الرفيق

الاسم الرفيق
نوع الاسم الأسماء المطلقة: المفردة
معلومات إضافية عن الاسم لم يرد هذاالاسم إلا في السنة النبوية, وهو يقارب في معناه اسمي الله تعالى اللطيف والحليم. فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ليتوب من سبقت له العناية. النهج الأسمى للنجدي ص(556). أما تسمية الله تعالى بالرفيق فقد نص عليها جماعة من أهل العلم: قال أبو يعلى رحمه الله: «اعلم أنه غير ممتنع وَصْفه بالرفق، لأنه ليس في ذلك ما يُحيل على صفاته، وذلك أن الرفقَ هو الإحسان والإِنعام، وهو موصوفٌ بذلك لما فيها من المدح، ولأنَّ ذلك إجماعُ الأُمة، لأنهم يقولون: يا رفيقُ ارْفُقْ بنا في أحكامك، ولأنه إنْ امتنعَ وَصْفُه بالرفق، جازَ وَصْفُهُ بضدِّه»«إبطال التأويلات» (ص507). وقال النووي رحمه الله: «إن الله ‌رفيق: ففيه تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه برفيق»«شرح مسلم» (16/ 145).
الأدلة على الاسم من القرآن
الأدلة على الاسم من السنة
  1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» متفق عليه.
  2. عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول:«في الرفيق الأعلى» متفق عليه.
  3. وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه: قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» رواه مسلم.
صيغة أخرى من الاسم
سرد الأسماء ذات صلة
  1. اللطيف:
    قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ‌لَطِيفٌ خَبِيرٞ ﴾ [الحج: 63]
    قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما تبعته للبقيع: «ما لك؟ يا عائش، حشيا رابية» قالت: قلت: لا شيء، قال: «لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير». رواه مسلم.
    الحليم.
    ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ ‌حَلِيمٞ ٢٣٥﴾ [البقرة: 235]
القائلون بثبوته
  1. ذكره:ابن منده, وابن حزم. والقرطبي, وابن القيم, والعثيمين, والقحطاني.
الصفة التي اشتق منها الاسم (المصدر) الرفق
نوع الصفة صفة فعلية متعدية
معلومات إضافية عن الصفة ورفق الله تعالى بعباده هو من صفاته الفعلية الصادرة منه  بما تقتضيه حكمته وإحسانه. وهو أثر من آثار اسم الله تعالى الرفيق. «فالله تعالى رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة. وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه، فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقَّة مرة واحدة، بل يتدرج معهم من حال إلى حال، حتى تألفَها نفوسُهم، وتَأنَسَ إليها طباعُهم، كما فعل ذلك سبحانه في فريضة الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوها. شرح النونية للهراس (2/475). وينظر: الحق الواضح المبين للسعدي (3/245). أما قول المازري رحمه الله في تفسير صفة الرفق لله تعالى بأنها صفة فعل, كما في قوله :«ويحتمل أن يكون قوله (رفيق) يفيد صفةَ فِعلٍ وَهو ما يخلقه سبحانه من الرفق لعباده».«المعلم بفوائد مسلم» (3/ 296), فمراده رحمه الله أثر اسم الله الرفيق مما خلقه الله تعالى لمنافع عباده, وليس المراد به صفة الله الفعلية المتعلقة بمشيئته وإرادته, وهذا بناء على أصلهم (الفعل هو المفعول, أو الخلق هو المخلوق).
الأدلة على ثبوت الصفة من القرآن
الأدلة على ثبوت الصفة من السنة
  1. وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يخطب يقول: «إنَّ مِنْ أحبِّ الأمور إلى الله القصد في الجِدَةِ، والعفو في المقدرة، والرفق في الولاية، وما رفق عبدٌ بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة» رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19/336)، وهناد في الزهد (2/603).
الحكم الرفق والإرفاق
الأدلة على الفعل من القرآن
الأدلة على الفعل من السنة
  1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم ..., من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم.
  2. وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يخطب يقول: «إنَّ مِنْ أحبِّ الأمور إلى الله القصد في الجِدَةِ، والعفو في المقدرة، والرفق في الولاية، وما رفق عبدٌ بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة» رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19/336)، وهناد في الزهد (2/603).
