الأعز

الاسم الأعز
نوع الاسم الأسماء المطلقة: المفردة
معلومات إضافية عن الاسم ورد هذا الاسم في دعاء اثنين من الصَّحابة هما عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن عمررضي الله عنهما، وورد عن تابعيٍّ، ومثل هذا يكون له حكم الرَّفع. وقد ذكر أهل العلم كالأزهري والخطابي والجوهري وغيرهم: أن اسم الله (الأعز) هو بمعنى (العزيز). انظر: «تهذيب اللغة للأزهري» (1/ 64), و«الصحاح للجوهري» (3/ 886), و«شأن الدعاء للخطابي» (ص: 103), و«الأسماء والصفات للبيهقي» (1/ 148), و«تاج العروس للزبيدي» (14/ 5), و«لسان العرب لابن منظور» (5/ 127). وعليه فالكلام في بيان معناه وما يتعلق به مما يدل عليه هو نفس ما قيل في اسم الله (العزيز).
الأدلة على الاسم من القرآن
الأدلة على الاسم من السنة
  1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان إذا سعى في بطن الوادي قال: «ربِّ اغفر وارحم إنَّك أنت الأعزُّ الأكرم» أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجل في المسعى (68/4، 69).
  2. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: «ربِّ اغفر وارحم وأنت الأعزُّ الأكرم», أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجل في المسعى (69/4، 70).
  3. عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال: كان إذا مرَّ بالوادي بين الصفا والمروة سعى فيه حتى يجاوزه ويقول: «ربِّ اغفر وارحم وأنت الأعزُّ الأكرمُ» أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجُل في المسعَى (4/ 69).
صيغة أخرى من الاسم
  1. العزيز
  2. المعزّ
سرد الأسماء ذات صلة
  1. القوي:
    قال الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ‌ٱلۡقَوِيُّ ‌ٱلۡعَزِيزُ ﴾ [هود: 66].
    وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ‌قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 52]
    المتين:
    قال تعالى:﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ‌ٱلۡمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]
القائلون بثبوته
  1. ذكره ابن حزم، والقرطبيُّ، وابن الوزير.
الصفة التي اشتق منها الاسم (المصدر) العزة
نوع الصفة صفة ذاتية فعلية لازمة
معلومات إضافية عن الصفة العزة: صفة ذاتية ثابتة لله دالة على عزة الله الكاملة، من حيث إنها لم تسبق بذل، ولا يلحقها هوان، والشاملة لعزة الامتناع والقوة والقهر والغلبة فهو تبارك وتعالى ذو عزة كاملة أزلاً وأبدًا.انظر: توضيح الكافية الشافية لابن سعدي ص(184). يقول ابن بطة رحمه الله: تعالى: ﵟمَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ‌ٱلۡعِزَّةُ ‌جَمِيعًاۚﵞ [فاطر: 10] «من كان يريد أن يعلم لمن ‌العزة، فإن ‌العزة لله جميعا، فلا يجوز أن يقال: إن عزة الله مخلوقة، من قال ذلك، فقد كفر لأن الله لم تزل له ‌العزة، ولو كانت ‌العزة مخلوقة لكان بلا عزة قبل أن يخلقها حتى خلقها فعز بها، تعالى ربنا وجل ثناؤه عما يصفه به الملحدون علوا كبيرا. ولا يقال: إن عزة الله هي الله، ولو جاز ذلك، لكانت رغبة الراغبين ومسألة السائلين أن يقولوا: يا عزة الله عافينا، ويا عزة الله أغنينا، ولا يقال: عزة الله غير الله، ولكن يقال: عزة الله صفة الله، لم يزل ولا يزال الله بصفاته واحدا»«الإبانة الكبرى» (6/ 181). ويقول ابن سيده في قول الله تعالى: ﴿مَنْ كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ﴾: أَي من كَانَ يُرِيد بِعِبَادَتِهِ غير الله، فَإِنَّمَا لَهُ العِزّة فِي الدُّنْيَا، وَللَّه العِزّة جَمِيعًا: أَي يجمعها فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، بِأَن ينصر فِي الدُّنْيَا ويغلب».