الأحد
الأحد |
|
---|---|
الاسم | الأحد |
نوع الاسم | الأسماء المطلقة: المفردة |
معلومات إضافية عن الاسم | جاء كذلك اسمه جلّ جلاله (الأحد) مقترنًا مع اسمه سبحانه وتعالى (الصمد) في سورة الإخلاص: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: 1-2] ,ووجه الاقتران راجع إلى أمرين: - للدلالة على أن الأحد المتفرد بالكمال في أسمائه وصفاته وأفعاله هو المستحق بأن تصمد له القلوب وتنزل به الحوائج. - للدلالة على انفراد الله -عز وجل- بجميع صفات الكمال، قال ابن رجب -رحمه الله-: «فالصمدية تثبت الكمال المنافي للنقائص، والأحدية تثبت الانفراد بذلك». انظر: «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (1/ 595). قال ابن تيمية رحمه الله: «وهذان الاسمان الأحد والصمد لم يذكرهما الله إلا في هذه السورة وهما ينفيان عن الله ماهو منزه عنه من التشبيه والتمثيل ومن التركيب والانقسام والتجسيم, فإن اسمه الأحد ينفي المثل والنظير كما تقدم الكلام على ذلك في أدلته السمعية وبيّنا أن الأحد في أسماء الله ينفي عنه أن يكون له مثل في شيء من الأشياء, فهو أحد في كل ما هو له, واسمه الصمد ينفي عنه التفرق والانقسام والتمزق وما يتبع ذلك من تركيب ونحوه, فإن اسم الصمد يدل على الاجتماع وكذلك كل واحد من معنييه اللذين يتناولهما هذا الاسم» «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» (3/ 461). وأما ورود لفظ الأحد مجردا عن الألف واللام في السورة بخلاف الصمد, فقد أجاب عنه ابن رجب رحمه الله بقول: «أن الصمد يسمى به غير الله ...، فأتى فيه بالألف واللام ليدل عَلَى أنه سبحانه هو المستحق لكمال الصمدية، فإن الألف واللام تأتي لاستغراق الجنس تارة، ولاستغراق خصائص أخرى كقوله: زيد هو الرجل: أي الكامل في صفات الرجولة، فكذلك قوله: {الله الصمد} أي الكامل في صفات الصمدية. وأما الأحد فلم يتسم به غير الله، فلم يحتج فيه إِلَى الألف واللام».«تفسير سورة الإخلاص» (2/ 540). |
الأدلة على الاسم من القرآن | |
|
|
الأدلة على الاسم من السنة | |
|
|
صيغة أخرى من الاسم | |
|
|
سرد الأسماء ذات صلة | |
|
|
القائلون بثبوته | |
|
|
الصفة التي اشتق منها الاسم (المصدر) | الأحدية أو الوحدانية |
نوع الصفة | صفة ذاتية فعلية لازمة |
معلومات إضافية عن الصفة | الأحدية أوالوحدانية: صفة من الصفات الذاتية الإلهية، الثابتة لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته، وقد جاء بيان ذلك وإثباته في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة, فهي تقتضي إثبات وحدانية الرب بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك، وأن الواجب على العباد أن يوحدوه عقدًا وقولاً وعملاً. وتقتضي نفي المثل والند والكفء من جميع الوجوه، قال تعالى: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا ﴾ [مريم: 65]. قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى: ﴿وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 163]. «والذي يستحق عَليكم أيها الناس الطاعةَ له، ويستوجب منكم العبادة, معبود واحد ورب واحد، فلا تعبدوا غيره، ولا تشركوا معه سواه، فإن من تشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خلق من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد، لا مثل له ولا نظير. واختلف في معنى وحدانيته تعالى ذكره: فقال بعضهم: معنى وحدانية الله معنى نفي الأشباه والأمثال عنه، كما يقال: فلان واحد الناس، وهو واحد قومه، يعني بذلك: أنه ليس له في الناس مثل، ولا له في قومه شبيه، ولا نظير؛ فكذلك معنى قول: (الله واحد) يعني به الله: لا مثل له، ولا نظير … وقال آخرون: معنى وحدانيته تعالى ذكره معنى انفراده من الأشياء، وانفراد الأشياء منه، قالوا: وإنما كان منفردا وحده؛ لأنه غير داخل في شيء ولا داخل فيه شيء …»التفسير (3/ 276). قال السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ ﴾ [البقرة: 163]، أي: متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فليس له شريك في ذاته، ولا سمي له ولا كفؤ له، ولا مثيل، ولا نظير، ولا خالق، ولا مدبر غيره، فإذا كان كذلك، فهو المستحق لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة، ولا يشرك به أحد من خلقه».