بيانات المؤلف
عبد الله بن محمد الغليفي
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | حنبلي |
المذهب العقدي | أهل الحديث |
العهد | متقدم |
تاريخ الميلاد | |
تاريخ الوفاة |
ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد الغليفي-رحمه الله-
======================= نبذة مختصرة عن حياة الشيخ أبو سلمان
بقلم تلميذه
أبو دجانة على بن أحمد القرني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فإن الحديث عن أبو سلمان يضع المتحدث في حرج كبير وحيرة شديدة كيف يتحدث عن شخص جمع بين الفضائل فهو يتحدث عن الشيخ والمربي والمعلم ويتحدث عن الأب الشفوق الرحيم بأبنائه , ويتحدث عن الأخ الكريم الجواد الذي لم يبخل بشيء يستطيعه والذي يملكه ليس له لقد فرحت غليفة وتهيأت وتزينت لقدوم الشيخ إليها وكنت وما زلت أتذكر صوته الجميل وهو يرفع الأذان من مسجد غليفة ونحن نلعب بجوار المسجد وما هي إلا أيام حتى كنا أئمة ودعاة وخطباء ومنذ أن عرفنا الشيخ وما زالت كلمات الشيخ أحمد جابر في مخيلتي وهو يقول للشيخ : والله يا شيخ منذ أن افتتحت المسجد وأنشأت حلقات التحفيظ والخير والسعادة والراحة ملئت أنحاء غليفة كلها , فالحمد لله على نعمة الهداية والقرآن ويعذرني الأخوة فشهادتي مجروحة في الشيخ فوالله لا استطيع أن أوفية حقه ولكن الله يجزيه عنِا وعن الدعوة كل خير. وما إن رأيت كتب الشيخ ومؤلفاته علي مكتبة صيد الفوائد وغيرها من المواقع والمكتبات الإسلامية ورأيت سؤال كثير من الأخوة في طلب ترجمته والوقوف على سيرته العطرة إلاّ وسارعت في كتابة ما أعرفه عنه وما حدثني به هو شخصياً خلال مرافقتي له وطلبي عليه ومن خلال شهادات الإخوة والمشايخ طلاب العلم الذين عايشوه واستفادوا منه .
ولد الشيخ أبو سلمان عبد الله بن محمد الغليفى في أواخر شهر شوال عام 1385هـ وتعلم التجويد والقرآن في أواخر المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة على يد الشيخ عبد الحفيظ شاهين - رحمه الله - وقرأ كتاب التوحيد وكشف الشبهات على يد الشيخ الطبيب محمد حمزه - رحمه الله – والدكتور محمد هو الذي دعاه في البداية , ثم حدثت فتن واعتقالات عام 1400 هـ فبعد عن طريق الهداية والمساجد خوفاً من أهله عليه ثم بعد أن هدأت الأمور وتزوج الشيخ عام 1410هـ عكف الشيخ على طلب العلم ولم يجد حوله من يشفي غليله ويشبع نهمه في الطلب فسافر إلى جدة فأخذ بعضاً من شرح كتاب عمدة الأحكام على يد الشيخ محمد المختار الشنقيطي حيث كان يشرحه الشيخ في مسجد الملك سعود , ثم سافر إلى مكة وبدأ بمجالسة العلماء الكبار والحرص على الدورات العلمية وكان حريصاً على اقتناء كتب السلف والإهتمام بها فأخذ كتاب التوحيد على يد الشيخ ابن باز - رحمه الله وغفر له –
وكتاب القواعد المثلى للشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله وغفر له –
وكتاب عمدة الفقه وأصول الإسلام للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين–رحمه الله – فى الدورة العلمية بالمجاردة .
وكتاب الأصول الثلاثة والقواعد الأربع للشيخ صالح الفوزان في الدورة العلمية بتربه بالطائف
وكان حريص على حضور مجالس العلم والدعوة إلى الله أثناء طلبه فعمل مدرساً للقرآن والعلوم الشرعية بعسفان مدة ثم رجع إلى غليفة بعد دعوة الشيخ أبو عبد الرحمن حسن الحارثي –رحمه الله – له وفكر الشيخ في إفتتاح حلقات تحفيظ القرآن في المنطقة وعرض على الإخوة والمشايخ من بني رزق فرحبوا وفرحوا فرحاً شديدأ , وذهب الشيخ إلي مقابلة الشيخ العلامة محمد بن جماح الغامدي – رحمه الله - وطرح عليه الموضوع فرحب الشيخ وفرح به وبنشاطه في الدعوة وقد استفاد الشيخ أبو سلمان من الشيخ آل جماح استفادة عظيمة من حكمته وعلمه وكثرة تجاربه وعمق خبرته وبدأ الشيخ في الدعوة إلى الله ونحن معه نتعلم منه وننهل من علمه وتحقيقاته حتى وكأننا لم نتعلم التوحيد من قبل حتى قال له فضيلة الشيخ أبو محمد القرني إننا قبل أن تأتينا لا ندري أمرجئة نحن أم كفار وهذه شهادة للشيخ من فضيلة الشيخ أبو محمد وهو من هو في العلم والقراءات والتقوى والورع وكيف لا وشيخه الشيخ أحمد الحواش – حفظه الله -فتح الشيخ بيته لنا كطلاب ننهل من علمه وتوجيهاته فكان كريماً بحق , وأتذكر أنه كان يتفقدنا كل طالب منفرداً وقد كان منا من هو في المتوسط ومن هو في الثانوية ومن هو في الجامعة ومن هو متزوج ويعول فكان يعطينا الكتب التي تعلمنا وترشدنا ويأخذنا إلى رحلات دعوية إلى البر وإلى الدورات العلمية لمقابلة المشايخ والدعاة وكبار العلماء وكان يقوم أحياناً كثيرة بدعوة المشايخ إلى بيته وكان كريماً غاية الكرم حتى كنا نتعجب من هذا فيقول المسلم لا يبخل بشيء يستطيعه وقد تعلمت ذلك من الشيخ ابن باز وأولاد بن لزّام وأولاد بن بركات ولاسيما الشيخ أبو سعد وكان أكثر اهتمامه بالعقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك وكان يقول لنا إن الخلل الواقع بين الجماعات العاملة للإسلام سببه عدم ضبط مسائل الإيمان والكفر , فإن ضبطها أساس كل خير .
وقد قام الشيخ بتوسعة مسجد القرية وجهز فيه مكتبة عامرة بكتب السلف قلما تجد مثلها في المنطقة استفاد منها الجميع وكان يتعجب من أهالى القرية وتنافسهم على فعل الخير فكان يرى فيهم الفطرة السليمة والقلوب الطاهرة وقد أثروا فى نفسه بكرمهم وحبهم له وتنافسهم فى نصرة دين الله
مواقف لا تنسى
قلت لي يوماً ما هو الموقف الذي لا تنساه , قال موقف أولاد بن لزّام
- قال في أثناء ولادة ولدي سلمان وللشيخ ثمانية أولاد , حفظة لكتاب الله وطلاب علم وجهاد, كنت أنا وابنتي وحدنا في البيت وكنت صائماً فوجدت الشيخ أبو عبد الله يأتي على سيارته الونيت بالإفطار قلت له ما هذا قال كرهت أن أفطر مع أهلي وأولادي وتفطر وحدك , وإن لك علينا حقوقاً كثيرة فبكي الشيخ من مواقف الوفاء من أولاد بن لزّام حفظهم الله وسترهم فى الدنيا والآخرة
- وموقف الأستاذ عبد الله صالح عندما هجر بيته وجاء ليسكن مع الشيخ حتى لا ينام الشيخ وحده .. إنها قلوب طاهرة
- وقال كان يعجبني الشيخ أبو محمد في حرصه على طلب العلم وتحقيق مسائله وأسلوبه الفريد في تفسير القرآن فإني لم أرى مثله وقد زارني يوماً بعد منتصف الليل – وهو مريض بالقلب – وقال لي لم أستطع النوم من كلام شيخ الإسلام بن تيمية على المسألة " إن أبا محمد نسيج وحده " وفقه الله وسدده .
- موقف الشيخ أبو عبد الرحمن الحارثي هذا الشيخ الشاب الذي يتفجر نشاطاً وهمته كالجبال للعمل في نصرة دين الله وفعل الخير كنا يوماً في طريقنا إلى قضاء العشر الأواخر من رمضان في الحرم المكي ونحن في الطريق أخذت في الدعاء لخصوصية الوقت وبركة الزمان والمكان ودعوت الله بالعلم النافع والعمل الصالح والشهادة في سبيل الله فجلس يترقب حركاتي وسكناتي وإنني لا أنام إلا بعد الشروق فنافسني في ذلك وكان صاحب همه عالية رحمه الله – وأخذته غفوة ليلة 27 وقام فوجدني جالساً فبكى بكاءً شديداً قلت لما البكاء قال أخذتني غفوة وكنت حريصاً ألاّ أفعل , قلت له أنت أفضل مني وأحسن مني وسترزق إن شاء الله الشهادة , وكان كما توقع فقد فُقد الشيخ بعد سفره إلى أرض الجهاد وانقطعت أخباره إلا من أسير أو شهيد نسأل الله أن يتغمده برحمته .
