بيانات المؤلف
محمد بن أبي مدين الديماني الشنقيطي
الديانة | مسلم |
التوجه | سني |
المذهب الفقهي | |
المذهب العقدي | |
العهد | معاصر |
تاريخ الميلاد | 1330 |
تاريخ الوفاة | 1396 |
نسبه: هو فضيلة الفقيه المحدث الشاعر العلامة الأستاذ محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني المغربي الموريتاني الشنقيطي صاحب المؤلفات العديدة والتصانيف الفريدة.
ولادته: ولد صاحبنا رحمه الله في بيت من البيوتات الشنقيطية المعروفة بالعلم والمعرفة والمجد والشرف في مستهل سنة 1330 هـ فنشأ وتربى في أحضان والده العلامة الفقيه أبو مدين وأخذ عنه مبادئ القراءة بعد تعلم الحروف كما حفظ عليه القرآن الكريم وهو لم يزل طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم مستأنفا بعد ذلك قراءته في طلب العلم فأخذ عن والده في البدء وعن كل الشيوخ من قومه المعروفين بغزارة علمهم والذين كان يحتضنهم المجتمع الذي نشأ فيه وعاش وتربى على تربته آخذا عن كل واحد منهم ما عنده من العلم يأخذ عن هذا الدين والفقه بشروحه والأصول والنحو والبلاغة وعن ذاك من الشيوخ باحثا عن غيرهم في كل مكان من بلاده.
فكان كثير التجوال في كل أطراف وطنه الشنقيطي رغبة وتعطشا منه في المعرفة والعلم والعلماء فقل ما عرفت أسرة من الأسر هناك بعلم أو معرفة إلا وزارها وأخذ عنها أو تصفح كتبها وما احتوت عليه خزانتها من نظم ونثر غير مكتف بذلك فزار عدة أقطار عربية ليبيا ومصر والأردن والسعودية. وتلقى عن بعض شيوخ هذه البلاد فاستفاد منهم واستفادوا منه.
ولا زلت أذكر بالمناسبة حفلا أقيم على شرفه في إحدى دور الزاوية الكتانية بسلا لأخذ الإجازة في علم الحديث عن أحد شيوخ هذه الزاوية ويتعلق الأمر بالدكتور يوسف الكتاني خريج دار الحديث الحسنية بالمغرب كما كان يتلقى الإجازات والعلوم عن شيوخ وطنه الذين سنذكر بعضا منهم على سبيل العد لا الحصر.
شيوخه: فمن شيوخه والده أبو مدين ومربيه الأول وسيدي محمد المصطفى بن ابن الأبيري والشيخ بن عبد الودود، والعلامة سيدي محمد ولد الداه المعروف بالشنقيطي وابن حيمود الجنكي وأحمد محمود بن عبد المجيد الجنكي أيضا، ومحمد المجبوبي اليدالي، ومحمد يحيى بن محمد الأمين بن أبوه، وبن محمد علي بن عبد الودود اليعقوبي، ومحمد علي ابن نعم العبد، ومحمد محمود بن كرامة، هؤلاء هم بعض شيوخه الذين أخذ عنهم وإن كنا لم نأت عليهم عدا جميعا وإليهم يرجع الفضل أولا وأخيرا في إبراز ملكته الشيء الذي جعله يشتهر بين قومه ويتميز بينهم خاصة عرفت فيه وعنه وهي أنه كان رحمه الله عزوفا عن الرأي كما كان يكره التقليد والمقلدين غير ميال لتأويلاتهم وبخاصة منهم المتكلمين من الأصوليين حاذيا في ذلك حذو النعل بالنعل جده الشيخ سيدي أحمد وطريقته التي عرف بها فلم يغب عليه ذلك ولم يستغرب منه عند قومه الذين ألفوا وعرفوا في عديد من علماء أسرته الشدة وعدم الليونة في الجانب العلمي والعزوف عن التقليد.
كتبه: قام صاحبنا بتأليف عدة كتب بعد أن كرع من حياة المعروفة ونهل من العلوم العربية الإسلامية وخاصة منها علم التفسير والحديث اللذان كان يتميز بهما من بين عديد من خاصة العلماء من بني قومه فقد كان يدرس الحديث الشريف بالمعهد العلمي الإسلامي لموريتانيا (بوتلميت) وكان صاحب باع طويلة في هذا العلم وعلم التفسير وقد ألف في علم الحديث والتفسير كما ألف في غيرهما وإليك الجوانب العلمية التي ألف فيها تفصيلا حسب كل فن من الفنون المذكورة التالية: الحديث، التفسير، الفقه، العقائد، الأصول، الأدب، الأجوبة، التاريخ.