تفسير السعدي (ص: 77). وقال أيضا: «الواحد، الأحد: وهو الذي توحد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك، ويجب على العبيد توحيده، عقلا وقولا وعملا، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة». تفسير السعدي (ص: 945). ووحدانية الله سبحانه وتعالى تظهر في أمور: 1 - وحدانية الله عز وجل في ذاته المقدسة، فهو سبحانه بائن من خلقه، مستو على عرشه، لم يكن له صاحبة، ولم يتخذ ولدا، ولا شريكا في الملك، ولا وليا من الذل, يقول تعالى: ﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا﴾ [الإسراء: 111]. 2 - وحدانيته عز وجل في أسمائه الحسنى التي تليق بجلاله وعظمته وكماله، تفرّد بحسنها فلا أحسن منها، وتفرد بعددها فلا يشاركه أحد في كثرتها ولا في العلم بجميعها، وتفرد بأسماء منها اختص بها فلا يتسمى بها غيره، كاسمه: الله، والأحد، والصمد، والرحمن، والخالق، والرازق. وواحد أحد في كمالها، فبعض أسمائه وإن تسمى بها غيره إلا أنه واحد أحد في كمالها؛ فهي دالة على صفات كمال ونعوت جلال، لا أعلام محضة، بخلاف تسمي البشر بها، فربما تسمى الواحد منهم بعزيز، وكريم، وعليم وليس هو كذلك، وربما كان كذلك إلا أن اتصافه بما يدل عليه الاسم ناقص يليق بحاله وعجزه وضعفه؛ ولذا قال تعالى: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا ﴾ [مريم: 65]. 3 - وحدانيته عز وجل في صفاته العلية، متفرد بأوليته في الوجود بلا ابتداء, ومتفرد بآخريته بالديمومة والبقاء بلا انتهاء ، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ﴾ [الحديد: 3], وتفسيرها كما في الحديث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء» رواه مسلم. وواحد أحد في كمال صفاته وجلالها؛ فهو الأحد في قهره وغلبته لكل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ﴿وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ ﴾ [الرعد: 16]. وهو الأحد في صمديته وكماله من كل وجه، وقصد سائر العباد له في جميع الحوائج والنوائب والمدلهمات، قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾[الإخلاص: 1-2]. وهو الأحد كذلك في حياته، وقيوميته، وعلمه، وقدرته، وعظمته، وجلاله، وجماله، وحمده، وحكمته، ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف فيها بغاية الكمال ونهايته. 4 – وحدانيته عز وجل في أفعاله وربوبيته لا شريك له ولا ظهير ولا معين، ولا منازع ولا مغالب، قال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ ﴾ [الصافات: 4-5]، واحد متفرد في ملكوته- في الدنيا- بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام، والإحياء والإماتة، والخلق والرزق، والإعزاز والإذلال، والهداية والإضلال، والإسعاد والإشقاء، والخفض والرفع، والعطاء والمنع، والوصل والقطع، والضر والنفع، فلو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وما بينهما على إماتة من هو محييه، أو إعزاز من هو مذله، أو هداية من هو مضله، أو إسعاد من هو مشقيه، أو خفض من هو رافعه، أو وصل من هو قاطعه، أو إعطاء من هو مانعه، أو ضر من هو نافعه، أو عكس ذلك؛ لم يكن ذلك بممكن في استطاعتهم، وأنى لهم ذلك والكل خلقه وملكه وعبيده وفي قبضته وتحت تصرفه وقهره، ماض فيهم حكمه، عدل فيهم قضاؤه، نافذة فيهم مشيئته، لا امتناع لهم عما قضاه، ولا خروج لهم من قبضته، ولا تتحرك ذرة في السماوات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وواحد متفرد في ملكوته تشريعا وحكما دينيا ودنيويا، قال تعالى ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ ﴾ [الأنعام: 57]،وواحد متفرد في ملكوته في الآخرة- كما تفرد في ملكوته في الدنيا- بأنواع التصرفات من إفناء الأحياء، وقبض الأرض وطي السماء، والإذن بالنفخ في الصور، وبعث الموتى ونشرهم، وكسوة من شاء من الخلق، وظل من شاء تحت ظل عرشه، والشفاعة والإذن فيها لمن شاء, والعرض والحساب، ونصب الصراط وتثبيت الأقدام، والجزاء بالجنة أو النار، قال سبحانه: ﴿يَوۡمَ هُم بَٰرِزُونَۖ لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡهُمۡ شَيۡءٞۚ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾ [غافر: 16]. وواحد أحد في كمال الأفعال؛ فكلها قائمة على الحكمة، والعدل، والرحمة، والاحسان. ومع أحديته في جميع ما سبق من الذات والأسماء والصفات والأفعال فهو سبحانه منزه عن كل نقص، وعيب، وسوء؛ لكماله من كل وجه وفي كل حال، قال تعالى (وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ) [الروم: 27]. انظر: «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (2/ 461-ومابعدها). |
الأدلة على ثبوت الصفة من القرآن | |
|
|
الأدلة على ثبوت الصفة من السنة | |
|
|
الحكم | |
الأدلة على الفعل من القرآن | |
|
|
الأدلة على الفعل من السنة | |
|
|
دلالات الاسم | اسم الله تعالى الأحد يدل على صفة الأحدية أو الوحدانية وذات الله تعالى معا بالمطابقة, ويدل على كل واحد منهما على انفراد بالتضمن, يقول ابن تيمية رحمه الله: «وسورة (قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1], فيها إثبات الذات، وما لها من الأسماء والصفات التي يتميز بها مثبتو الرب الخالق، الأحد الصمد، عن المعطلين له بالحقيقة، نفاة الأسماء والصفات».«اقتضاء الصراط المستقيم» (2/ 395). وقال ابن القيم رحمه الله: « الأحد: المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية» بدائع افوائد (1/146). ويدل اسم الله الأحد باللزوم على صفات الربوبية والقيومية والحياة المنافية للشركة في ذاته وصفاته و أفعاله , قال ابن القيم رحمه الله: «فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الاعتقادي، وإثبات الأحدية لله، المستلزمة نفي كل شركة عنه» «الطب النبوي» (154). وقال ابن تيمية رحمه الله: «فظهر أن اسم الأحد يوجب تنزيهه عما يجب نفيه عنه من التشبيه ومماثلة غيره له في شيء من الأشياء»«بيان تلبيس الجهمية» (3/ 466), وقال رحمه الله: «واسمه (الأحد) يتضمن اتصافه أنه لا مثل له»«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (ص124), وانظر: «شرح حديث النزول له» (ص10), و«الصفدية له» (2/ 228). وقال ابن القيم رحمه الله: «في (الأحد) نفي لكل شريك لذي الجلال». «زاد المعاد» (4/ 181). |
شرح الاسم | لفظ (الأحد) لغةً: أصله: وَحَدٌ، ثم قلبت الواو همزة، قال ابن فارس: «الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد»مقاييس اللغة (2/623). وقال الأزهري: «الأحد بُنِي لنفي ما يُذكَرُ معه من العَدَد، والواحدُ اسمٌ لمُفتَتَح العَدَدِ، وأَحَدٌ يصلح في الكلام في موضِعِ الجَحدِ، وواحِدٌ في موضِعِ الإثبات، تقول: ما أتاني منهم أحدٌ، وجاءَنِي منهم واحدٌ، ولا يقالُ: جاءَني منهُم أحدٌ؛ لأنك إذا قلت: ما أتاني منهم أحَدٌ فمعناه: لا واحِدٌ أتاني ولا اثْنَانِ، وإذا قلت: جاءني منهم واحِدٌ فمعناه: أنه لم يأتِني منهم اثنانِ» تهذيب اللغة (5/126). وقال الجوهري -رحمه الله-: «أحد بمعنى الواحد، وهو أول العدد … واستأحد الرجل: انفرد» الصحاح (2/ 440). وشرعا: اسم الله (الأحد) في أسماء الله هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند ولا شبيه ولا عديل, مع نفي عنه أن يكون له مثل في شيء من الأشياء، فهو أحد في كل ما هو له. انظر: «بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية» (3/461), و«منهاج السنة النبوية له» (2/ 529), تفسير ابن كثير (8/ 527). وقال الزجاج رحمه الله: «تفرده بصفاته التي لا يشركه فيها أحد، والله تعالى هو الواحد في الحقيقة، ومن سواه من الخلق آحاد تركبت».