنصاف، وغالباً ما كان يقرأ أدعية الصحيفة المهدوية وهو يبكي".
* * *
من إنجازات كوربان نذكر أيضاً إنشاء "المكتبة الإيرانية" وهي منشورات محققة تحقيقاً نقدياً لمؤلفات أساسية بالفارسية في ميدان التصوف والفلسفة الإشراقية. وتعد من أعظم أعمال النشر المحقق في ميدان الدراسات الإسلامية.
* * *
إن إنتاج كوربان قد تمركز في شخصية السهرودي المقتول، وكان يؤمن بالتحالف بين مدرسة الإشراق عند السهرودي، ومدرسة ابن عربي، وقد أصدر كتاباً بعنوان "التخيل الخالق في تصوّف ابن عربي" (1958). كما قد قادته نزعته الصوفية العرفانية إلى دراسة مذهب الإسماعيلية فنشر وترجم ثلاثة كتب إسماعيلية.

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=35361

Loading...