الشيخ وطلب العلم
حبب إلى الشيخ طلب العلم بعد حضوره مجالس كبار العلماء أمثال الشيخ
باز والشيخ بن عثيمين والشيخ بن جبرين والشيخ الفوزان والشيخ الشنقيطي رحمهم الله في الدنيا والآخرة إلا أن هذه المجالس كانت بمثابة الأبواب المغلقة والأصول التي تحتها فروع كثيرة وهذه الفروع لا يمكن الحصول عليها في هذه المجالس العامة أو الدورات العلمية أو الاكتفاء بها فقط لتخريج طالب علم متقن فذهب إلى البحث والمطالعة وتحقيق المسائل والوصول إلى الأصول التي بنيت عليها بالاستقراء والتتبع وأخذ هذه الطريقة من العلامة البحاثة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله فقد كان الشيخ أبو سلمان معجبا بطريقة الشيخ بكر ومتابعة كتبه ومؤلفاته
وعلم الشيخ أن الإختلاف كله من الإجمال وعدم التفصيل فكان يفصل المسائل ويفرعها حتى كنا نظن أنه لم يتكلم في المسألة غيره من شدة تفصيله ووضوحه وسهولة عباراته فكان يقرأ أكثر من 15 ساعة في اليوم ويلخص ويدون ويعلق حتى أننا في أثناء الدرس أو الطريق كان يخرج الورقة والقلم ويدون معلومة أو فكرة فكنا نستغرب من حرصة على العلم وانشغاله به فكان يقول لنا لولم أقيدها لضاعت فبدأ بقراءة كتب الإمام أحمد ثم أبو عبيد القاسم بن سلام ثم كتب شيخ الإسلام بن تيمية وأتى على كتب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأولاده وتلاميذه حتى أذكر أنه انتهى من الدرر السنية وهي 16 مجلد في أقل من شهرين ثم أعاد قرأتها في شهر ثم لخصها في أسبوع في أربع ورقات مازالوا عندي حتى الآن , وقد شرع في تقسيم كتب العلم والتدوين بالسنين إلا أنه لم يكمل ذلك المشروع لظروف خاصة
الشيخ الفقيه
يخطئ كثير من طلبة العلم عندما يظنون بالشيخ أنه متخصص في علم العقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك فقط , بل هو فقيه بارع كيف لا وهو الذي جالس الشيخ بن عثيمين والشيخ الشنقيطي و الذي يطالع أبحاثه الفقهية ومسائله العلمية يعلم ذلك , ويكفي كتابه " أحكام الشريعة الغراء " في الوقوف على علم الشيخ وفقهه وترجيحاته .
الشيخ الأصولي
قد برع الشيخ في علم التوحيد والعقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر بطريقة عجيبة غريبة تشبه في وقتنا الحاضر بطريقة الشيخ علي الخضير والشيخ أحمد الحازمي في تفصيل المسائل ولكن الشيخ رحمه الله اهتم بعلم مقاصد الشريعة ومألات الأعمال إهتماماً لم يسبق إليه في علم مآلات الأعمال هذا العلم الذي غاب عن كثير من العلماء والدعاة فظهر الإضطراب والخلل والذي يطالع كتبه وأبحاثه في العقيدة يعلم قوة الشيخ العلميه وقوة أدلته ونصاعة حجته ويكفي في ذلك كتابه الاسماء والأحكام والتنببهات المختصرة والخماسية ,
الشيخ والجهاد في سبيل الله ونصرة المجاهدين ,
كان الشيخ رحمه الله شجاعا مقداما قوى القلب وكان يتمثل دائما
بقول الشاعر
أن لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا
وكان يقول
عش ملكا أو مت كريما فان تمت وسيفك مرفوعا بكفك تعذر
وكان يقول لنا في الدورات العلمية والدروس الخاصة في بيته إن الكلمات وحدها لا تكفي في نصرة دين الله فهي ميتة إن لم يحيها الجهاد والعمل وهذا من أثار المرجئة في عصرنا فكان أول إهتمام الشيخ بالجهاد المباشر لنصرة المسلمين في بقاع الأرض كان في عام 1412 وباشره بنفسه في حج عام 1413 عندما قابل الشيخ المجاهد أبو عبد العزيز محمود أمير المجاهدين العرب في موسم الحج وسمع منه أحوال المجاهدين في أفغانستان والبوسنة تأثر الشيخ بتفاعل المسلمين وخاصة النساء في التبرع لإخوانهم في البوسنة وأفغانستان وكان معه الشيخ جميل الرحمن يكتب ويسجل في معسكرة من يريد النصرة ومن هنا بدأ الشيخ رحلته مع الجهاد ونصرة دين الله ومن فضل الله على الشيخ أنه لم يتأثر يوماً بجماعة معينة ولم يتحزم يوماً إلى حزبِ معين فهو كان يكره هذه الأحزاب وهذه المسميات وكان يقول ألا يكفي أنك مسلم تحب الله ورسوله ونصرة المسلمين وكان يحارب التعصب والتحزب والتقليد الأعمى الذي وصل ببعض الطلاب إلى تقديس العلماء والمشايخ ومع حبه للجهاد ونصرة المجاهدين ودفاعه عنهم والذب عن أعراضهم كان يقوم ويرشد العمل الجهادي وينصح المجاهدين أنه كان يريده جهاداً سنيا على منهاج النبوة ومن ذلك كتابه عشرون وصية على طريق الجنة فهي رسالة خاصة لقادة الجهاد وأنصار المجاهدين والذي يقرأ كتابه الماتع الجامع " خماسية الجهاد " يعلم ذلك وكان الشيخ مقداماً شجاعاً كريماً لا يهاب الموت بل يبحث عنه في مظانه فكان أول من سافر بنفسه إلى العراق بعد إحتلالها من المحتل الأمريكي الصليبي بثلاثة أشهر وقد رأيت بنفسي جواز سفرة وكيف نجاه الله من الأسر بحيلة وفقه الله إليها وقيد له من يحرسه وينجيه على الحدود كان يتألم كثيراً لما يحدث للمسلمين وتخاذل البعض في نصرتهم وكان كثيراً ما يقول لنا إنها نفس واحدة وموته واحدة فاجعلها في سبيل الله وما فائدة العلم إن لم تعمل به في الواقع بين الناس وقد سمعته كثيراً وهو على عرفات الله في مواسم الحج التي أكرمني الله بمصاحبته فيها سمعته يقول ويكرر " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ترضي بها عنا تكون نصرة لدينك ونكاية في أعدائك اللهم احشرنا من حواصل الطير وبطون السباع " كان يكرر ذلك ويبكي حتى كنا نرحمه وظني بربي الكريم أنه لن يضيعه وسيعطيه سؤله ما أقل العلماء العاملين في زماننا وما أكثر هوانهم على الناس ولم يقدر العلم إلا عالم
محن الشيخ وما أكثر المحن في حياته
كان من صفات الشيخ وخصائصه التي جرت عليه المتاعب أنه كان لا يسكت على خطأ وكان صدّاعاً بالحق ناصحاً لله ورسوله والمسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة وأسلوب ليس له نظير يعرفه العالم وينكره الجاهل
ولا ننسى أننا أخبرناه أن شيخاً من ا لمشايخ وداعية من الدعاة المشهورين أجاز العارضة وشارك فيها فحزن الشيخ حزناً شديداً وكتب له رسالة ووعظه وأرسلها مع أحد أولاد بن لزّام وكانت موعظة صادقة بليغة أثرت في هذا الداعية وتاب وأناب كان الشيخ هكذا شفوقاً رحيماً بإخوانه يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير وهذا جر عليه الويلات والمحن وكان أول كتاب طبع له في مكة بعنوان " الإبتلاءات والمحن " وهو لا يدري انه في هذا الكتاب كان يعذي نفسه لكثرة الإبتلاءات والمحن التي تعرض لها حفظه الله ثم كان كتابه الثاني " كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة " وكان يدافع ويذب عن عرض المشايخ الذين اعتقلوا وسجنوا بسبب تصديهم للحملة الصليبية على بلاد الإسلام وعقيدة المسلمين وتحذريهم من خطط وأساليب اليهود وأهل الصليب في الجزيرة ووقع الكتاب في يد من اخلد إلى الأرض واتبع هواه وزين له الشيطان سوء عمله فراه حسناً وذهب به إلى المسئولين وطاردوا الشيخ وطلبوه وبحثوا عنه وهو لا يعلم بما يجري , ومن جهة آخري آثار بعض الشباب أفكار والمرجئة والجهمية فتصدى لهم الشيخ وصارت