«المحكم والمحيط الأعظم» (1/ 72). قال أبو القاسم الأصبهاني: «أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» الحجة في بيان المحجة (2/196). ويقول العمراني في رده على المعتزلة: «وإن أراد أنه لا يوصف بصفة العزة والجلال فغير صحيح، لأن الله وصف نفسه بكتابه بذلك فقال: ﵟفَإِنَّ ‌ٱلۡعِزَّةَ ‌لِلَّهِﵞ [النساء: 139] وقال: ﵟوَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ‌ذُو ‌ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﵞ [الرحمن: 27], ولا يوصف بالعزة والجلال إلا من له العزة والجلال»«الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» (1/ 137). وقال الغنيمان: «والعِزَّة من صفات ذاته تعالى التي لا تنفك عنه، فغلب بعِزَّته، وقهر بها كل شيء، وكل عِزَّة حصلت لخلقه؛ فهي منه … » «شرح كتاب التوحيد» (1/149). كما أنه  يعز من يشاء من عباده, ومن التجأ إليه بأن يقويه ويجعل له القوة والامتناع, ويرفع عنه الذلة والهوان. كما في قوله : «وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت». ومما سبق يتبين أن صفة العزة صفة ذاتية قائمة بالله تعالى, وصفة الإعزاز صفة فعلية يعز بها من يشاء من خلقه ويسلبها من يشاء منهم. انظر: الأسماء الحسنى للرضواني (1/527).
الأدلة على ثبوت الصفة من القرآن
  1. قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ]آل عمران: ٢٦[.
الأدلة على ثبوت الصفة من السنة
  1. عن الحسن بن علي رضي عنهما: قال علمني رسول  كلمات أقولهن في الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت» رواه أبو داود برقم(1425), والترمذي برقم(464), وحسنه, والنسائي برقم(1745), وابن ماجه برقم(1178), وصححه الألباني في صفة الصلاة (3/973-974).
  2. عن أبي كبشةَ الأنّماريّ، أنّه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: «ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ الله عِزًّا، وَلا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ الله عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ...» رواه الترمذي برقم (2325) وقال حديث صحيح، وأحمد برقم(18031)، والطبراني في الكبير (855). قال عنه الألباني: «وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم». ينظر الصحيحة برقم(2543)، والمشكاة برقم (5287).
الحكم الإعزاز
الأدلة على الفعل من القرآن
  1. قال تعالى: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}]النساء: ١٣٩[.
  2. قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}]فاطر: ١٠[.
  3. قال الله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}]الصافات: ١٨٠[.
  4. وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}]المنافقون: ٨[.
الأدلة على الفعل من السنة
  1. عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يزال يلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رب العالمين قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قد، قد، بعزتك وكرمك، ولا تزال الجنة تفضل، حتى ينشئ الله لها خلقا، فيسكنهم فضل الجنة» متفق عليه.
  2. عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول: «أعوذ بعزتك، الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون» متفق عليه.
  3. ورد في حديث الشفاعة العظمى: «ثم أخر له ساجدا فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله. فيقول: وعزتي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من قال لا إله إلا الله » متفق عليه.
دلالات الاسم إن الاسم من أسماء الله تبارك وتعالى يدل على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة, ويدل دلالتين أخريين بالتضمن واللزوم, فيدل على الصفة بمفردها بالتضمن, وكذلك على الذات المجردة عن الصفة, ويدل على الصفة الأخرى باللزوم. انظر: مدارج السالكين لابن القيم (1/55). وعليه فاسم الله (الأعز) يدل على صفة العزة وعلى ذات الله تعالى معا بالمطابقة, ويدل على صفة العزة وحدها بالتضمن, وعلى ذات الله وحدها كذلك بالتضمن, كما يدل على صفات القوة والقدرة والقيومية والأحدية والصمدية باللزوم, لأن الله تعالى قوي لا يغلبه غالب, ولا يرد قضاءه راد, ولا يلحقه عجز ولاضعف لكمال قوته وقدرته وقيوميته, فهو القادر القوي القيوم المتكبر الذي قهر عباده ونفذ فيهم أمره وقضاءه. قال ابن القيم -رحمه الله-: «وهذه العزة مستلزمة للوحدانية؛ إذ الشركة تنقص العزة، ومستلزمة لصفات الكمال؛ لأن الشركة تنافي كمال العزة، ومستلزمة لنفي أضدادها، ومستلزمة لنفي مماثلة غيره له في شيء منها»مدارج السالكين، لابن القيم (3/ 242). ولهذا كان اسما الجبار المتكبر يجريان مجرى التفصيل لمعنى ‌اسم ‌العزيز، لأن الجبّار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والمُلْك. انظر: «شفاء العليل لابن القيم» (1/ 396-397).