1) في الحديث: كتاب شرح ألفية العرافي في الحديث.
2) في التفسير: كتاب تفسير الفاتحة.
كتاب تبين حكمة تقديم السمع على البصر
ولاي والأخبار.
كتاب تحرير المسألة في اختلاف البسملة.
3) في الفقه: كتاب الصوارم والأسنة في الذب عن السنة
في القبض والسدل.
كتاب مناسك الحج.
كتاب الطرفة المليحة في أخيار المليحة.
كتاب بعث الحكمين بين الزوجين.
4) في العقائد: كتاب شن الغارات على أهل وحدة الوجود ومعينة الذات.
5) في الأصول: كتاب منظومته في الاجتهاد والتقليد.
كتاب نظم اختلاف العلماء في رواية النساء لله تعالى في الجنة غدا يوم
القيامة.
6) الأدب: كتاب في المدح جمع فيه عدة قصائد.
كتاب خصال الفترة وهو شعر أيضا.
كتاب في الشهداء وسنورد منه قطعة في هذا الموضوع بعنوان:
ألا ان موتا في الجهاد هو المحيي
فقتلاه عند الله جل هم الأحياء
7) الأجوبة: كتاب الدرر الملفوظ في أجوبة الشيخ المحفوظ.
كتاب الأمالي في أجوبة أسئلة محمد بن محمد اليدالاي.
8) في التاريخ: كتاب يتحدث فيه عن فتح مكة هل وقع صلحا أم عنوة.
9) في الرجال: كتاب نزهة الراني في ترجمة الشيخ سيدي الثاني.
10) في النحو: كتاب تسهيل الورود إلى تحفة المودود في المقصور والممدود لابن مالك.
أدبه: وقد كان صاحبنا إلى جانب ذا وذاك أديبا مفلفا وشاعرا فحلا نظم كثيرا من الشعر لم يدون له في ديوان مع الأسف ولم يجمع له في كتاب فبقيت قصائده منتثرة هنا وهناك ولدى بعضها في المناسبات ولا بأس من إيراد ما يسمح به المقام منها في هذه الترجمة وبالأخص هذه القطعة التي هي من كتابه الشهداء كما أسلفت والتي يصف فيها صاحبنا وصفا حيا الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا دفاعا من أجل الكرامة وهم يخوضون المعارك الضارية من أجل استقلال ووحدة بلدهم السليب فلسطين والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عجل الله بخلاصه آمين، والقطعة هي:
ألا ان موتا في الجهاد هو المحيي
فقتلاه عند الله جل هم الاحيا
فقوموا سراعا للجهاد فإنه
به دينكم يحيى وعزكم يحيى
ألم تعلموا أن اليهود أذلة
عداة لرب قدامات وقد أحيى
اما حاربوا خير البرايا محمدا
اما كذبوا عيسى اما قتلوا يحيى
اما قذفوا العذراء مريم واعتدوا
بسبت كما قد جاءنا عنهم وحيا
أبعد احتراق القدس جراء قدحهم
وتشريد إخوان لنا يهنأ المحيى
أقوال العلماء فيه وتقريضاتهم لكتبه:
قال فيه السيد محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود منوها بمعرفته في علم الحديث:
سعى أباؤك العظماء شوطا
فنلت الشوط بالركض الحثيث
وفاتوا في لقديم معاصريهم
وفات رجال عصرك في الحديث
وقال عنه أيضا الشيخ محمد علي بن عبد الودود بعد إطلاعه على شرحه لألفية العراقي في الحديث مقرضا إياها بقوله:
في سبعة حصروا مقاصد العقلاء
من التأليف فاحفظها تنل أملا
أيدع تمام بيان لاختصارك في
جمع ورتب وصلح ياخي العملا
ثم أتى بعد ذلك خلف هذا الشيخ بعد إطلاعه هو أيضا على شرح الألفية فتحامل قائلا:
يحد ذوو التأليف مقصوده حدا
بسبعة أقسام يعدونها عدا
يقولون أبدع رتب أجمع وأصلحها
وبين وتمم واختصر تبلغ القصدا
وإني أرى الشيخ الإمام محمدا
يزيد كثيرا لن يطيقوا له جحدا
فيبديه درا في السطور منظما
وينظمه عقدا ويحكمه عقدا
وذلك أن الشيخ أطولهم يدا
وأرواهم أذنا وأرواهم زندا
وأرحبهم باعا وأوعاهم حجا
وأسعدهم سعدا وأعلاهم وجدا
وأمروهم غيثا من (الغوث) نيله
فلا يليهينك السعدان عنه ولا صدا
فلا زال محمودا ينصر مؤيدا
ولا زال لسن الناس تحمده حمدا
كما أن عددا من العلماء أثنو عليه وقرظوا كتبه فمن ذلك مثلا:
العلامة عبد الله بن محمد بنحامد بن محمد بن محنض باب الديماني القائل في بداية تقريظه لكتاب المليحة في أخبار المنيحة:
تقريظا لتأليف المنيحة تروم فلا تساعدك القريحة
ومنهم أيضا العلامة محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود المباركي والعلامة سيدي الحسن بن أبا الجكني والعلامة محمد فال بن عبد الله بن محمد فال بن العلوي. والعلامة الدنيج بن أحمد بن محمود بن معاوية التندغي وغيرهم كثير ولولا ضيق المجال لأتينا بتقريظاتهم واحدا وأحصيناهم عدا.