مشاكل ومشاكسات وبعدها قبضوا على الشيخ ودخلوا بالسيارة إلى مكتبته وهالهم حجمها فوضعوها كلها في السيارة الجيب واعتقلوه في مكة وبعد أن حققوا معه في التهم المنسوبة إليه دفعها وردها بالحجة والبيان وقرروا الإفراج عنه واعتذروا له فقال لهم الشيخ لا أريد إلا مكتبتي قالوا له نحن نشتريها منك بأي ثمن تريده قال لهم لقد ابعتها مني من لا اقدر على رده بثمن لا تقدرون عليه وأخذ كتبة وأعطاها لبعض طلابه وقال هذه وقف لله على طلبة العلم في مسجد القرية , فلما علموا ذلك اخذوه من مكة مقيداً قدماه في القيود وذهبوا به إلى القرية ووضعوه في الحبس وعندما علم أهل القرية وطلابه ومحبيه خرج الجميع إليه وكان يوم الجمعة وقالوا لنا ساعات ويخرج الشيخ وانتظرنا وتجمع الناس أمام المقر وبكى الطلاب والإخوة والمشايخ وأخذنا نسلم عليه من خلف القضبان والكل يبكي وينتظر لحظة خروجه كما سمعنا البعض يقبل رأسه ويده ويدعوا له وجميع النساء والعجائز في البيوت يدعون له , لقد أثر فيهم الشيخ تأثيراً عظيماً بحسن خلقه وعلمه وجهاده أما أنا فأكرمني الله بالدخول عليه بحيلة أن أعطيه بعض الأغراض التي لا تدخل من الطاقة " النافذة " وعندما فتح الباب ألتزمته وقبلت رأسه ويده وبكيت وبكي الشيخ وحبس دموعه وقال يا أبا دجانة " عيون الأبطال في الأزمات لا تدمع " كن رجلاً هذا هو الطريق وهذا هو المنهج وسرعان ما أخرجوني وذهبنا للصلاة وأنا في نفسي أنني لم أرى الشيخ مرة أخرى كان هذا إحساس شعرت به عندما تدفق الناس على المخفر لرؤية الشيخ وفزع المسئولين من هذه الأعداد الكبيرة وصدق إحساسي عندما رجعنا من الصلاة قالوا لنا إن الشيخ ذهب إلى مكة لإستكمال بعض الأوراق ومن ساعتها انقطعت أخبار الشيخ ولم أره من يوم أن ودعناه ثم بعد فترة ونحن نتلمس أخبار الشيخ علمنا أنه اعتقل في بلد عربي ثم رأيت على بعض المواقع بعض كتبه المنشورة والمطبوعة فوجدت معظمها على مكتبة صيد الفوائد والمكتبة العربية وبعض المواقع الأخرى ورأيت طلب كثير من الأخوة يبحثون عن ترجمة الشيخ فسافر بعض الأخوة ,هنا وهناك وجمع بعض الصور له , وعزمت أن أكتب ترجمة مختصرة عن الشيخ مما أعرفه عنه ومما سمعته منه بنفسي أو حكاه لي بعض طلابه وتلامذته وإخوانه الذين عاشوا معه وبعض الأخبار من الذين قابلوه في بلاد أخرى وإن كنت لم أوفي الشيخ حقه وأعتذر عن تقصيري في ذلك ولكن علم الشيخ وكتبه ومؤلفاته تشفع لي ومن قرأ علم والإنسان عدو ما يجهل والعلم نور قائد إلى الخير , فحفظ الله الشيخ إن كان حياً ورحمه رحمه واسعة إن كان ميتاً وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته ...آمين
من أقوال الشيخ رحمه الله
" كل من سار على طريق الأنبياء ودعا إلى ما دعت إليه الأنبياء سيصيبه مثل ما أصاب الأنبياء ولاشك , فإنه ليس أكرم على الله منهم وإذا رأيت الرجل يعتلي المنابر ويتصدر المجالس ولم يصبه من الطاغوت شيء فاعلم أنه في دينه دخن "
- إن الدعوة والجهاد متلازمان لا ينفك أحدهما عن الأخر والدعوة مقدمة على الجهاد إذ هي الأصل والجهاد أقصر الطرق إلى الجنة "
- إن تارك أعمال الجوارح بالكلية مع القدرة والتمكن وعدم العجز كافر وليس بمسلم قولاً واحدا ًمعرض عن العمل متولي عن الطاعة "
- يجب التقيد بمذهب الصحابة وإحياء منهج الصحابة والتمسك بالأصول الثلاثة المعصومة – القرآن والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم " هذا هو الأصل وأقوال من بعدهم لهم تبع فكلام العلماء ليس دليلاً معتبراً يحتج به بل يحتج لها من الأصول الثلاثة المعصومة والدليل المعتبر الصالح للإستدلال مع عدم وجود المعارض أيه محكمة من كتاب الله وحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة وإجماعهم وإجماع الصحابة مقدم على إجماع غيرهم وفهم الصحابة مقدم على فهم غيرهم مع الإعتذار والإحترام لمن خالفهم من أهل السنة
مسائل الشريعة لا تخرج عن أربعة مسائل من فهمها فهم الدين
المسالة الأولى: مسائل قطعية لا اختلاف فيها كمسائل التوحيد والشرك والفرائض وتحريم المحرمات كالزنا والسرقة وشرب الخمر والربا .
المسألة الثانية : مسائل مختلف فيها على قولين أو أكثر وهذه غالب مسائل الفقه كالشرب واقفاً والبول وقفاً والسنن و غير ذلك .
المسألة الثالثة : مسائل اجتهادية مع غياب النص تورد مورد الإجتهاد وفقه النوازل مع التفريق بين الإجتهاد في النص والإجتهاد مع النص .
المسألة الرابعة : مسائل شاذة ليس له فيها سلف وليس عليها دليل معتبر .
هدفنا هو إحياء منهج الصحابة والرجوع إلى فقه الصحابة والبعد عن التقليد والتقديس فالعلم كثير والعبرة ليست بالعلم ولكن المطلوب تحقيق العلم وتربية طالب علم جيد على ذلك .
إن الذين أذونا وحرضوا علينا إثنان لا ثالث لهما إما حاسد أكل الحقد قلبه أو جاهل مقلد غيره فالأول يعلم ما نحن عليه من السنة والإتباع ولكنه الحسد ومرض القلب أما الجاهل فهو مقلد ينقل ما يقال عنا تقليداً فهو سمع عنا ولم يسمع منا ولو سمع منا مباشرة لعلم الحق ولرجع إلى السنة وهم جميعاً في حل إلى يوم القيامة .
- إن غدراتنا وفجراتنا ومعاصينا كثيرة لا يعلمها إلا الله ولن ينجينا من عذاب الله إلا الشهادة في سبيله ونصرة دينه
الإنتاج العلمي للشيخ :
إن للشيخ شروحات علمية كثيرة لبعض كتب السلف غير كتبه ومؤلفاته وأبحاثه استفاد منها طالب العلم .
ومن هذه الشروح :-
1- شرحه لكتاب أصول السنة للإمام أحمد
2- شرحه لكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام
3- شرحه لكتاب السنة للإمام البربهاري
4- شرحه لكتاب الشريعة للإمام ألأجري " لم يكمله "
5- شرحه لكتاب فقه الطهارة والصلاة
6- شرحه لكتاب لمعة الإعتقاد
7- شرحه لكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام
8- تعليقاته على العقيدة الطحاوية
9- شرحه لكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح
10-شرحه لكتاب حلية طالب العلم
11- شرحه لكتاب الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية
12- شرحه لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام
13-شرحه لكتاب الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام
14-شرحه لكتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام "لم يكمله "
15- شرحه لكتاب التحفة العراقية في أعمال القلوب لشيخ الإسلام
16-بدأ في صحيح البخاري " ولم يكمله "
17- بدأ في شرح الروض الأنف للسهيلى " ولم يكمله "
18-شرحه لكتاب مقدمة في علم التوحيد لأئمة الدعوة
هذه بعض شروحاته على كتب السلف التي وقفت عليها في الدورات العلمية التي كان يقيمها الشيخ لطلبة العلم سواءً كانت في المساجد أو في بيته – وأخبرني بعض الأخوة أن بعضها مسجل صوتي وبعضها مرئي وأن بعض طلبة العلم عمل للشيخ قناة باسمه على اليوتيوب وصفحه كذلك باسمه على الفيس بوك , مع صفحة إحياء منهج الصحابة ولم أقف على ذلك بنفسي ولكن أخبرني به بعض طلبه الشيخ بارك الله فيهم .
