بيانات المؤلف
عبد العزيز بن محمد سعود
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | أخرى |
المذهب العقدي | أخرى |
العهد | معاصر |
تاريخ الميلاد | 1765 |
تاريخ الوفاة | 1803 |
الإمام عبد العزيز الأول بن محمد آل سعود هو الإمام الثاني الدولة السعودية الأولى والحاكم الثالث من أسرة آل سعود وأمير إمارة الدرعية السادس عشر، وهو الابن الثالث للإمام محمد بن سعود. ولد عام 1133 هـ / 1721م، وتولى الحكم بعد وفاة والده في عام 1179 هـ / 1765م، واستأنف بناء الدولة السعودية الأولى ونشر الدعوة الإصلاحية. كان مغوارا شديد البأس، لا يمل الحروب، يباشر الملاحم بنفسه، وفي عهده امتد نفوذ الدولة إلى الرياض وجميع بلدان الخرج ووادي الدواسر في الجنوب، وفي الشمال امتد إلى القصيم ودومة الجندل بالجوف ووادي السرحان وتيماء وخيبر. وفي الشرق تمكن الإمام عبد العزيز من السيطرة على الأحساء وقطر والبريمي.[1] كما امتد نفوذ الدولة السعودية إلى البحرين وعمان عن طريق ولاء قبائل المنطقة ودفعها الزكاة للدولة السعودية. وفي الغرب امتد نفوذ الدولة السعودية إلى شرقي الحجاز والطائف والخرمة وتربة وما حولها. وفي الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة إلى بيشة والليث وعسير وجازان.
طلبة للعلم[عدل]
بدأت الدعوة الإصلاحية في نجد تشتهر وعبد العزيز بن محمد لم يبلغ العاشرة من عمره وحينما بلغ سن الشباب أخذ يرتحل هو وأعمامه الثلاثة مشاري وثنيان وفرحان إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة ويطلبون العلم علي يديه، وكان ذلك بداية مظاهر الخير والصلاح عليه ومما كان له أبلغ الأثر أيضاً في انتقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد ذلك إلى الدرعية، فظل عبد العزيز بن محمد ملازماً للشيخ في العيينة والدرعية يتشرب منه علوم التوحيد والفقه والتفسير والعربية وغيرها، حتى أضحى من أبرز تلامذته.
عهده[عدل]
في سنة 1179 هـ، توفي والده الإمام محمد بن سعود، فقدمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب لمبايعة الناس لما يعلم من كفاءته، وكان الإمام عبد العزيز بن محمد لا يخرج عن مشورة شيخه في أمور الدولة السياسية والعسكرية وغيرها، فتولى الإمارة وهو في الخامسة والأربعين من عمره واتسع نطاق الدولة في عهده اتساعاً كبيراً.
يعد عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عهداً نشطاً في الدولة السعودية الأولى، فقد شهد الكثير من الحملات والجهود العسكرية والسلمية لمد نفوذ الدولة ونشر الأمن والاستقرار في أنحائها، وكان من أشهر قادة القوات السعودية في عهده ابنه سعود، وأمير عسير عبد الوهاب بن عامر أبو نقطة المتحمي، والأمير مطلق بن محمد المطيري، كما اتسم عهده بالعديد من النشاطات العلمية والثقافية والحضارية فازدهرت العلوم وانتعشت النواحي الاقتصادية.
أدت انتصارات الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وانضواء العديد من المناطق والقبائل تحت لواء الدولة السعودية الأولى إلى تحرك بعض القوى المجاورة لمواجهة الدولة السعودية، ومحاولة الحد من اتساع نفوذها. كان من أبرز هذه الحملات المناوئة قيام الدولة العثمانية بدفع زعيم قبائل المنتفق ثويني بن عبد الله وتزويده بالأسلحة والقوات النظامية، لمواجهة الإمام عبد العزيز، وتوجيه حملة بقيادة القائد العثماني علي الكيخيا ضد الدولة السعودية.[2]
كما تعرضت الدولة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز للعديد من الحملات المناوئة، مثل حملات بني خالد من الأحساء، والأشراف من الحجاز، وحملة حاكم نجران، وحملة حاكم مسقط ضد البحرين، التي قام الإمام عبد العزيز بالدفاع عنها.
