الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكَر.

الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكَر.

اللفظ / العبارة' الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكَر.
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكَر)

٥٥٢ - (١) [صحيح] عن الحارث الأشعري رضي الله عنه؛ أنّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنَّ الله أمر يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ أنْ يعمل بها، ويأمرَ بني إسرائيل أنّ يعملوا بها، وإنه كادَ أن يُبطِئَ بها، قال عيسى: إنّ الله أمرك بخمسِ كلماتٍ لِتعملَ بها، وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها، فإما أن تأمرَهم، وإما أن آمرَهم، فقال يحيى: أخشى إنْ سبقتني بها أن يُخسَف بي أو أُعَذَّب، فجمعَ الناسَ في بيتِ المقدس، فامتلأ، وقعدوا على الشَّرَفِ، (١) فقال:

إنّ الله أمرَنِي بخمسِ كلماتِ أنْ أعملَ بهن، وآمركم أن تَعملوا بِهِن.

١ - أُولاهنَّ: أنْ تعبدوا اللهَ ولَا تُشركوا به شيئاً، وإنَّ مَثَلَ مَن أشرك باللهِ كَمَثَلِ رجلٍ اشترى عبداً من خالص مالِهِ بذهب أو ورِق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمَلْ وأدِّ إليَّ، فكان يعمل، ويؤدي إلى غير سيِّدِه! فأيُّكُم يرضى أنْ يكون عبدُه كذلك؟ (٢)

٢ - وإنَّ اللهَ أمرَكم بالصلاةِ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ الله يَنْصِبُ وجهَهُ لوجه عبدِه في صلاته ما لم يلتَفِتْ.

٣ - وأمرَكُم بالصيامِ، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ في عِصابةٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهُم يَعجَب أو يُعجِبُهُ ريحُها، وإنَّ ريحَ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ.

٤ - وأَمرَكم بالصدقة، فإن مَثَلَ ذلك كمثل رجلٍ أسَرَهُ العَدُوّ، فأوثقوا يَدَه


(١) أي: الأماكن المرتفعة.

(٢) زاد الحاكم وغيره: "فإن الله خلقكم ورزقكم، فلا تركوا به شيئاً".)

٥٥٢ - (١) [صحيح] عن الحارث الأشعري رضي الله عنه؛ أنّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنَّ الله أمر يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ أنْ يعمل بها، ويأمرَ بني إسرائيل أنّ يعملوا بها، وإنه كادَ أن يُبطِئَ بها، قال عيسى: إنّ الله أمرك بخمسِ كلماتٍ لِتعملَ بها، وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها، فإما أن تأمرَهم، وإما أن آمرَهم، فقال يحيى: أخشى إنْ سبقتني بها أن يُخسَف بي أو أُعَذَّب، فجمعَ الناسَ في بيتِ المقدس، فامتلأ، وقعدوا على الشَّرَفِ، (١) فقال:

إنّ الله أمرَنِي بخمسِ كلماتِ أنْ أعملَ بهن، وآمركم أن تَعملوا بِهِن.

١ - أُولاهنَّ: أنْ تعبدوا اللهَ ولَا تُشركوا به شيئاً، وإنَّ مَثَلَ مَن أشرك باللهِ كَمَثَلِ رجلٍ اشترى عبداً من خالص مالِهِ بذهب أو ورِق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمَلْ وأدِّ إليَّ، فكان يعمل، ويؤدي إلى غير سيِّدِه! فأيُّكُم يرضى أنْ يكون عبدُه كذلك؟ (٢)

٢ - وإنَّ اللهَ أمرَكم بالصلاةِ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ الله يَنْصِبُ وجهَهُ لوجه عبدِه في صلاته ما لم يلتَفِتْ.

٣ - وأمرَكُم بالصيامِ، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ في عِصابةٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهُم يَعجَب أو يُعجِبُهُ ريحُها، وإنَّ ريحَ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ.