وقد رأيت للشيخ فهرس لبعض مؤلفاته وكتبه وأبحاثه على أحد المواقع فنقلتها هنا كما هي من مكتبة صيد الفوائد
أسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به البلاد والعباد ويسخر سبحانه من ينشر هذا العلم بين المسلمين ويجعله خالصاً لوجهه الكريم
وقد قامت دار القرآن بغليفة بطباعة كتبه وجعلت حقوقها لكل مسلم
من مؤلفات فضيلة الشيخ أبو سلمان عبد الله بن محمد الغليفى –رحمه الله -
أولاً سلسلة مباحث ودراسات فى عقيدة أهل السنة والجماعة
تحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك, صدر منها الرسائل التالية
1-مختصر الوجاء من شبهات الخوارج والإرجاء
2- البيان والإشهار في كشف زيغ من توقف في تكفير المشركين والكفار
(تحقيق كلام شيخي الإسلام بن تيمية وبن عبد الوهاب في تكفير المعين والعذر بالجهل)
3- بيان حقيقة التوحيد الذي جهله كثير من العبيد(مختارات عقدية من الدرر السنية)
4- العذر بالجهل بين ضبط السلف واضطراب الخلف
5- مقدمة في علم التوحيد(متن في التوحيد والشرك والإيمان والكفر)
6- التنبيهات المختصرة على المسائل الخلافية المنتشرة, وهى أربع مسائل
حقيقة الإيمان ومنزلة أعمال الجوارح
الحكم والتحاكم وأحوال المتحاكمين
العذر بالجهل حقيقته ومعناه
كفر تارك الصلاة
7- أثار كفر الردة على المجتمع الإسلامي
8- أهل السنة بين مطرقة الخوارج وسندان المرجئة
9- العذر بالجهل أسماء وأحكام
10- حكم الإسلام في العلمانية والديمقراطية والانتخابات البرلمانية
11- مجمل أقوال السلف وكبار العلماء في ذم المرجئة والإرجاء
12- شرح نواقض الإسلام وحكم من أعان المرتدين والأمريكان
13- فصل الكلام في الحاكمية والحكام
14- قرة عيون المجاهدين{الطريق إلى أرض المعركة}
15- بين سيد إمام والقاعدة
16- القطبية من سيد قطب إلى عبد المجيد الشاذلي
17- أيها الموحد من يحمل هم هذا الدين ؟
18- شرح الأصول الثلاثة
19- خماسية الجهاد(الإرشاد إلى طريق الجهاد)كيف تكون مجاهداً سنيًا فى سبيل الله
20- الكفر بالطاغوت بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة
21- حكم الشريعة الغراء فى كيفية الغسل والتكفين والدفن والعزاء
22- المسائل والرسائل والردود
23- بحث فى معنى اللعن وحقيقته و حكم لعن المعين
24- مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع
25- بحث فى معنى حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن
26- بحث فى المسح على الخفين
27- بحث في أن أسماء الله توقيفية لامجال للعقل فيها
28- حكم الجلوس للتعزية والاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه
29- هل رأى النبى صلى الله عليه وسلم ربه ؟
30- هل نصارى مصر الأن أهل ذمة وعهد وأمان؟
31- حكم بناء الكنائس ورفع الصلبان فى بلاد الإسلام
32- إعلام الأتقياء بتحريم الموسيقى والغناء والفرق بين الأناشيد والحداء
33- السلفيون والثورة على أى شئ نجتمع وتحت أى راية نقف!!
34- حكم الاستفتاء على الدستور المخالف لدين الله وما جاء به الرسول
35- سلسلة الشوارد والمتفرقات صدر منها
1- الذين سجنوا وماتوا فى السجن من أهل الإسلام
2- من على جدران زنازين الطواغيت
3- الحملة الشعبية لإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة
4- الحقيقة التى يعرفها كل الناس
5- اعتكاف رغم أنوف الطواغيت
36- إلى دعاة الفضائيات
37- أسئلة وأجوبة فى الإيمان والكفر والعذر بالجهل
38- لماذا إحياء مذهب الصحابة وفقه الصحابة رضى الله عنهم
39- الفروق العقدية بين عقيدة السلف وأدعياء السلفية (الفرق بين السلف والسلفية )
40- محبة الله بين الحقيقة والإدعاء
41- أيها المسلم من قدوتك , وهل حقاً تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
42- بيوت مطمئنة (ثغرات فى بيوت الدعاة)
43- وصايا نبوية فى تأمين الجبهة الداخلية (تربية الزوجة )
44- كتاب الحقائق وفيه:
حقيقة التوحيد -حقيقة الشرك-حقيقة الإيمان -حقيقة الكفر-حقيقة الإسلام
حقيقة العلمانية -حقيقة الديمقراطية-حقيقة القومية -حقيقة الليبرالية-
حقيقة البهائية - حقيقة القديانية- حقيقة الصوفية- حقيقة الوطنية
حقيقة النصرانية- حقيقة الشيعة والرافضة
45- هل نصارى الزمان أهل ذمة وعهد وأمان؟
46- عشرون وصية على طريق الجنة
47- إعلام المسلمين بكفر وقتل من سب الله رب العلمين
48- إعلام الأمة بكفر وقتل من آذى نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم
49- حكم تعزية الكافر وتهنئته
50- مصطلحات ومفاهيم عقدية
51- حكم تقصير اللحية والأخذ منها
52- القول الفصل الصائب فى حكم الصلاة على الغائب
53- حكم جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة للمسافر
54- الأضحية مسائل وأحكام
56- فقه الطهارة والصلاة
57- مدخل لدراسة كتاب التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام
58- الغلو مفهومه وحقيقته وصوره وأسبابه وعلاجه
59- أحكام الديار
60- أهل الفترة أقسام وأحكام
61- مسألة الإيمان
62- الرسائل والمسائل والمقالات والردود
63- مدخل لدراسة الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة
64- مدخل لدراسة الديانة اليهودية
65- مدخل لدراسة الديانة النصرانية
66- مدخل لدراسة الديانات الوثنية
67- مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة
68- فضائل القرآن وأخلاق أهله وأداب حملته
69- رسالة فى الطاغوت وحقيقة الكفر به
70- حقيقة الإيمان ومنزلة الأعمال وحكم تاركها بالكلية
71- حقيقة الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة
72- بحث مقولة ( كفر دون كفر )
73- الرد على أهل التوقف والتبين والغلو فى التكفير
74- شرح مسائل العقيدة الواسطية
75- شرح كشف الشبهات
76- ولا تنازعوا فتفشلوا
77- فقه مقاصد الشريعة ومآلات الأعمال
78- حكم المسح على الجبيرة
79- تحقيق مسألة نجاسة الدم
80- حكم قراءة القرآن للحائض والجنب
81- تعدد النيات والجمع بينها
82- حجية خبر الآحاد
83- معنى حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن )
84- المرجئـــــــــــــــــة
85- الخوارج عقيدة وتاريخ
86- العذر بالجهل ضوابط وأصول
87- الشيعة الروافض نشاتهم وعقيدتهم وجرائمهم ضد الإسلام والمسلمين
سلسلة الشروح العلمية لكتب السُنة
88- شرحه لكتاب أصول السنة للإمام أحمد
89- شرحه لكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام
90- شرحه لكتاب السنة للإمام البربهاري
91- شرحه لكتاب الشريعة للإمام ألأجري " لم يكمله "
92- شرحه لكتاب فقه الطهارة والصلاة
93- شرحه لكتاب لمعة الإعتقاد
94- شرحه لكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام
95- تعليقاته على العقيدة الطحاوية
96- شرحه لكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح
97- شرحه لكتاب حلية طالب العلم
98- شرحه لكتاب الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية
99- شرحه لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام
100- شرحه لكتاب الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام
101- شرحه لكتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام "لم يكمله "
102- شرحه لكتاب التحفة العراقية في أعمال القلوب لشيخ الإسلام
103- بدأ في صحيح البخاري " ولم يكمله "
104- بدأ في شرح الروض الأنف للسهيلى " ولم يكمله "
105- شرحه لكتاب مقدمة في علم التوحيد لأئمة الدعوة
106- اسم مرتكب الشرك فى الوحيين وعند الصحابة رضى الله عنهم
107- نسب ولد الزنا والأحكام المترتبة عليه
108- رسالة فى كيفية وضوء أهل الأعذار المستحاضة ومن به سلس بول
109- من أخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة
هذه السلاسل وغيرها من مؤلفات فضيلة الشيخ عبد الله الغليفى- رحمه الله تعالى - تصدرها وتقوم على نشرها وتوزيعها دار القرآن للطبع والنشر والتوزيع بغليفة وكل من أراد طبعها ونشرها بين المسلمين فله ذلك بدون حقوق طبع بشرط عدم التغيير في الأصل ولا مانع من التعليق والحواشي..
