يقام في بعض المساجد تهليلة لمن يتوفى من أئمته أو خطبائه أو مؤذنيه أو خدمته بين العائشين ثالث ليلة من وفاته ويراها البعض حسنة كبرى لذلك يأتي أحد أقرباء المتوفى أو أصدقائه ويرجو إمام المسجد أن يترك درسه ليلتئذ ويمشي إلى المنشدين ورؤساء الأذكار أن يأتوا ليذكروا فإذا اجتمعوا وتحلقوا يأخذون بالذكر على عادة التهاليل، والمحظور من ذلك هو رفع الصوت في المسجد والتشويش على المصلين ولا سيما في أوقات الشتاء، فإن ما بين العشائين يكون المسجد موردًا لمصلي المغرب، فإذا دخل المصلي المسجد ورأي ضوضاء الذاكرين يضطر إلى الرجوع فيصلي إما في إيوان المسجد ويناله من ضرر البرد ما يذهب خشوعه وإما أن يصلي في المسجد جانب أولئك الصارخين. والقصد أن فعل هذه التهليلة في المسجد محظور لما ذكرنا، وأرى في هذه الأزمنة قل الاعتناء بها في المسجد والحمد لله رب العالمين وعهدي بها وأنا صغير أنها كالواجب لكل من مات من قوام المسجد وأنها من قضاء حقه كما أن التهاليل بطبيعة رقي الأفكار وتنبهها قل أمرها في الشام. إنما اتكلم على التهاليل وحظرها من حيث ما ذكرت لأنه متفق عليه بين الفقهاء