وقد زار صاحبنا المغرب للمرة الثانية منذ سبع سنوات لحضور الدروس الحسنية التي تلقى أمام حضرة صاحب الجلالة الملك احسن الثاني نصره الله وألقى قصيدة بالمناسبة يمتدح فيها جلالة الملك الحسن الثاني نصره الله ومطلعها:
ملكت فأوسعت العدالة في الغرب
بذا شهدت عجم الأنام مع العرب
وشدت بيوت الله في كل قرية
وجدت على العافين في كل أزمة
بمن بلا من يشين ولا عتب
وداويت أمراض القلوب بمرهم
وضعت به أجدى الهناء على النقب
وقابلت بالحلم الاساءة والجفا
فعوضت من أهل البسيطة بالحب
وما زلت من قبل البلوغ مؤملا
يسد بك الثغر المخوف لدى الخطب
وترعى حقوق الجار والضيف ماثوى
وينزل منكم في هناء وفي خصب
زحسبك فخرا ان طه نبينا
شفيع البرايا في الهزاهز والرعب
وريحانتيه السيدين وبضعة
بوالدها المختار تاهت بنو كعب
وحمزة والعباس والكامل الرضى
وجعفر والكرار في ساحة الحرب
هم أصلك السامي على كل محتد
فحسبك هذا من فخار فقل حسبي
وءاباؤك الغر الخلائف بعد ذا
هم شيدوا صرح المكارم في الغرب
يشنف أسماع المصيخين ذكرهم
فذكر بني مروان ذرو بنمى حرب
وقمت بأعباء الخلافة بعدهم
يجد وعزم واعتماد على الرب
وكف غذا ما اخلف الناس سحبهم
تقوم مقام السحب في الازمن الشهب
حدبت على الدين الحنيف وحطته
ولا حدب مرهاء حنون على سقب
وأمنت روعات البلاد وأهلها
بقمعك أهل الزيغ والنهب والغضب
فداويت جرباها وأمنت سربها
فلم تبق فيها من مخوف ولا جرب
فشعبك يرجو أن تدوم مملكا
وكل بني الإسلام من ذلك الشعب
وإذا مكر الأعداء في الجو أحبطو
كما أحبطوا من قبل ذلك في الترب
ومن يحفظه الوافي من الناس يغنه
عن الطعن بالمران والضرب بالعضب
حباك إله العرش ما أنت ترتجى
وأمر نعماه عليك من اللب
ودمت على مر الزمان موفقا
لرشد لدى دفع ورشد لدى جلب
ولا زلت منصورا على كل حاسد
ودمت على الأملاك مرتفع الكعب
بجاه رسول الله صلى إلا هنا
عليه مع الآل الاكارم والصحب
وفاته: بعد زيارته للمغرب ومكثه فيه شهرا كاملا عاد إلى موريتانيا عن طريق الجو وبعد حلوله بعاصمة البلاد انواكشوط بأيام قليلة أدركته المنية فانتقل إلى الرفيق الأعلى على إثر نوبة مرض خفيفة ألمت به فتوفى على إثرها في منتصف الشهر الأول من ذي القعدة وعلى وجه التقريب في اليوم 8 منه من بحر سنة 1396 موافق 1 نونبر عام 1976 عن عمر يناهز 66 سنة، ودفن رحمه الله رحمة واسعة في مسقط رأسه بموريتانيا (بوتليميت) موضع أبائه وأجداده.
• إذا كان الله تعالى قد امتن على أمتنا الإسلامية بأزكى تراث روحي وحضاري عرفته البشرية، فما ذلك إلا لنكون أمناء عليه، حماة له من الضياع والنسيان، وما ذلك إلا لتكون حياتنا الخاصة والعامة مرآة ساطعة له في كل حين، وما ذلك إلا لنعمل على تقديمه عضا طريا . إلى كل المتشوقين إليه، والراغبين في الاطلاع عليه من أبناء الأمم الأخرى .
https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/5672