اغتياله[عدل]
قُتل عبد العزيز على يد أحد الشيعة في شهر رجب سنة 1218 هـ (1803م) عن عمر ناهز الثالثة والثمانين سنة انتقاما من هدم كربلاء قبلها بعامين، فطعن وهو يصلي صلاة العصر في مسجد الطريف بالدرعية وهو ساجد. روى ابن بشر -المؤرخ النجدي المعاصر للدولة السعودية الأولى- أن من قتله كان من أهل بلد الحسين، وفد إلى الدرعية وادعى أنه من أهل العمادية قرب الموصل بالعراق واسمه عثمان،[3] حيث قال: «دخلت السنة الثامنة عشر بعد المائتين والألف، وفي هذه السنة في العشر الأواخر من رجب، قتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف بالدرعية وهو ساجد في أثناء صلاة العصر، مضى عليه رجل قيل إنه كردي من أهل العمادية بلد الأكراد المعروفة عند الموصل اسمه عثمان، أقبل من وطنه لهذا القصد محتسباً حتى وصل الدرعية في صورة درويش، وادعى أنه مهاجر وأظهر التنسك بالطاعة وتعلم شيئا من القرآن، فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه وطلب من يعلمه أركان الإسلام وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها، مما كانوا يعلمونه الغريب المهاجر إليهم، وكان قصده غير ذلك، فوثب عليه من الصف الثالث والناس في السجود، فطعنه في أبهره رحمه الله، أو في خاصرته أسفل البطن، بخنجر معه كان قد أخفاه وأعده لذلك، وهو قد تأهب للموت، فاضطرب أهل المسجد، وماج بعضهم في بعض»، إلى أن قال: «وتكاثر الناس عليه فقتلوه، وقد تبين لهم وجه الأمر، ثم حمل الإمام إلى قصره، وهو قد غاب ذهنه وقرب نزعه، لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه، فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به القصر، رحمه الله وعفا عنه»، إلى أن قال: «وكان ابنه سعود في نخله المعروف بمشيرفه في الدرعية، فلما بلغه الخبر، أقبل مسرعاً، واجتمع الناس عنده، فقام فيهم ووعظهم موعظة بليغة وعزاهم، فقام الناس فبايعوه خاصتهم وعامتهم وعزوه بأبيه، ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحة يعظهم ويخبرهم بالأمر ويعزيهم ويأمرهم بالمبايعة وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرهم لسعود فبايع أهل النواحي والبلدان وجميع رؤساء قبائل العربان»، إلى أن قال: «والله أعلم أحرى بالصواب، لأن الأكراد ليسوا بأهل رفض وليس في قلوبهم غل على المسلمين، والله أعلم».[4]
صفاته[عدل]
وصفه ابن بشر -المؤرخ النجدي المعاصر لتلك الحقبة- قائلاً: «كان عبد العزيز كثير الخوف من الله تعالى، والذكر له، آمرا بالمعروف وناهياً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ينفذ الحق في أهل بيته وعشيرته، لا يتعاظم عظيماً إذا ظلم فيقمعه عن الظلم، وينفذ الحق فيه، ولا يتصاغر حقيراً ظُلم، فيأخذ له الحق، ولو كان بعيد الوطن»، إلى أن قال: «كان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، ويصلي فيه صلاة الضحى، وكان كثير الرأفة والرحمة بالرعية، خصوصا أهل البلدان بإعطائهم الأموال، وبث الصدقة لفقرائهم، والدعاء لهم، والتفحص عن أحوالهم. وقد ذكر لي بعض من أثق به أنه كان يكثر الدعاء لهم في ورده، قال وسمعته يقول: اللهم أبق فيهم كلمة لا إله إلا الله، حتى يستقيموا عليها ولا يحيدوا عنها».