عن 2واثلة بن الأسقع (١) رضي الله عنه قال: قلت: «يا رسول الله ما العصبية قال: أن تعين قومك على الظلم»(٢) .
وعن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي (٣) قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم»رواه أبو داود(١).
وروى (٢) أيضا عن جبير بن (٣) مطعم (٤) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»(٥)وروى(٦)أيضا عن ابن مسعود(٧)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نصر قومه
(١) انظر: سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في العصبية، حديث رقم (٥١٢٠) ، (٥ / ٣٤١) ، وفي الحديث أيوب بن سويد، قال أبو داود: "أيوب بن سويد ضعيف". سنن أبي داود (٥ / ٣٤١) ، وأيوب بن سويد هو: الرملي السيباني أبو مسعود، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري، وأبو حاتم والنسائي، وسائر أئمة الحديث، توفي سنة (٢٠٢ هـ) . انظر: تهذيب التهذيب (١ / ٤٠٥، ٤٠٦) ، وترجمته (٧٤٥) . (٢) في المطبوعة: أبو داود. (٣) في (ج) : معظم، وهو خطأ. (٤) هو الصحابي الجليل: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل، القرشي، كان من حلماء قريش وساداتها، وكان نسابة، يؤخذ عنه النسب لقريش ولعامة العرب، وكان أبوه المطعم قد أجار الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قدم من الطائف حين ردته ثقيف لما دعاهم إلى الإسلام، كما أن المطعم أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة الجائرة لمقاطعة المسلمين وبني هاشم وبني المطلب، أسلم جبير قبل الفتح، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: "إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك وأرغب لهم في الإسلام. . " وذكر منهم (جبير بن مطعم) ، توفي سنة (٥٧ هـ) . انظر: أسد الغابة (١ / ٢٧١، ٢٧٢) . (٥) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في العصبية، حديث رقم (٥١٢١) ، (٥ / ٣٤٢) ، كما أخرج مسلم بمعناه في كتاب الإمارة، حديث رقم (١٨٤٨) عن أبي هريرة. (٦) في المطبوعة: أبو داود. (٧) في المطبوعة: رضي الله عنه.
(١) هو الصحابي الجليل: واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر، من بني ليث بن عبد مناة، أسلم قبل غزوة تبوك، وشهدها، وكان ينزل ناحية المدينة قبل إسلامه، فلما أسلم كان من أهل الصفة، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب إلى الشام، وكان يشهد المغازي، فشهد فتح دمشق وحمص وغيرهما، وتوفي بدمشق سنة (٨٥ هـ) وعمره (١٠٥) سنين. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧ / ٤٠٧، ٤٠٨) . وانظر: الإصابة (٣ / ٦٢٦) ، ترجمة رقم (٩٠٨٧) . (٢) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في العصبية، حديث رقم (٥١١٩) ، (٥ / ٣٤١) ، ورواه ابن ماجه من حديث فسيلة عن أبيها، وقد ذكر ابن حجر وغيره أن فسيلة بنت واثلة بن الأسقع، ونصه عن فسيلة: "سمعت أبي يقول: سألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقلت: يا رسول الله، أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: "لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم". انظر: سنن ابن ماجه، كتاب الفتن، باب العصبية، حديث رقم (٣٩٤٩) ، (٢ / ١٣٠٢) ، وفي نسب فسيلة بنت واثلة، انظر: الإصابة (٣ / ٦٢٦) ، في ترجمة واثلة بن الأسقع، رقم (٩٠٨٧) ، وقد سماها: نسيلة. وقال ابن حجر في التقريب: "مقبولة من الرابعة" (٢ / ٥٩٣) ، وسماها جميلة. (٣) هو الصحابي الجليل: سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج، الكناني، المدلجي، من بني مدلج، كان قبل إسلامه ممن طلب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبا بكر أثناء الهجرة ليسلمه لقريش، فساخت رجل فرسه، فعلم أنها معجزة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعمّى الخبر عنه وعن صاحبه أبي بكر وأعطاه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كتابا فأسلم بعد حنين، وكان قال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه؟ " فلما فتحت فارس جاء عمر بها فألبسه إياها تحقيقا لوعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعجزته، وقال عمر: الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، وألبسهما سراقة بن مالك أعرابيا من بني مدلج، وكان سراقة رضي الله عنه شاعرا، توفي سنة (٢٤ هـ) . انظر: أسد الغابة (٢ / ٢٦٤، ٢٦٥، ٢٦٦) .