شرح الاسم اسم الأعزُّ لغة. مأخوذ من الغزّ: وأَصْلُ ‌العِزِّ الشِّدَّةُ والمَنَعَةُ, ومنه قولك للرَّجْل عَزَّ عَلَيَّ ما أَصَابَكَ أي اشتَدَّ عَلَيَّ ذَلِكَ, وهو ضد الذلّ, وكانتْ الْعَرَب يُحَالِفُ بعضُها بَعْضًا يَلْتَمِسُونَ بذلك ‌العِزَّ والمَنَعَةَ. والاسم العِزَّةُ، وهي القوة والغلبة, والرّفْعَة، والامتناع يقال: رجل عزيز:منيع لا يقهر ولا يغلب. انظر: «تهذيب اللغة للأزهري» (14/ 294),و«الصحاح للجوهري» (3/ 885-886), و«غريب الحديث - الخطابي» (1/ 293), و«المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده» (1/ 72), والنهج الأسمى للنجدي ص(96). [ لسان العرب لابن منظور (5/374). والأعزُّ بمعنى العزيز. انظر: «تهذيب اللغة للأزهري» (1/ 64):«الصحاح للجوهري» (3/ 886), و«شأن الدعاء للخطابي» (ص: 103). قال البيهقي رحمه الله:«كما جاء ‌الأعز بمعنى العزيز»«الأسماء والصفات » (1/ 148). ويقال كَذَلِكَ الله ‌الأعَزُّ: أَي أَعَزُّ عزيز كما يقال: الله الأكبر بمعنى الله أكبر كبير. انظر: «تاج العروس للزبيدي» (14/ 5), و«لسان العرب» (5/ 127). ومنه قول الفرزدق : إن الذي سمك السماءَ بنى لنا … بيتاً دعائمه أعزُّ وأطولُ أي: عزيز طويل. «شمس العلوم للحميري» (7/ 4285). وقد قال الله جل وعلا حاكيا قول المنافقين: ﵟيَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ‌ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَﵞ [المنافقون: 8]. «سنن الترمذي» (5/ 417 ت شاكر): عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا في غزاة - قال سفيان: يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين وقال الأنصاري: يا للأنصار، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال دعوى الجاهلية؟» قالوا: رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها منتنة»، فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال: أوقد فعلوها؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» وقال غير عمرو، فقال: له ابنه عبد الله بن عبد الله: والله لا تنقلب حتى تقر أنك ‌الذليل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز، ففعل» رواه الترمذي برقم (3315) وقال: «هذا حديث حسن صحيح». وصححه الألباني. ففسر الصحابي الأعز بالعزيز مما يدل على أن معناهما واحد. وقال الزجاجي: «لا سيما والقراء المأخوذ عنهم الأعلام متفقون على القراءة الجيدة وهي: ﵟلَيُخۡرِجَنَّ ‌ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚﵞ أي: ليخرجن العزيز منها الذليل». اشتقاق الأسماء الحسنى (237). اسم الله (الأعز) شرعا: ولما كان الأعز بمعنى العزيز فإنه مما قيل في معناه: قال قتادة رحمه الله: «(العزيز) أي: في نقمته إذا انتقم».أخرجه الطبري في تفسيره (22/ 154). قال الطبري رحمه الله: «(العزيز) في انتقامه ممن أراد الانتقام منه، لا يقدرأحد يدفعه عنه». التفسير(9/139)، وقال أيضا: «القوي الذي لا يعجزه شيء أراده». التفسير(3/ 88). قال الزجاج رحمه الله: «والله تعالى هو الغالب كل شيء، فهو العزيز الذي ذل لعزته كل عزيز».تفسير أسماء الله الحسنى (ص: 34). «وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق بن السريّ: الْعَزِيز فِي صفة الله تَعَالَى: الْمُمْتَنع، فَلَا يغلبه شَيْء. وَقَالَ غَيره: هُوَ القويّ الْغَالِب على كلّ شَيْء، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء»«تهذيب اللغة للأزهري» (1/ 64): قال الخطابي رحمه الله: «العزيز: هو المنيع الذي لا يغلب».