الانقطاع في المسجد لحفظ النفس:

الانقطاع في المسجد لحفظ النفس:

اللفظ / العبارة' الانقطاع في المسجد لحفظ النفس:
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

الانقطاع في المسجد لحفظ النفس:

قال الإمام ابن القيم في "إغاثة اللهفان": ومن كيده وخداعه -يعني الشيطان- أنه يأمر الرجل بانقطاعه في مسجد أو رباط أو زاوية أو تربة ويحبسه هناك وينهاه عن الخروج ويقول له: متى خرجت تبذلت للناس وسقطت من أعينهم وذهبت هيبتك من قلوبهم وربما ترى في طريقك منكرًا وللعدو في ذلك مقاصد خفية يريدها منه، منها الكبر واحتقار الناس وحفظ الناموس وقيام الرياسة ومخالطة الناس تذهب ذلك وهو يريد أن يزار ولا يزور ويقصده الناس ولا يقصدهم ويفرح بمجيء الأمراء إليه واجتماع الناس عنده وتقبيل يده فيترك من الواجبات والمستحبات والقربات ما يقربه إلى الله ويتعوض عنه بما يقرب الناس إليه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى السوق قال بعض الحفاظ: ويشتري حاجته ويحملها بنفسه ذكره أبو الفرج ابن الجوزي وغيره١، وكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج إلى السوق يحمل الثياب فيبيع ويشتري، ومر عبد الله بن سلام رضي الله عنه وعلى رأسه حزمه حطب فقيل له: ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عز وجل؟ فقال: أردت أن أدفع به الكبر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من الكبر" ٢.

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يحمل الحطب وغيره من حوائج نفسه وهو أمير على المدينة ويقول: أفسحوا لأميركم أفسحوا لأميركم. وخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا وهو خليفة في حاجة له ماشيًا فأعيا فرأى علامًا على حمار له فقال: يا غلام احملني فقد أعييت فنزل الغلام عن الدابة وقال: اركب يا أمير المؤمنين فقال: لا، اركب أنت وأنا خلفك. فركب خلف الغلام حتى دخل المدينة والناس يرونه.

إصلاح المساجد من البدع والعوائد،ص:170.

Loading...