تفسير أسماء الله الحسنى (ص: 56). وقال الخطابي رحمه الله: «الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده؛ ولم يكن معه آخر، وقيل: هو المنقطع القرين، المعدوم الشريك والنظير، وليس كسائر الآحاد من الأجسام المؤلفة؛ إذ كل شيء سواه يدعى واحدا، فهو واحد من جهة، غير واحد من جهات، والله سبحانه الواحد الذي ليس كمثله شيء».شأن الدعاء (ص: 81) قال ابن القيم رحمه الله: «في (الأحد) نفي لكل شريك لذي الجلال»زاد المعاد (4/ 181). قال السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ ﴾ [البقرة: 163]، أي: متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فليس له شريك في ذاته، ولا سمي له ولا كفؤ له، ولا مثيل، ولا نظير، ولا خالق، ولا مدبر غيره، فإذا كان كذلك، فهو المستحق لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة، ولا يشرك به أحد من خلقه». التفسير (ص: 77). وقال ابن رجب رحمه الله: «أحد: اسم من أسماء الله يُسمى الله به ولا يسمى غيره من الأعيان به. فلا يسمى شيء من الأشياء أحدًا في الإثبات إلا في الأعداد المطلقة. وإنما يسمى به في النفي، وما أشبهه من الاستفهام، والنهي، والشرط كقوله: (وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ) [الإخلاص: 4] وقوله: ﴿هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ﴾ [مريم: 98] وقوله: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا ﴾[الجن: 18] وقوله: (وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ ) [التوبة: 6],ونحوه والأحد: هو الواحد في إلهيته وربوبيته».«تفسير سورة الإخلاص» (2/ 538). وأما الفرق بين الأحد والواحد فقد قال فيه الزجاج: «وقال بعض أصحاب المعاني: الفرق بين الواحد والأحد أن الواحد يفيد وحدة الذات فقط، والأحد: يفيده بالذات والمعاني على هذا جاء في التنزيل: (قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1],أراد: المنفرد بوحدانيته في ذاته وصفاته تعالى الله علوًا كبيرًا» «تفسير أسماء الله الحسنى» (ص 58). وقال أبو القاسم الأصبهاني رحمه الله: «والفرق بين الواحد والأحد: أن الواحد هو المنفرد بالذات، لا يضامه آخر، والأحد هو المنفرد بالمعنى لا يشاركه فيه أحد، قيل: إن الأحد يصلح في موضع الجحود، والواحد في موضع الإثبات، يقال: لم يأتني من القوم أحد، وجاءني منهم واحد ولا يقال: جاءني منهم أحد»الحجة في بيان المحجة (1/175). قال ابن رجب رحمه الله: «قال الخطابي: الفرق بين الأحد والواحد: أن الواحد هو المنفرد بذاته، فلا يضاهيه أحد. والأحد المنفرد بصفاته ونعوته، فلا يشاركه فيها أحدٌ. وقيل: بينهما فرق آخر، وهو أن الأحد في النفي نص في العموم، بخلاف الواحد فإنه محتمل للعموم وغيره فتقول: ما في الدار أحد. ولا يقال: بل اثنان. ويجوز أن يقال: ما في الدار واحد، بل اثنان. وفرق فقهاء الحنفية بينهما وقالوا: الأحدية لا تحتمل الجزئية والعددية بحال. والواحد يحتملها؛ لأنّه يقال: مائة واحد وألف واحدة، ولا يقال: مائة أحد، ولا ألف أحد»«تفسير سورة الإخلاص لابن رجب» (2/ 539) وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:«{أَحَدٌ}: لا تأتي إلا في النفي غالباً أو في الإثبات في أيام الأسبوع، يقال: الأحد، الإثنين .. لكن تأتي في الإثبات موصوفاً بها الرب عز وجل لأنه سبحانه وتعالى أحد، أي: متوحد فيما يختص به في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، {أَحَدٌ}، لا ثاني له ولا نظير له ولا ند له»«شرح العقيدة الواسطية للعثيمين» (1/ 160). وهو الذي توحّد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك ويجب على العبيد توحيده، عقداً، وقولاً، وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرّده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة . والأحد، يعني: الذي تفرّد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال وحمد، وحكمة ورحمة، وغيرها من صفات الكمال. فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه. فهو الأحد في حياته وقيّوميّته، وعلمه وقدرته، وعظمته وجلاله، وجماله وحمده، وحكمته ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته، من كل صفة من هذه الصفات. ومن تحقيق أحَدِيَّتِهِ وتفرّده بها أنه «الصمد»، أي: الرب الكامل، والسيد العظيم، الذي لم يبقَ صفة كمال إلا اتّصف بها. ووُصف بغايتها وكمالها، بحيث لا تُحيط الخلائق ببعض تلك الصفاتبقلوبهم، ولا تُعبّر عنها ألسنتهم ». انظر: «بهجة قلوب الأبرارللسعدي» (ص:291), و«شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة للقحطاني» (ص169). |
المقتضى اللازم | يقتضي إثبات اسم الله الأحد وما دل عليه من صفة الوحدانية أمرين: الأول: توحّد الرب جل جلاله بجميع الكمالات، وتفرّد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال، وحمد، وحكمة، ورحمة، وغيرها من صفات الكمال فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه فهو الأحد في حياته، وقوميته، وعلمه، وقدرته، وعظمته، وجلاله، وجماله، وحمده، وحكمته، ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال، ونهايته من كل صفة من هذه الصفات فيجب على العبيد توحيده، عقداً، وقولاً، وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة. الثاني: نفي المثل والند والكفء من جميع الوجوه، فهو تبارك وتعالى الأحد الذي لا مثيل له ولا نظير، قال تعالى: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾ [مريم: 65] وقال تعالى: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ ]الإخلاص: ٤[. تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (167), وفقه الأسماء الحسنى للبدر (108-109), و«شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة للقحطاني» (ص169). قال الحليمي رحمه الله:«فقال عز اسمه: (قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ) [الإخلاص: 1-2], فهذا تقديس، ثم قال: (لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ) [الإخلاص: 3-4] فهذا تسبيح. والأمران معا راجعات إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والتشبيه عنه».«المنهاج في شعب الإيمان» (1/ 197). وقال ابن رجب رحمه الله:«فقد تضمنت هذه السورة العظيمة نفي نوعين عن الله تعالى: أحدهما: المماثلة، ودل عَلَى نفيها قوله تعالى: (وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ) مع دلالة قوله: (قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) على ذلك؛ لأنّ أحديته تقتضي أنه متفرد بذاته، وصفاته؛ فلا يشاركه في ذلك أحد. والثاني: نفي النقائص والعيوب، وقد نفى منها التولد من الطرفين. وتضمنت إثبات جميع صفات الكمال بإثبات الأحدية؛ فالصمدية تثبت الكمال المنافي للنقائص، والأحدية تثبت الانفراد بذلك. فإن الأحدية تقتضي انفراده بصفاته، وامتيازه عن خلقه بذاته وصفاته. والصمدية إثبات جميع صفات الكمال ودوامها وقدمها؛ فإن السيد الَّذِي يصمد إِلَيْهِ لا يكون إلا متصفًا بجميع صفات الكمال، التي استحق لأجلها أن يكون صمدًا، وأنه لم يزل كذلك ولا يزال، فإن صمديته من لوازم ذاته لا تنفك عنه بحال». «تفسير سورة الإخلاص» (2/ 544). |