شأن الدعاء (ص 47). والعز في كلام العرب على ثلاثة أوجه: أحدها: بمعنى الغلبة … والثاني: بمعنى الشدة والقوة … والوجه الثالث: أن يكون بمعنى: نفاسة القدر، يقال منه: عز الشيء يعِزّ- بكسر العين- من يعز، فيتأول معنى العزيز على هذا، أنه الذي لا يعادله شيء، وأنه لا مثل له، ولا نظير». شأن الدعاء للخطابي (47 - 48). وقال الحليمي رحمه الله:«ومنها العزيز: ومعناه الذي لا يوصل إليه ولا يمكن إدخال مكروه عليه»«المنهاج في شعب الإيمان» (1/ 195). وقال ابن كثير رحمه الله: «(العزيز) أي: الذي قد عزّ كل شيء فقهره وغلب الأشياء؛ فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه». التفسير (8/80). وقال الزجاجي رحمه الله: العزيز في كلام العرب على أربعة أوجه: العزيز: الغالب القاهر، والعزة: الغلبة، والمعازة: المغالبة. ومنه قوله عز وجل: ﵟ‌وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ ﵞ [ص: 23] أي غلبني في محاورة الكلام. والعزيز: الجليل الشريف، ومنه قوله عز وجل: ﵟيَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ‌ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚﵞ [المنافقون: 8].: أي ليخرجن الجليل الشريف منها الذليل. والوجه الثالث: أن يكون العزيز بمعنى القوي، يقال: «عز فلان بعد ضعف»أي قوي يعز عزًا، و «أعزه الله بولده» أي: قواه بهم. والوجه الرابع: أن يكون العزيز بمعنى الشيء القليل الوجود المنقطع النظير يقال: «عز الشيء عزة فهو عزيز»: غير موجود. فهذه أربعة أوجه في العزيز يجوز وصف الله عز وجل بها، يقال: «الله العزيز»: بمعنى الغالب القاهر و «الله العزيز»: أي هو الجليل العظيم، و «الله العزيز»: بمعنى القوي.و«الله العزيز»: أي هو غير موجود النظير والمثل جل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. وأصل هذا كله في اللغة راجع إلى الشدة والامتناع لا يخرج شيء منه عن ذلك. انظر: اشتقاق الأسماء الحسنى للزجاجي (237). قد جمع ابن القيم رحمه الله معاني ما قيل في اسم الله العزيز عن السلف في نونيته الكافية الشافية (3/711-712) بقوله: «وهو العزيز فلن يرام جنابه ***أنَّى يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاب لم***يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه***فالعز حينئذ ثلاث معان وهي التي كملت له سبحانه***من كل وجه عادم النقصان» فيكون معنى الاسم على ثلاثة أوجه: الأول: العزة بمعنى الامتناع على من يرومه من أعدائه: فلن يصل إليه كيدهم, ولن يبلغ أحد منهم ضره وأذاه. والعزة بهذا المعنى من عزَّ يعِزّ بكسر العين في المضارع. الثاني: العزة بمعنى القهر والغلبة: وهي من عزَّ يعُزُّ بضم العين في المضارع, يقال: عزّه إذا غلبه, فهو سبحانه القاهر لأعدائه الغلب لهم, ولكنهم لا يقهرون ولا يغلبونه, وهذا المعنى هو أكثر معاني العزة استعمالا. الثالث: العزة بمعنى القوة والصلابة: من عزَّ يعَزُّ بفتح العين, ومنه قولهم: أرض عزاز: للصلبة الشديدة. وهذه المعاني الثلاثة للعزة ثابتة كلها لله تعالى على أتم وجه وأكمله. انظر: شرح نونية ابن القيم للهراس (2/463). وقال السعدي رحمه الله: «(العزيز) الذي له العزة كلها: عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، دانت له الخليقة وخضعت لعظمته»تفسير السعدي (ص: 946). الفرق بين العزيز والقاهر: أن العزيز هو الممتنع الذي لا ينال بالاذى...ويقال عز يعز اذا صار عزيزا وعز يعز عزا إذا قهر بإقتدار على المنع، والمثل من عزيز والعزاز الارض الصلبة لامتناعها على الحافر بصلابتها كالامتناع من الضيم، والصفة بعزيز لا تتضمن معنى القهر، والصفة بقاهر تتضمن معنى العز يقال قهر فلان فلانا إذا غلبه وصار مقتدرا على إنفاذ أمره فِيهِ «الفروق اللغوية للعسكري» (ص110-111).