دلالات الاسم اسم الله (الرفيق) يدل على صفة الرفق وعلى ذات الله تعالى معا بالمطابقة, ويدل على صفة الرفق وحدها بالتضمن, وعلى ذات الله وحدها بالتضمن كذلك. ويدل على صفة الحياة والقيومية باللزوم, فقيام الرب جل جلاه بنفسه وإقامته لمخلوقاته على ما تقتضيه حكمته سبحانه من كمال رفقه بهم, إذا سخر لهم ما به أودهم, وصلاح معاشهم, قال الله تعالى:ﵟوَمَا بِكُم ‌مِّن ‌نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖﵞ [النحل: 53]. ويدل كذلك على صفة الرحمة باللزوم, فهو سبحانه من رحمته بعباده لا يعاجلهم بالعقوبة بل يمهلهم, ويؤخرهم ليتوبوا, بل يوفقهم لمباشرة أسباب التوبة والإنابة. يقول تعالى: ﵟوَرَبُّكَ ‌ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدٞ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗاﵞ [الكهف: 58]. وقد يمسك سبحانه عن عباده فضله ورحمته ليرى منهم اللجوء إليه والافتقار والانطراح بين يديه فيرحمهم ويغيثهم ويفتح عليهم من خزائنه, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة … ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب … ثم قال: يا رسول اللَّه! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعُ اللَّه يغيثنا، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: «اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا» قال أنس: ولا والله! ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة. وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس. فلما توسطت السماء انتشرت. ثم أمطرت. قال: فلا والله! ما رأينا الشمس سبتا. متفق عليه. فاللَّه عز وجل من رفقه بعباده إغاثتهم في الشدائد والمشقات، عندما تتعسّر أمورهم: فيُطعم جائعهم، ويكسو عاريهم، ويخلص مكروبهم، ويُنزّل الغيث عليهم في وقت الضرورة والحاجة‍، ويُجيب دعاء مضطريهم.
شرح الاسم الرفيق لغة: فعيل بمعنى فاعل مشتق من الرِّفْق، وهو خلاف العنف، قال ابن فارس في مادة: (رفق): «الراء والفاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على موافقةٍ ومقاربةٍ بلا عُنْف، فالرِّفق: خلاف العُنْف؛ يقال: رفَقْتُ أَرْفُق... هذا هو الأصل ثم يشتقّ منه كلُّ شيءٍ يدعو إلى راحةٍ وموافَقة»مقاييس اللغة (2/418), وقيل: هو لين الجانب, ولطافة الفعل. ينظر: غريب الحديث للحربي (2/354). وتهذيب اللغة للأزهري (9/100). يجئ الرفق بمعنى الإرفاق وهو الإعطاء كالترفق. انظر: الأسنى للقرطبي (1/557). قال النووي رحمه الله: «الله ‌رفيق بعباده من الرفق والرأفة فهو فعيل بمعنى فاعل»«شرح مسلم» (15/ 208). وشرعا: الرفيق مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال. شرح النونية للهراس (2/475). قال ابن قتيبة رحمه الله: «أعلم أَن معنى قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِن الله رَفِيق يحب الرِّفْق أَي أَنه لَيْسَ بعجول وَإِمَّا يعجل من يخَاف الْفَوْت فَأَما من كَانَت الْأَشْيَاء فِي ملكه وقبضته فَلَيْسَ يعجل فِيهَا. وَقَوله: (يحب الرِّفْق) أَي يحب ترك العجلة فِي الْأَعْمَال والأمور. قَالَ الشَّاعِر: (لم أر مثل الرِّفْق فِي لينه … أخرج الْعَذْرَاء من خدرها) يُرِيد لم أر مثل ترك العجلة وَمعنى ‌الرفيق معنى الْحَلِيم وَقد يجوز أَن يسْتَعْمل أَحدهمَا بدل الآخر. وَقد قيل أَيْضا إِن معنى ‌الرفيق بِمَعْنى الْمرْفق كَمَا يكون حَكِيم بِمَعْنى مُحكم وَجَمِيل بِمَعْنى مُجمل وَالْمعْنَى فِي ذَلِك أَنه الْخَالِق الرفيق يفعل برفقه بِمن يَشَاء على معنى أَنه ينفع من يُرِيد ويلطف بِمن يُرِيد»«مشكل الحديث وبيانه» (ص332). وقال الخطابي -رحمه الله-: «(إن الله رفيق)، أي: «ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت، فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها. انظر: الأسنى للقرطبي (1/557). وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: «والرفيق: هو الكثير الرفق، وهو اللين، والتسهيل، وضده العنف، والتشديد والتصعيب، وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق، وهو: إعطاء ما يرتفق به، قال أبو زيد: يقال: رفقت به، وأرفقته، بمعنى: نفعته، وكلاهما صحيح في حق