المقتضى المتعدي | إن اسم الله الأحد يقتضي وجوب إفراده سبحانه بالعبادة وإخلاص الدين له, وأن تفرده سبحانه وحده بالخلق والرزق والعطاء والمنع والخفض والرفع والإحياء والإماتة يوجب ويستلزم من العباد أن يفردوه وحده بالعبادة. انظر:«فقه الأسماء الحسنى للبدر» (ص:109). قال ابن جرير رحمه الله: في قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] الذي يستحق عَليكم أيها الناس الطاعةَ له، ويستوجب منكم العبادة، معبودٌ واحدٌ وربٌّ واحد، فلا تعبدوا غيرَه، ولا تشركوا معه سواه، فإنّ من تُشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خَلقٌ من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد، لا مثلَ لهُ وَلا نَظير». التفسير (3/265). إن أعظم أثر وموجب لهذا الاسم الجليل: توحيد الله -عز وجل-، وإفراده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات؛ إذ معناه- كما سبق- دال على تفرده بالأفعال مما يوجب على العبد أن يوحد ربه بالربوبية، فيعتقد أنه وحده الرازق ولا رازق غيره، ووحده الضار النافع، ولا ضار ولا نافع غيره، ووحده الشافي ولا شافي غيره، ووحده منزل المطر ومجري السحاب وليس ذلك لأحد سواه، ووحده الذي بيده الشفاعة وليست لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي تقي، بل لله يأذن بها لمن يشاء ويرضى، ونحو ذلك مما يتعلق بأفعال الله عز وجل. ثم إذا اعتقد العبد هذا لزمه أن يعتقد وحدانية الله في الألوهية؛ فإن المتفرد بالربوبية هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له كما قال تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}]يوسف: 39]. قال السعدي -رحمه الله-: «فإن القهر ملازم للوحدة، فلا يكون اثنان قهاران متساويين في قهرهما أبدا، فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده كما كان قاهرا وحده». «التفسير» (ص:716). |
الأثر المترتب على الإيمان بالاسم | إن الله هو الواحد الأحد، والإله الحق الذي لا شريك له ولا نظير، ولا مثيل له ولا نديد، لا في ذاته وأفعاله، ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته، له صفات الكمال، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11]. وأنه الواحد الأحد الذي لا يجوز صرف العبادة إلا له, فهو المعبود بحق, وغيره عبد بالباطل, فلا يجوز لعبيده أن يتوجهوا لغير سيدهم بأي نوع من أنواع العبادات, سواء كانت قلبية أو قولية أو فعلية, قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162-163] وقد ثبت في الحديث أن من نسب لله تعالى الولد فقد شتمه تعالى عن ذلك علوا كبيرا, فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: كذَّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤًا أحد» رواه البخاري. إن يقين العبد باسم الله الأحد الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وضروراتها، وهو القادر على كل شيء، والمالك لكل شيء، والمتصرف في كل شيء، والمتفرد بالنفع والضر؛ يثمر في قلب العبد تعلقا بالواحد الأحد وتوجها إليه وحده لا شريك له، قال تعالى: {قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ} [فصلت: 6] وبالمقابل يثمر قطع التعلق بمن لا يملكون شيئا، ولا يقدرون على شيء إلا بما أقدرهم الله عليه، ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، فضلا عن أن يملكوه لغيرهم. وهذا يريح القلب من الشتات والإضطراب، ويجعله يسكن إلى واحد في وجهته، وطلبه، وقصده، فيستريح ويطمئن؛ لأنه أسلم وجهه وقلبه لله وحده. كما أن أثر الإيمان باسم الله الأحد يدعو العبدَ إلى تجديد توحيده والإكثار من ذكره واللهج به، لا سيما وقد جاء في كثير من أذكار اليوم والليلة والمناسبات الشرعية الحث على الأذكار التي فيها توحيد الله -عز وجل-، ومنها: كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»؛فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس» رواه مسلم. وغيرها من الأدعية النبوية. ومن آثار الإيمان بهذا الاسم الاجتهاد في تحري الدعاء بهذا الاسم طلبا للاستجابة على قول من ذهب إلى أنه الاسم الأعظم كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب» رواه أبو داود برقم(1493), والترمذي برقم(3475), وابن ماجه برقم(3857), وصححه الألباني في صحيح أبي داود (5/229). انظر: «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (2/ 471). |