======================= نبذة مختصرة عن حياة الشيخ أبو سلمان
بقلم تلميذه
أبو دجانة على بن أحمد القرني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فإن الحديث عن أبو سلمان يضع المتحدث في حرج كبير وحيرة شديدة كيف يتحدث عن شخص جمع بين الفضائل فهو يتحدث عن الشيخ والمربي والمعلم ويتحدث عن الأب الشفوق الرحيم بأبنائه , ويتحدث عن الأخ الكريم الجواد الذي لم يبخل بشيء يستطيعه والذي يملكه ليس له لقد فرحت غليفة وتهيأت وتزينت لقدوم الشيخ إليها وكنت وما زلت أتذكر صوته الجميل وهو يرفع الأذان من مسجد غليفة ونحن نلعب بجوار المسجد وما هي إلا أيام حتى كنا أئمة ودعاة وخطباء ومنذ أن عرفنا الشيخ وما زالت كلمات الشيخ أحمد جابر في مخيلتي وهو يقول للشيخ : والله يا شيخ منذ أن افتتحت المسجد وأنشأت حلقات التحفيظ والخير والسعادة والراحة ملئت أنحاء غليفة كلها , فالحمد لله على نعمة الهداية والقرآن ويعذرني الأخوة فشهادتي مجروحة في الشيخ فوالله لا استطيع أن أوفية حقه ولكن الله يجزيه عنِا وعن الدعوة كل خير. وما إن رأيت كتب الشيخ ومؤلفاته علي مكتبة صيد الفوائد وغيرها من المواقع والمكتبات الإسلامية ورأيت سؤال كثير من الأخوة في طلب ترجمته والوقوف على سيرته العطرة إلاّ وسارعت في كتابة ما أعرفه عنه وما حدثني به هو شخصياً خلال مرافقتي له وطلبي عليه ومن خلال شهادات الإخوة والمشايخ طلاب العلم الذين عايشوه واستفادوا منه .
ولد الشيخ أبو سلمان عبد الله بن محمد الغليفى في أواخر شهر شوال عام 1385هـ وتعلم التجويد والقرآن في أواخر المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة على يد الشيخ عبد الحفيظ شاهين - رحمه الله - وقرأ كتاب التوحيد وكشف الشبهات على يد الشيخ الطبيب محمد حمزه - رحمه الله – والدكتور محمد هو الذي دعاه في البداية , ثم حدثت فتن واعتقالات عام 1400 هـ فبعد عن طريق الهداية والمساجد خوفاً من أهله عليه ثم بعد أن هدأت الأمور وتزوج الشيخ عام 1410هـ عكف الشيخ على طلب العلم ولم يجد حوله من يشفي غليله ويشبع نهمه في الطلب فسافر إلى جدة فأخذ بعضاً من شرح كتاب عمدة الأحكام على يد الشيخ محمد المختار الشنقيطي حيث كان يشرحه الشيخ في مسجد الملك سعود , ثم سافر إلى مكة وبدأ بمجالسة العلماء الكبار والحرص على الدورات العلمية وكان حريصاً على اقتناء كتب السلف والإهتمام بها فأخذ كتاب التوحيد على يد الشيخ ابن باز - رحمه الله وغفر له –
وكتاب القواعد المثلى للشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله وغفر له –
وكتاب عمدة الفقه وأصول الإسلام للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين–رحمه الله – فى الدورة العلمية بالمجاردة .
وكتاب الأصول الثلاثة والقواعد الأربع للشيخ صالح الفوزان في الدورة العلمية بتربه بالطائف
وكان حريص على حضور مجالس العلم والدعوة إلى الله أثناء طلبه فعمل مدرساً للقرآن والعلوم الشرعية بعسفان مدة ثم رجع إلى غليفة بعد دعوة الشيخ أبو عبد الرحمن حسن الحارثي –رحمه الله – له وفكر الشيخ في إفتتاح حلقات تحفيظ القرآن في المنطقة وعرض على الإخوة والمشايخ من بني رزق فرحبوا وفرحوا فرحاً شديدأ , وذهب الشيخ إلي مقابلة الشيخ العلامة محمد بن جماح الغامدي – رحمه الله - وطرح عليه الموضوع فرحب الشيخ وفرح به وبنشاطه في الدعوة وقد استفاد الشيخ أبو سلمان من الشيخ آل جماح استفادة عظيمة من حكمته وعلمه وكثرة تجاربه وعمق خبرته وبدأ الشيخ في الدعوة إلى الله ونحن معه نتعلم منه وننهل من علمه وتحقيقاته حتى وكأننا لم نتعلم التوحيد من قبل حتى قال له فضيلة الشيخ أبو محمد القرني إننا قبل أن تأتينا لا ندري أمرجئة نحن أم كفار وهذه شهادة للشيخ من فضيلة الشيخ أبو محمد وهو من هو في العلم والقراءات والتقوى والورع وكيف لا وشيخه الشيخ أحمد الحواش – حفظه الله -فتح الشيخ بيته لنا كطلاب ننهل من علمه وتوجيهاته فكان كريماً بحق , وأتذكر أنه كان يتفقدنا كل طالب منفرداً وقد كان منا من هو في المتوسط ومن هو في الثانوية ومن هو في الجامعة ومن هو متزوج ويعول فكان يعطينا الكتب التي تعلمنا وترشدنا ويأخذنا إلى رحلات دعوية إلى البر وإلى الدورات العلمية لمقابلة المشايخ والدعاة وكبار العلماء وكان يقوم أحياناً كثيرة بدعوة المشايخ إلى بيته وكان كريماً غاية الكرم حتى كنا نتعجب من هذا فيقول المسلم لا يبخل بشيء يستطيعه وقد تعلمت ذلك من الشيخ ابن باز وأولاد بن لزّام وأولاد بن بركات ولاسيما الشيخ أبو سعد وكان أكثر اهتمامه بالعقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك وكان يقول لنا إن الخلل الواقع بين الجماعات العاملة للإسلام سببه عدم ضبط مسائل الإيمان والكفر , فإن ضبطها أساس كل خير .
وقد قام الشيخ بتوسعة مسجد القرية وجهز فيه مكتبة عامرة بكتب السلف قلما تجد مثلها في المنطقة استفاد منها الجميع وكان يتعجب من أهالى القرية وتنافسهم على فعل الخير فكان يرى فيهم الفطرة السليمة والقلوب الطاهرة وقد أثروا فى نفسه بكرمهم وحبهم له وتنافسهم فى نصرة دين الله
مواقف لا تنسى
قلت لي يوماً ما هو الموقف الذي لا تنساه , قال موقف أولاد بن لزّام
- قال في أثناء ولادة ولدي سلمان وللشيخ ثمانية أولاد , حفظة لكتاب الله وطلاب علم وجهاد, كنت أنا وابنتي وحدنا في البيت وكنت صائماً فوجدت الشيخ أبو عبد الله يأتي على سيارته الونيت بالإفطار قلت له ما هذا قال كرهت أن أفطر مع أهلي وأولادي وتفطر وحدك , وإن لك علينا حقوقاً كثيرة فبكي الشيخ من مواقف الوفاء من أولاد بن لزّام حفظهم الله وسترهم فى الدنيا والآخرة
- وموقف الأستاذ عبد الله صالح عندما هجر بيته وجاء ليسكن مع الشيخ حتى لا ينام الشيخ وحده .. إنها قلوب طاهرة
- وقال كان يعجبني الشيخ أبو محمد في حرصه على طلب العلم وتحقيق مسائله وأسلوبه الفريد في تفسير القرآن فإني لم أرى مثله وقد زارني يوماً بعد منتصف الليل – وهو مريض بالقلب – وقال لي لم أستطع النوم من كلام شيخ الإسلام بن تيمية على المسألة " إن أبا محمد نسيج وحده " وفقه الله وسدده .
- موقف الشيخ أبو عبد الرحمن الحارثي هذا الشيخ الشاب الذي يتفجر نشاطاً وهمته كالجبال للعمل في نصرة دين الله وفعل الخير كنا يوماً في طريقنا إلى قضاء العشر الأواخر من رمضان في الحرم المكي ونحن في الطريق أخذت في الدعاء لخصوصية الوقت وبركة الزمان والمكان ودعوت الله بالعلم النافع والعمل الصالح والشهادة في سبيل الله فجلس يترقب حركاتي وسكناتي وإنني لا أنام إلا بعد الشروق فنافسني في ذلك وكان صاحب همه عالية رحمه الله – وأخذته غفوة ليلة 27 وقام فوجدني جالساً فبكى بكاءً شديداً قلت لما البكاء قال أخذتني غفوة وكنت حريصاً ألاّ أفعل , قلت له أنت أفضل مني وأحسن مني وسترزق إن شاء الله الشهادة , وكان كما توقع فقد فُقد الشيخ بعد سفره إلى أرض الجهاد وانقطعت أخباره إلا من أسير أو شهيد نسأل الله أن يتغمده برحمته .