الله تعالى؛ إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير والمنافع كلها، والمعطي لها، فلا تيسير إلا بتيسيره، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره. وقد يجيء الرفق أيضًا بمعنى: التمهل في الأمر والتأني فيه، يقال منه: رفقت الدابة أرفقها رفقا: إذا شددت عضدها بحبل لتبطئ في مشيها، وعلى هذا فيكون الرفيق في حق الله تعالى بمعنى: الحليم؛ فإنَّه لا يعجل بعقوبة العصاة، بل يمهل ليتوب من سبقت له السعادة، ويزداد إثما من سبقت له الشقاوة، وهذا المعنى أليق بالحديث؛ فإنَّه السبب الذي أخرجه. وذلك أن اليهود سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، ففهمتهم عائشة - رضي الله عنها - فقالت: بل عليكم السام واللعنة. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث».«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (6/576-577), وانظر: «الأسنى شرح أسماء الله الحسنى» (1/557). ومنهم من فسر الرفيق بالرحيم كما سبق عند القرطبي, وقال المظهري رحمه الله: «قوله: (إن الله رفيقٌ)؛ أي: رحيم، و(‌الرفيق): نعت من الرِّفق، وهو ضد العنف»«المفاتيح في شرح المصابيح» (5/ 123). وعليه فحقيقة اسم الله الرفيق: يكون على ثلاثة معان كلها ثابتة في حقه سبحانه وتعالى: الأول: أنه كثير الرفق، وهو اللين والتسهيل. الثاني: يجيء بمعنى الإرفاق: وهو إعطاء ما يرتفق به أي ينتفع به, وذلك بتيسير أسباب الخير لعباده. الثالث: يجيء بمعنى التمهل في الأمور والتأني فيها, وعدم التعجل بعقوبة العصاة، ليتوب من سبقت له العناية، ويزاد إثمًا من سبقت له الشقاوة.
المقتضى اللازم فالله تعالى رفيق في أفعاله: خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئا فشيئا، بحسب حكمته ورفقه، مع قدرته على خلقها دفعة واحدة، وفي لحظة واحدة، ومن ذلك: خلق السموات والأرض في ستة أيام، يقول تعالى: ﵟإِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ ‌فِي ‌سِتَّةِ ‌أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖﵞ [الأعراف: 54]. وخلق الإنسان مراحل من نطفة حتى اكتمل خلقه، يقول تعالى: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا ‌خَلَقۡنَٰكُم ‌مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖﵞ [الحج: 5] فخلْق الله قائم على التدرج، وهذا دليل على رفق الله وحكمته وعلمه ولطفه. انظر: «الحق الواضح المبين للسعدي» (98). و«موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (3/ 363). وقال ابن القيِّم في نونيته ص(208): وهو الرفيقُ يحبُّ أهل الرفق بل***يعطيهمُ بالرفق فوق أَمَانِي.
المقتضى المتعدي المتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة اتباعاً لسنن الله في الكون، واقتداء بهدي رسول الله ؛ تتيسر له الأمور، وتذلل الصعاب، ولاسيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق، فإنه مضطر إلى استشعار اللين والرفق. شرح النونية للهراس (2/475). يقول ابن القيم -رحمه الله-: «من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه».«الوابل الصيب»(ص: 35). سلوك طريق الرفق فيما سوَّغ الشرع أن يُتوصل إليه بالرفق وبالعنف أولى لما يحصل عليه من الثناء على فاعله بحسن الخلق، ولما يترتب عليه من حسن الأعمال، وكمال منفعتها، ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ما كان الرفق في شيء إلا زانه. وضده الخرق والاستعجال، وهو مفسد للأعمال، وموجب لسوء الأحدوثة، وهو المعبر عنه بقوله: ولا نزع من شيء إلا شانه. أي: عابه، وكان له شَينا. وأما الخرق والعنف: فمفوتان مصالح الدنيا، وقد يفضيان إلى تفويت ثواب الآخرة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير. أي: يفضي ذلك به إلى أن يُحرم خير الدنيا والآخرة. انظر: «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي» (6/ 578). ومن الرفق في أخذ الدين: الترخص برخص ‌الرفيق سبحانه، واستشعار العبودية في ذلك، وابتغاء محبته ورضاه، فعن ابن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تترك معصيته»أخرجه ابن خزيمة، رقم الحديث: (2027)، حكم الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب، رقم الحديث: (1059).