المقتضى اللازم اسم الله الأعز متضمن لمعنى العزة المستلزمة الوحدانية المنافية للشركة, قال ابن القيِّم: «وهذه العزة مستلزمة للوحدانية؛ إذ الشركة تنقص العزة، ومستلزمة لصفات الكمال؛ لأن الشركة تنافي كمال العزة، ومستلزمة لنفي أضدادها، ومستلزمة لنفي مماثلة غيره له في شيء منها، فالروح تعاين بقوة معرفتها وإيمانها: بهاء العزة وجلالها وعظمتها، وهذه المعاينة هي نتيجة العقيدة الصحيحة المطابقة للحق في نفس الأمر المتلقاة من مشكاة الوحي، فلا يطمع فيها واقف مع أقيسة المتفلسفين، وجدل المتكلمين، وخيالات المتصوفين» مدارج السالكين (3/257). من آثار كمال عزة الله تبرئته من كل سوء وتنزيهه من كل شر ونقص، وفي ذلك يقول ابن القيِّم: «اسمه العزيز الذي له العزة التامة ومن تمام عزته براءته عن كل سوء وشر وعيب؛ فإن ذلك ينافي العزة التامة»شفاء العليل (1/180). وإذا تعرف العبد على اسم ربه الأعز وما يتضمنه من كمال القوة، والقهر، والغنى والامتناع، وتيقن ذلك كله؛ علم أنه لا يستحق أحد كائنا من كان أن يعبد مع الأعز -تبارك وتعالى-؛ إذ كيف يسوى بين الفقير العاجز من جميع الوجوه بالغني القوي من جميع الوجوه، ومن لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بالنافع الضار، المعطي المانع، مالك الملك، والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف، قال تعالى: {ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعواله وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب (73) ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز} [الحج: 73، 74]، وقال سبحانه: {قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم} [سبأ: 27]، وقال تعالى: {إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم} [آل عمران: 62]. ثم إن هذا لازم عزته -تبارك وتعالى-، فعزته تستلزم توحيده وحده لا شريك له؛ إذ الشركة تنافي كمال العزة. «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (1/ 635).