الشيخ وطلب العلم
حبب إلى الشيخ طلب العلم بعد حضوره مجالس كبار العلماء أمثال الشيخ
باز والشيخ بن عثيمين والشيخ بن جبرين والشيخ الفوزان والشيخ الشنقيطي رحمهم الله في الدنيا والآخرة إلا أن هذه المجالس كانت بمثابة الأبواب المغلقة والأصول التي تحتها فروع كثيرة وهذه الفروع لا يمكن الحصول عليها في هذه المجالس العامة أو الدورات العلمية أو الاكتفاء بها فقط لتخريج طالب علم متقن فذهب إلى البحث والمطالعة وتحقيق المسائل والوصول إلى الأصول التي بنيت عليها بالاستقراء والتتبع وأخذ هذه الطريقة من العلامة البحاثة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله فقد كان الشيخ أبو سلمان معجبا بطريقة الشيخ بكر ومتابعة كتبه ومؤلفاته
وعلم الشيخ أن الإختلاف كله من الإجمال وعدم التفصيل فكان يفصل المسائل ويفرعها حتى كنا نظن أنه لم يتكلم في المسألة غيره من شدة تفصيله ووضوحه وسهولة عباراته فكان يقرأ أكثر من 15 ساعة في اليوم ويلخص ويدون ويعلق حتى أننا في أثناء الدرس أو الطريق كان يخرج الورقة والقلم ويدون معلومة أو فكرة فكنا نستغرب من حرصة على العلم وانشغاله به فكان يقول لنا لولم أقيدها لضاعت فبدأ بقراءة كتب الإمام أحمد ثم أبو عبيد القاسم بن سلام ثم كتب شيخ الإسلام بن تيمية وأتى على كتب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأولاده وتلاميذه حتى أذكر أنه انتهى من الدرر السنية وهي 16 مجلد في أقل من شهرين ثم أعاد قرأتها في شهر ثم لخصها في أسبوع في أربع ورقات مازالوا عندي حتى الآن , وقد شرع في تقسيم كتب العلم والتدوين بالسنين إلا أنه لم يكمل ذلك المشروع لظروف خاصة
الشيخ الفقيه
يخطئ كثير من طلبة العلم عندما يظنون بالشيخ أنه متخصص في علم العقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك فقط , بل هو فقيه بارع كيف لا وهو الذي جالس الشيخ بن عثيمين والشيخ الشنقيطي و الذي يطالع أبحاثه الفقهية ومسائله العلمية يعلم ذلك , ويكفي كتابه " أحكام الشريعة الغراء " في الوقوف على علم الشيخ وفقهه وترجيحاته .
الشيخ الأصولي
قد برع الشيخ في علم التوحيد والعقيدة وتحقيق مسائل الإيمان والكفر بطريقة عجيبة غريبة تشبه في وقتنا الحاضر بطريقة الشيخ علي الخضير والشيخ أحمد الحازمي في تفصيل المسائل ولكن الشيخ رحمه الله اهتم بعلم مقاصد الشريعة ومألات الأعمال إهتماماً لم يسبق إليه في علم مآلات الأعمال هذا العلم الذي غاب عن كثير من العلماء والدعاة فظهر الإضطراب والخلل والذي يطالع كتبه وأبحاثه في العقيدة يعلم قوة الشيخ العلميه وقوة أدلته ونصاعة حجته ويكفي في ذلك كتابه الاسماء والأحكام والتنببهات المختصرة والخماسية ,
الشيخ والجهاد في سبيل الله ونصرة المجاهدين ,
كان الشيخ رحمه الله شجاعا مقداما قوى القلب وكان يتمثل دائما
بقول الشاعر
أن لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا
وكان يقول
عش ملكا أو مت كريما فان تمت وسيفك مرفوعا بكفك تعذر
وكان يقول لنا في الدورات العلمية والدروس الخاصة في بيته إن الكلمات وحدها لا تكفي في نصرة دين الله فهي ميتة إن لم يحيها الجهاد والعمل وهذا من أثار المرجئة في عصرنا فكان أول إهتمام الشيخ بالجهاد المباشر لنصرة المسلمين في بقاع الأرض كان في عام 1412 وباشره بنفسه في حج عام 1413 عندما قابل الشيخ المجاهد أبو عبد العزيز محمود أمير المجاهدين العرب في موسم الحج وسمع منه أحوال المجاهدين في أفغانستان والبوسنة تأثر الشيخ بتفاعل المسلمين وخاصة النساء في التبرع لإخوانهم في البوسنة وأفغانستان وكان معه الشيخ جميل الرحمن يكتب ويسجل في معسكرة من يريد النصرة ومن هنا بدأ الشيخ رحلته مع الجهاد ونصرة دين الله ومن فضل الله على الشيخ أنه لم يتأثر يوماً بجماعة معينة ولم يتحزم يوماً إلى حزبِ معين فهو كان يكره هذه الأحزاب وهذه المسميات وكان يقول ألا يكفي أنك مسلم تحب الله ورسوله ونصرة المسلمين وكان يحارب التعصب والتحزب والتقليد الأعمى الذي وصل ببعض الطلاب إلى تقديس العلماء والمشايخ ومع حبه للجهاد ونصرة المجاهدين ودفاعه عنهم والذب عن أعراضهم كان يقوم ويرشد العمل الجهادي وينصح المجاهدين أنه كان يريده جهاداً سنيا على منهاج النبوة ومن ذلك كتابه عشرون وصية على طريق الجنة فهي رسالة خاصة لقادة الجهاد وأنصار المجاهدين والذي يقرأ كتابه الماتع الجامع " خماسية الجهاد " يعلم ذلك وكان الشيخ مقداماً شجاعاً كريماً لا يهاب الموت بل يبحث عنه في مظانه فكان أول من سافر بنفسه إلى العراق بعد إحتلالها من المحتل الأمريكي الصليبي بثلاثة أشهر وقد رأيت بنفسي جواز سفرة وكيف نجاه الله من الأسر بحيلة وفقه الله إليها وقيد له من يحرسه وينجيه على الحدود كان يتألم كثيراً لما يحدث للمسلمين وتخاذل البعض في نصرتهم وكان كثيراً ما يقول لنا إنها نفس واحدة وموته واحدة فاجعلها في سبيل الله وما فائدة العلم إن لم تعمل به في الواقع بين الناس وقد سمعته كثيراً وهو على عرفات الله في مواسم الحج التي أكرمني الله بمصاحبته فيها سمعته يقول ويكرر " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ترضي بها عنا تكون نصرة لدينك ونكاية في أعدائك اللهم احشرنا من حواصل الطير وبطون السباع " كان يكرر ذلك ويبكي حتى كنا نرحمه وظني بربي الكريم أنه لن يضيعه وسيعطيه سؤله ما أقل العلماء العاملين في زماننا وما أكثر هوانهم على الناس ولم يقدر العلم إلا عالم
محن الشيخ وما أكثر المحن في حياته
كان من صفات الشيخ وخصائصه التي جرت عليه المتاعب أنه كان لا يسكت على خطأ وكان صدّاعاً بالحق ناصحاً لله ورسوله والمسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة وأسلوب ليس له نظير يعرفه العالم وينكره الجاهل
ولا ننسى أننا أخبرناه أن شيخاً من ا لمشايخ وداعية من الدعاة المشهورين أجاز العارضة وشارك فيها فحزن الشيخ حزناً شديداً وكتب له رسالة ووعظه وأرسلها مع أحد أولاد بن لزّام وكانت موعظة صادقة بليغة أثرت في هذا الداعية وتاب وأناب كان الشيخ هكذا شفوقاً رحيماً بإخوانه يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير وهذا جر عليه الويلات والمحن وكان أول كتاب طبع له في مكة بعنوان " الإبتلاءات والمحن " وهو لا يدري انه في هذا الكتاب كان يعذي نفسه لكثرة الإبتلاءات والمحن التي تعرض لها حفظه الله ثم كان كتابه الثاني " كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة " وكان يدافع ويذب عن عرض المشايخ الذين اعتقلوا وسجنوا بسبب تصديهم للحملة الصليبية على بلاد الإسلام وعقيدة المسلمين وتحذريهم من خطط وأساليب اليهود وأهل الصليب في الجزيرة ووقع الكتاب في يد من اخلد إلى الأرض واتبع هواه وزين له الشيطان سوء عمله فراه حسناً وذهب به إلى المسئولين وطاردوا الشيخ وطلبوه وبحثوا عنه وهو لا يعلم بما يجري , ومن جهة آخري آثار بعض الشباب أفكار والمرجئة والجهمية فتصدى لهم الشيخ وصارت مشاكل