الأثر المترتب على الإيمان بالاسم من آثار رفقه سبحانه على عباده: 1 ـ رفقه سبحانه بهم في أحكامه وأمره ونهيه، فلا يكلف عباده ما لا يطيقون، وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة، وأسقط عنهم كثيرًا من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقًا بهم ورحمة، ولم يأخذ عباده بالتكاليف دفعة واحدة؛ بل تدرج بهم من حال إلى حال حتى تألف النفوس وتلين الطباع ويتمّ الانقياد. فقه الأسماء الحسنى للبدر (316). 2 ـ إمهاله للعصاة منهم ليتوبوا إليه، ولو شاء لعاجلهم بالعقوبة، لكن رفق بهم وتأنى ليحصل لهم ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة. النهج الأسمى للنجدي ص(558). 3 ـ تيسيره وتسهيله لأسباب الخير كلها، وأعظمها تيسير القرآن للحفظ، ولولا ما قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر] ما قدر على حفظه أحد، فلا تيسير إلا بتيسيره، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره. الأسنى للقرطبي (1/557). 4- يجب على الوالي تيسير الأمور على من وليهم، والرفق بهم، ومعاملتهم بالعفو والصفح، وإيثار الرخصة على العزيمة في حقهم لئلا يدخل عليهم المشقة، ويفعل بهم ما يحب أن يفعل به الله. انظر: سبل السلام للصنعاني (4/547-548). 5- ينبغي للمسلم أن يأخذ حظه من عبودية اسمه تعالى الرفيق، ويكون رفيقًا في أموره وجميع أحواله غير عجل فيها، فإن العجلة من الشيطان، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لأشج عبد القيس: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة» رواه مسلم. 6- وعلى المسلم أن يجعل الرفق قائده ودليله ليصل إلى قلوب العباد، ويؤثر فيهم، فيكون لأمره ونهيه وقعًا في قلوبهم، وعونًا لهم على فعل المعروف وترك المنكر، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم. قال أبو حاتم -رحمه الله-: «الواجب على العاقل: لزوم الرفق في الأمور كلها، وترك العجلة والخفة فيها؛ إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن منع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يحب، إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة».ر«وضة العقلاء»، (ص: 216). الداعي إلى الله الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم وإرشادهم، فإنه مضطر إلى الرفق واللين، وكذلك من آذاه الخلق بالأقوال البشعة وصان لسانه عن مشاتمتهم، ودافع عن نفسه برفق ولين، اندفع عنه من أذاهم ما لا يندفع بمقابلتهم بمثل مقالهم وفعالهم، ومع ذلك فقد كسب الراحة والطمأنينة والرزانة والحلم. انظر:«شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة للقحطاني» (ص188). ومن آثار رفقه سبحانه بعباده: ما شرع لهم من الرخص الشرعية التي ترفع عنهم الحرج، والعبد إذا ترفه بالرخص الشرعية، فإنما يتعبد لله تعالى باسمه «الرفيق» كما وضح ذلك الإمام ابن القيم -رحمه الله- بقوله: «فرق بين أن يكون التفاته إليها- أي: الرخص- ترفها وراحة، وأن يكون متابعة وموافقة ومع هذا فالالتفات إليها ترفها وراحة لا ينافي الصدق، فإن هذا هو المقصود منها، وفيه شهود نعمة الله على العبد، وتعبد باسمه: (البر)؛ (اللطيف)؛ (المحسن)؛ (الرفيق)، فإنه (رفيق) يحب الرفق».«مدارج السالكين» (2/ 282), وانظر: «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (3/ 365).
Loading...