المقتضى المتعدي مهما ابتغى العبد العزة عند غير الله تعالى وفي غير دينه فلن يجدها ولن يجد إلا الذل والضعف والهوان، قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10], لذلك يجب على العبد الركون واللجوء إلى الأعز المعز, الذي من وقف ببابه, واستعز به أعزه, وأخرجه مما نزل به من ذل وهوان. يقول ابن الوزير في قوله تعالى: ﵟوَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ ‌أَنتَ ‌ٱلۡعَزِيزُ ‌ٱلۡحَكِيمُﵞ [المائدة: 118] «وَفِي هَذِه الْآيَات وأمثالها نُكْتَة لَطِيفَة فِي جمعه بَين ‌الْعِزَّة وَالْحكمَة وَذَلِكَ أَن اجْتِمَاعهمَا عَزِيز فِي المخلوقين فان أهل ‌الْعِزَّة من مُلُوك الدُّنْيَا يغلب عَلَيْهِم العسف فِي الاحكام فَبين مُخَالفَته لَهُم فِي ذَلِك فان عَظِيم عزته لم يبطل لطيف حكمته وَرَحمته سُبْحَانَ من لَهُ الْكَمَال الْمُطلق وَالْمجد الْمُحَقق»«إيثار الحق » (ص200): وإذا كان المخلوق العزيز لا يتمكّن غيره من قهره، فكيف بمن له ‌العزّة جميعاً، وكلّ عزة فمن عزّته. انظر:«النبوات لابن تيمية» (1/ 443). ومن مقتضى معاني ما دل عليه اسم الله تعالى العزيز من أنواع العزة ما يترتب على كل نوع منها مما يظهر فيما يلي: 1 - عزة القوة: الله العزيز القوي الذي لا يعجزه شيء أراده، ولا يلحقه ضعف ولا نصب، ولا يغلبه غالب ولا يقهره قاهر ولا يقدر عليه قادر، قال تعالى: {إن الله قوي عزيز} [الحديد: 25]. بعزته وقوته خلق المخلوقات وسخرها لما خلقها له، فجرت مذللة مسخرة بأمره، لا تتعدى ما حده لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر منقادة لعزته، خاضعة لجلاله. فخلق السموات والأرض في ست أيام مع عظمهما وسعتهما، وإحكامهما، وإتقانهما، وبديع خلقهما، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} [الزخرف: 9]، وخلق الليل والنهار والشمس والقمر، وقدر ذلك كله على منوال عجيب لا اختلاف فيه ولا تعاكس، قال تعالى: {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم} [الأنعام: 96]، وخلق المتضادات التي أصلها واحد، ومادتها واحدة، وفيها من التفاوت والفرق ما هو مشاهد معروف، قال تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود (27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور} [فاطر: 27]. وبعزته وقوته -تبارك وتعالى- أحيا الموتى ويحييهم، قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم} [البقرة: 260]. وبعزته وقوته غلب، ويغلب أعداءه, ونصر وينصر جنده، فلا ينفع أهل القوة قوتهم، ولا أهل العزة عزتهم، فتبارك القوي العزيز» غلب أحزاب الكفر: قوم نوح ولوط، وعاد وثمود وأصحاب الأيكة وفرعون وجنده، وجعل في ذلك كله آية وعبرة، قال تعالى بعد ذكر هلكهم: {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين (190) وإن ربك لهو العزيز الرحيم} [الشعراء: 190، 191]. وبعزته وقوته ينصر أولياءه وإن ضعف عددهم وعدتهم، وقوي عدد عدوهم وعدتهم، قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} [المجادلة: 21]. 2 - عزة القهر: الله العزيز القاهر القهار الذي بعزته قهر جميع الكائنات، وذلت له جميع المخلوقات، ودانت له البريات، فلهج الحيوان الناطق منه والصامت مسبحا بحمده، ومنزها له عما لا يليق بجلاله، قال تعالى: {سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} [الحديد: 1]. وبعزته وقهره ينفذ حكمه وأمره في عباده، فيحكم بما يشاء ويقضي بما أراد، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال سبحانه: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم} [آل عمران: 6]. وبعزته وقهره يعز من يشاء ويذل من يشاء، بلا معقب على حكمه، وبلا مجير عليه، وبلا راد لقضائه، فهو صاحب الأمر كله، الفعال لما يريد، قال تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} [آل عمران: 26]. أعز كتابه، قال تعالى: {وإنه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 41، 42] منيعا من كل من أراد تحريفه أو تبديله، لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه، قد تكفل من أنزله بحفظه، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9]. كما أعزه بحججه وكماله وشموله، قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} [النحل: 89]، فصار حجة الله على العالمين التي انقطعت به حجة الظالمين، وانتفع به المسلمون، فصار هدى لهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة. وأعز دينه وأهل طاعته، قال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون: 8]، وأذل الكفر وأهل معصيته، قال تعالى: {الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا} [النساء: 139]. وأذل أعداءه وقهرهم، فانتقم وينتقم منهم، لا يفوتونه ولا يعجزونه، قال تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر (41) كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} [القمر: 41، 42]. 3 - عزة الغنى والامتناع: الله العزيز الذي بعزته اغتنى بذاته، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقرون إليه، قال تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} [الذاريات: 57]. وبعزته وتمام غناه ملك خزائن كل شيء، قال تعالى: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} [ص: 9] ويرزق منها من يشاء من عباده، قال تعالى: {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز} [الشورى: 19] وعزة الامتناع وهي التي بمعنى الغنى التام، والامتناع عن أن يضره أحد أو ينفعه، وفي الحديث القدسي: «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني». وغاية الأمر: أنه العزيز الذي كمل من كل وجه، فكان له من العزة ومن كل شيء أكمله وأتمه، وبرئ من كل نقص وسوء، قال تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم} [النحل: 60]، وقال تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} [الصافات: 180]. «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (1/ 630, وما بعدها).