ومشاكسات وبعدها قبضوا على الشيخ ودخلوا بالسيارة إلى مكتبته وهالهم حجمها فوضعوها كلها في السيارة الجيب واعتقلوه في مكة وبعد أن حققوا معه في التهم المنسوبة إليه دفعها وردها بالحجة والبيان وقرروا الإفراج عنه واعتذروا له فقال لهم الشيخ لا أريد إلا مكتبتي قالوا له نحن نشتريها منك بأي ثمن تريده قال لهم لقد ابعتها مني من لا اقدر على رده بثمن لا تقدرون عليه وأخذ كتبة وأعطاها لبعض طلابه وقال هذه وقف لله على طلبة العلم في مسجد القرية , فلما علموا ذلك اخذوه من مكة مقيداً قدماه في القيود وذهبوا به إلى القرية ووضعوه في الحبس وعندما علم أهل القرية وطلابه ومحبيه خرج الجميع إليه وكان يوم الجمعة وقالوا لنا ساعات ويخرج الشيخ وانتظرنا وتجمع الناس أمام المقر وبكى الطلاب والإخوة والمشايخ وأخذنا نسلم عليه من خلف القضبان والكل يبكي وينتظر لحظة خروجه كما سمعنا البعض يقبل رأسه ويده ويدعوا له وجميع النساء والعجائز في البيوت يدعون له , لقد أثر فيهم الشيخ تأثيراً عظيماً بحسن خلقه وعلمه وجهاده أما أنا فأكرمني الله بالدخول عليه بحيلة أن أعطيه بعض الأغراض التي لا تدخل من الطاقة " النافذة " وعندما فتح الباب ألتزمته وقبلت رأسه ويده وبكيت وبكي الشيخ وحبس دموعه وقال يا أبا دجانة " عيون الأبطال في الأزمات لا تدمع " كن رجلاً هذا هو الطريق وهذا هو المنهج وسرعان ما أخرجوني وذهبنا للصلاة وأنا في نفسي أنني لم أرى الشيخ مرة أخرى كان هذا إحساس شعرت به عندما تدفق الناس على المخفر لرؤية الشيخ وفزع المسئولين من هذه الأعداد الكبيرة وصدق إحساسي عندما رجعنا من الصلاة قالوا لنا إن الشيخ ذهب إلى مكة لإستكمال بعض الأوراق ومن ساعتها انقطعت أخبار الشيخ ولم أره من يوم أن ودعناه ثم بعد فترة ونحن نتلمس أخبار الشيخ علمنا أنه اعتقل في بلد عربي ثم رأيت على بعض المواقع بعض كتبه المنشورة والمطبوعة فوجدت معظمها على مكتبة صيد الفوائد والمكتبة العربية وبعض المواقع الأخرى ورأيت طلب كثير من الأخوة يبحثون عن ترجمة الشيخ فسافر بعض الأخوة ,هنا وهناك وجمع بعض الصور له , وعزمت أن أكتب ترجمة مختصرة عن الشيخ مما أعرفه عنه ومما سمعته منه بنفسي أو حكاه لي بعض طلابه وتلامذته وإخوانه الذين عاشوا معه وبعض الأخبار من الذين قابلوه في بلاد أخرى وإن كنت لم أوفي الشيخ حقه وأعتذر عن تقصيري في ذلك ولكن علم الشيخ وكتبه ومؤلفاته تشفع لي ومن قرأ علم والإنسان عدو ما يجهل والعلم نور قائد إلى الخير , فحفظ الله الشيخ إن كان حياً ورحمه رحمه واسعة إن كان ميتاً وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته ...آمين
من أقوال الشيخ رحمه الله
" كل من سار على طريق الأنبياء ودعا إلى ما دعت إليه الأنبياء سيصيبه مثل ما أصاب الأنبياء ولاشك , فإنه ليس أكرم على الله منهم وإذا رأيت الرجل يعتلي المنابر ويتصدر المجالس ولم يصبه من الطاغوت شيء فاعلم أنه في دينه دخن "
- إن الدعوة والجهاد متلازمان لا ينفك أحدهما عن الأخر والدعوة مقدمة على الجهاد إذ هي الأصل والجهاد أقصر الطرق إلى الجنة "
- إن تارك أعمال الجوارح بالكلية مع القدرة والتمكن وعدم العجز كافر وليس بمسلم قولاً واحدا ًمعرض عن العمل متولي عن الطاعة "
- يجب التقيد بمذهب الصحابة وإحياء منهج الصحابة والتمسك بالأصول الثلاثة المعصومة – القرآن والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم " هذا هو الأصل وأقوال من بعدهم لهم تبع فكلام العلماء ليس دليلاً معتبراً يحتج به بل يحتج لها من الأصول الثلاثة المعصومة والدليل المعتبر الصالح للإستدلال مع عدم وجود المعارض أيه محكمة من كتاب الله وحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة وإجماعهم وإجماع الصحابة مقدم على إجماع غيرهم وفهم الصحابة مقدم على فهم غيرهم مع الإعتذار والإحترام لمن خالفهم من أهل السنة
مسائل الشريعة لا تخرج عن أربعة مسائل من فهمها فهم الدين
المسالة الأولى: مسائل قطعية لا اختلاف فيها كمسائل التوحيد والشرك والفرائض وتحريم المحرمات كالزنا والسرقة وشرب الخمر والربا .
المسألة الثانية : مسائل مختلف فيها على قولين أو أكثر وهذه غالب مسائل الفقه كالشرب واقفاً والبول وقفاً والسنن و غير ذلك .
المسألة الثالثة : مسائل اجتهادية مع غياب النص تورد مورد الإجتهاد وفقه النوازل مع التفريق بين الإجتهاد في النص والإجتهاد مع النص .
المسألة الرابعة : مسائل شاذة ليس له فيها سلف وليس عليها دليل معتبر .
هدفنا هو إحياء منهج الصحابة والرجوع إلى فقه الصحابة والبعد عن التقليد والتقديس فالعلم كثير والعبرة ليست بالعلم ولكن المطلوب تحقيق العلم وتربية طالب علم جيد على ذلك .
إن الذين أذونا وحرضوا علينا إثنان لا ثالث لهما إما حاسد أكل الحقد قلبه أو جاهل مقلد غيره فالأول يعلم ما نحن عليه من السنة والإتباع ولكنه الحسد ومرض القلب أما الجاهل فهو مقلد ينقل ما يقال عنا تقليداً فهو سمع عنا ولم يسمع منا ولو سمع منا مباشرة لعلم الحق ولرجع إلى السنة وهم جميعاً في حل إلى يوم القيامة .
- إن غدراتنا وفجراتنا ومعاصينا كثيرة لا يعلمها إلا الله ولن ينجينا من عذاب الله إلا الشهادة في سبيله ونصرة دينه
الإنتاج العلمي للشيخ :
إن للشيخ شروحات علمية كثيرة لبعض كتب السلف غير كتبه ومؤلفاته وأبحاثه استفاد منها طالب العلم .
ومن هذه الشروح :-
1- شرحه لكتاب أصول السنة للإمام أحمد
2- شرحه لكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام
3- شرحه لكتاب السنة للإمام البربهاري
4- شرحه لكتاب الشريعة للإمام ألأجري " لم يكمله "
5- شرحه لكتاب فقه الطهارة والصلاة
6- شرحه لكتاب لمعة الإعتقاد
7- شرحه لكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام
8- تعليقاته على العقيدة الطحاوية
9- شرحه لكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح
10-شرحه لكتاب حلية طالب العلم
11- شرحه لكتاب الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية
12- شرحه لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام
13-شرحه لكتاب الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام
14-شرحه لكتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام "لم يكمله "
15- شرحه لكتاب التحفة العراقية في أعمال القلوب لشيخ الإسلام
16-بدأ في صحيح البخاري " ولم يكمله "
17- بدأ في شرح الروض الأنف للسهيلى " ولم يكمله "
18-شرحه لكتاب مقدمة في علم التوحيد لأئمة الدعوة
هذه بعض شروحاته على كتب السلف التي وقفت عليها في الدورات العلمية التي كان يقيمها الشيخ لطلبة العلم سواءً كانت في المساجد أو في بيته – وأخبرني بعض الأخوة أن بعضها مسجل صوتي وبعضها مرئي وأن بعض طلبة العلم عمل للشيخ قناة باسمه على اليوتيوب وصفحه كذلك باسمه على الفيس بوك , مع صفحة إحياء منهج الصحابة ولم أقف على ذلك بنفسي ولكن أخبرني به بعض طلبه الشيخ بارك الله فيهم .