الأثر المترتب على الإيمان بالاسم الإيمان بأن الله من أسمائه الأعز الذي لا يغلب ولا يقهر: يعطي المسلم شجاعة وثقة كبيرة به, لأن معناه أن ربه لا يمانع ولا يرد أمره وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكون. ولهذا من طلب العز فليطلبه من الله فهو المعز لمن يشاء. انظر: النهج الأسمى للنجدي (98-99). ومن آثار كمال عزته سبحانه نفاذ حكمه وأمره في عباده وتصريف قلوبهم على ما يشاء، وهذا يجعل العبد خائفًا من ربه سبحانه لائذًا بجنابه معتصمًا به متبرئًا من الحول والقوة ذليلاً حقيرًا بين يدي ربه سبحانه يسأل ربه حفظ قلبه وصلاح دينه ودنياه. كما أنه عليه أن يشهد أن الكمال والحمد والغناء التام والعزة كلها لله، وأن العبد نفسه أولى بالتقصير والذم والعيب والظلم والحاجة، وكلما ازداد شهوده لذله ونقصه وعيبه وفقره ازداد شهوده لعزة الله وكماله وحمده وغناه، وكذلك بالعكس، فنقص الذنب وذلته يطلعه على مشهد العزة. مدارج السالكين لابن القيم (1/205). كما أن الإيمان بهذا الاسم يورث للعبد العزة في دين الله تعالى, وأن هذه العزة تعلو في اتباع أمره تعالى, وستة نبيه  والسير مع الصالحين من عباده. وعلى قدر الخضوع لله والذلة يكون العز والرفعة في الدنيا والآخرة. انظر:أسماء الله الحسنى للماهر مقدم ص(70-71). كما أن من أعزه الله تعالى كان أعظم إيمانا من غيره, لذلك كان المنافقون مغمورين أذلاء مقهورين، لا سيما في آخر أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي غزوة تبوك ; لأن الله تعالى قال: ﵟيَقُولُونَ ‌لَئِن ‌رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَﵞ [المنافقون: 8] ، فأخبر أن العزة للمؤمنين لا للمنافقين، فعلم أن العزة والقوة كانت في المؤمنين، وأن المنافقين كانوا أذلاء بينهم..انظر: منهاج السنة النبوية» (2/ 45): إذا آمن العبد أن ربه الأعز الذي بيده العزة، يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا يغلبه غالب ولا يقهره قاهر، فليثق أن العزة والغلبة لدينه وأوليائه، قال سبحانه: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون: 8] ولا تغرنه قوة الباطل وظهوره فإنه زاهق، كما قال تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون} [الأنبياء: 18] «موسوعة شرح أسماء الله الحسنى» (1/ 636): وليعلم المؤمن أنه هو الأعز وهو الأقوى إذا امتثل منهج الله وتقيد بشرعه ومقتضيات عقيدته. ومن الأمور الواضحة في تاريخ المسلمين: أن من أكبر العوامل في انتصارهم - بعد الإيمان بالله ورسوله - الاعتزاز بالإسلام. يصدق ذلك ويؤيده قول الفاروق رضي الله عنه: (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) أخرجه الحاكم في مستدركه (1/62) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه. انظر: «الولاء والبراء في الإسلام للقحطاني» (ص240).
Loading...