وقد رأيت للشيخ فهرس لبعض مؤلفاته وكتبه وأبحاثه على أحد المواقع فنقلتها هنا كما هي من مكتبة صيد الفوائد
أسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به البلاد والعباد ويسخر سبحانه من ينشر هذا العلم بين المسلمين ويجعله خالصاً لوجهه الكريم
وقد قامت دار القرآن بغليفة بطباعة كتبه وجعلت حقوقها لكل مسلم
من مؤلفات فضيلة الشيخ أبو سلمان عبد الله بن محمد الغليفى –رحمه الله -
أولاً سلسلة مباحث ودراسات فى عقيدة أهل السنة والجماعة
تحقيق مسائل الإيمان والكفر والتوحيد والشرك, صدر منها الرسائل التالية
1-مختصر الوجاء من شبهات الخوارج والإرجاء
2- البيان والإشهار في كشف زيغ من توقف في تكفير المشركين والكفار
(تحقيق كلام شيخي الإسلام بن تيمية وبن عبد الوهاب في تكفير المعين والعذر بالجهل)
3- بيان حقيقة التوحيد الذي جهله كثير من العبيد(مختارات عقدية من الدرر السنية)
4- العذر بالجهل بين ضبط السلف واضطراب الخلف
5- مقدمة في علم التوحيد(متن في التوحيد والشرك والإيمان والكفر)
6- التنبيهات المختصرة على المسائل الخلافية المنتشرة, وهى أربع مسائل
حقيقة الإيمان ومنزلة أعمال الجوارح
الحكم والتحاكم وأحوال المتحاكمين
العذر بالجهل حقيقته ومعناه
كفر تارك الصلاة
7- أثار كفر الردة على المجتمع الإسلامي
8- أهل السنة بين مطرقة الخوارج وسندان المرجئة
9- العذر بالجهل أسماء وأحكام
10- حكم الإسلام في العلمانية والديمقراطية والانتخابات البرلمانية
11- مجمل أقوال السلف وكبار العلماء في ذم المرجئة والإرجاء
12- شرح نواقض الإسلام وحكم من أعان المرتدين والأمريكان
13- فصل الكلام في الحاكمية والحكام
14- قرة عيون المجاهدين{الطريق إلى أرض المعركة}
15- بين سيد إمام والقاعدة
16- القطبية من سيد قطب إلى عبد المجيد الشاذلي
17- أيها الموحد من يحمل هم هذا الدين ؟
18- شرح الأصول الثلاثة
19- خماسية الجهاد(الإرشاد إلى طريق الجهاد)كيف تكون مجاهداً سنيًا فى سبيل الله
20- الكفر بالطاغوت بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة
21- حكم الشريعة الغراء فى كيفية الغسل والتكفين والدفن والعزاء
22- المسائل والرسائل والردود
23- بحث فى معنى اللعن وحقيقته و حكم لعن المعين
24- مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع
25- بحث فى معنى حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن
26- بحث فى المسح على الخفين
27- بحث في أن أسماء الله توقيفية لامجال للعقل فيها
28- حكم الجلوس للتعزية والاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه
29- هل رأى النبى صلى الله عليه وسلم ربه ؟
30- هل نصارى مصر الأن أهل ذمة وعهد وأمان؟
31- حكم بناء الكنائس ورفع الصلبان فى بلاد الإسلام
32- إعلام الأتقياء بتحريم الموسيقى والغناء والفرق بين الأناشيد والحداء
33- السلفيون والثورة على أى شئ نجتمع وتحت أى راية نقف!!
34- حكم الاستفتاء على الدستور المخالف لدين الله وما جاء به الرسول
35- سلسلة الشوارد والمتفرقات صدر منها
1- الذين سجنوا وماتوا فى السجن من أهل الإسلام
2- من على جدران زنازين الطواغيت
3- الحملة الشعبية لإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة
4- الحقيقة التى يعرفها كل الناس
5- اعتكاف رغم أنوف الطواغيت
36- إلى دعاة الفضائيات
37- أسئلة وأجوبة فى الإيمان والكفر والعذر بالجهل
38- لماذا إحياء مذهب الصحابة وفقه الصحابة رضى الله عنهم
39- الفروق العقدية بين عقيدة السلف وأدعياء السلفية (الفرق بين السلف والسلفية )
40- محبة الله بين الحقيقة والإدعاء
41- أيها المسلم من قدوتك , وهل حقاً تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
42- بيوت مطمئنة (ثغرات فى بيوت الدعاة)
43- وصايا نبوية فى تأمين الجبهة الداخلية (تربية الزوجة )
44- كتاب الحقائق وفيه:
حقيقة التوحيد -حقيقة الشرك-حقيقة الإيمان -حقيقة الكفر-حقيقة الإسلام
حقيقة العلمانية -حقيقة الديمقراطية-حقيقة القومية -حقيقة الليبرالية-
حقيقة البهائية - حقيقة القديانية- حقيقة الصوفية- حقيقة الوطنية
حقيقة النصرانية- حقيقة الشيعة والرافضة
45- هل نصارى الزمان أهل ذمة وعهد وأمان؟
46- عشرون وصية على طريق الجنة
47- إعلام المسلمين بكفر وقتل من سب الله رب العلمين
48- إعلام الأمة بكفر وقتل من آذى نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم
49- حكم تعزية الكافر وتهنئته
50- مصطلحات ومفاهيم عقدية
51- حكم تقصير اللحية والأخذ منها
52- القول الفصل الصائب فى حكم الصلاة على الغائب
53- حكم جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة للمسافر
54- الأضحية مسائل وأحكام
56- فقه الطهارة والصلاة
57- مدخل لدراسة كتاب التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام
58- الغلو مفهومه وحقيقته وصوره وأسبابه وعلاجه
59- أحكام الديار
60- أهل الفترة أقسام وأحكام
61- مسألة الإيمان
62- الرسائل والمسائل والمقالات والردود
63- مدخل لدراسة الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة
64- مدخل لدراسة الديانة اليهودية
65- مدخل لدراسة الديانة النصرانية
66- مدخل لدراسة الديانات الوثنية
67- مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة
68- فضائل القرآن وأخلاق أهله وأداب حملته
69- رسالة فى الطاغوت وحقيقة الكفر به
70- حقيقة الإيمان ومنزلة الأعمال وحكم تاركها بالكلية
71- حقيقة الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة
72- بحث مقولة ( كفر دون كفر )
73- الرد على أهل التوقف والتبين والغلو فى التكفير
74- شرح مسائل العقيدة الواسطية
75- شرح كشف الشبهات
76- ولا تنازعوا فتفشلوا
77- فقه مقاصد الشريعة ومآلات الأعمال
78- حكم المسح على الجبيرة
79- تحقيق مسألة نجاسة الدم
80- حكم قراءة القرآن للحائض والجنب
81- تعدد النيات والجمع بينها
82- حجية خبر الآحاد
83- معنى حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن )
84- المرجئـــــــــــــــــة
85- الخوارج عقيدة وتاريخ
86- العذر بالجهل ضوابط وأصول
87- الشيعة الروافض نشاتهم وعقيدتهم وجرائمهم ضد الإسلام والمسلمين
سلسلة الشروح العلمية لكتب السُنة
88- شرحه لكتاب أصول السنة للإمام أحمد
89- شرحه لكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام
90- شرحه لكتاب السنة للإمام البربهاري
91- شرحه لكتاب الشريعة للإمام ألأجري " لم يكمله "
92- شرحه لكتاب فقه الطهارة والصلاة
93- شرحه لكتاب لمعة الإعتقاد
94- شرحه لكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام
95- تعليقاته على العقيدة الطحاوية
96- شرحه لكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح
97- شرحه لكتاب حلية طالب العلم
98- شرحه لكتاب الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية
99- شرحه لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام
100- شرحه لكتاب الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام
101- شرحه لكتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام "لم يكمله "
102- شرحه لكتاب التحفة العراقية في أعمال القلوب لشيخ الإسلام
103- بدأ في صحيح البخاري " ولم يكمله "
104- بدأ في شرح الروض الأنف للسهيلى " ولم يكمله "
105- شرحه لكتاب مقدمة في علم التوحيد لأئمة الدعوة
106- اسم مرتكب الشرك فى الوحيين وعند الصحابة رضى الله عنهم
107- نسب ولد الزنا والأحكام المترتبة عليه
108- رسالة فى كيفية وضوء أهل الأعذار المستحاضة ومن به سلس بول
109- من أخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة
هذه السلاسل وغيرها من مؤلفات فضيلة الشيخ عبد الله الغليفى- رحمه الله تعالى - تصدرها وتقوم على نشرها وتوزيعها دار القرآن للطبع والنشر والتوزيع بغليفة وكل من أراد طبعها ونشرها بين المسلمين فله ذلك بدون حقوق طبع بشرط عدم التغيير في الأصل ولا مانع من التعليق والحواشي..