٤ - وأَمرَكم بالصدقة، فإن مَثَلَ ذلك كمثل رجلٍ أسَرَهُ العَدُوّ، فأوثقوا يَدَه إلى عُنُقِه، وقَدَّموه ليضربوا عنقَه، فقال: أنا أفدي نفسي منكم بالقليل والكثير، فَفَدى نفسَه منهم.

٥ - وأمرَكم أنْ تَذكروا اللهَ، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثَلِ رجلٍ خرجَ العَدُوُّ في أثَرِه سِراعاً، حتى إذا أتى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسَه منهم، كذلك العبدُ، لا يُحرِزُ نفسَه من الشيطان إلا بذكْرِ الله".

قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"وأنا آمرُكم بخمسٍ، الله أمرني بهن: السمعُ، والطاعةُ، والجهادُ، والهجرةُ، والجماعةُ؛ فإنه مَن فارق الجماعةَ قِيدَ شِبْرٍ؛ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلامِ من عُنُقِه، إلا أن يراجع، (١) ومَن ادَّعى دعوى الجاهليةِ، فإنه من جِثا جهنم".

فقال رجل: يا رسولَ الله: وإنْ صلى وصام؟ فقال:

"وإنْ صلّى وصام، فادْعوا بدعوى الله التي سمّاكم المسلمين المؤمنين، عبادَ الله! ".

رواه الترمذي وهذا لفظه، وقال: "حديث حسن صحيح"، والنسائي ببعضه (٢)، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال:

"صحيح على شرط البخاري ومسلم".

(قال الحافظ): "وليس للحارث في الكتب الستَّة سوى هذا".

(الربقة) بكسر الراء وفتحها وسكون الباء الموحَّدة، واحدة (الرِّبقَ)؛: وهي عُرى في حبل تشد به البَهْم، وتستعار لغيره.

وقوله "من جُثا جهنم" بضم الجيم (٣) بعدها ثاء مثلثة، أي: من جماعات جهنم. [صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

سألت رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن التلفت (١) في الصلاةِ، فقال:

"اختلاسٌ يختلِسُه الشيطان من صلاةِ العبدِ"(٢)

رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن خزيمة.

٥٥٤ - (٣) [حسن لغيره] وعن أبي الأحوص عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"لا يزالُ اللهُ مُقبِلاً على العبد في صلاتِه ما لم يَلتفتْ، فإذا صَرَفَ وجهه انصرف عنه".

رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن خزيمة في "صحيحه"، الحاكم، وصححه.

(قال المملي) الحافظ عبد العظيم رضي الله عنه:


(١) كذا وجد، وكأنه رواه بالمعنى، وإلا فلفظ البخاري وأبي داود والنسائي "الالتفات"، ولا أدري ما عند ابن حبان، لكون كتابه ليس عندي. كذا قال الناجي في "العجالة" (٧٦)، وأنت ترى أن في نسختنا من "الترغيب" عزوه لابن خزيمة بدل ابن حبان، فلا أدري أهذا من اختلاف النسخ أم سبق قلم من الناجي، والحديث عند ابن خزيمة (٢/ ٦٥/ ٩٣١) وابن حبان أيضاً (٤/ ٢٤/ ٢٢٨٤).
ثم قال الناجي:
"وقد ذكره بلفظ "التلفت" ابن الجوزي من "مسند الإمام أحمد" في كتابه "جامع المسانيد"، والله أعلم.
قلت: هو في "مسند أحمد" (٦/ ٧٠) باللفظ المذكور، وهو شاذ، فقد أخرجه أحمد أيضاً (٦/ ١٠٦) عن شيخ آخر له عن زائدة بإسناده عن عائشة بلفظ "الالتفات". وقد تابع زائدة على هذا اللفظ أبو الأحوص، ومن هذه الطريق أخرجه الأربعة الذين إليهم عزاه المؤلف، فهو المحفوظ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (٨٤٤).
(٢) (الاختلاس): الاختطاف بسرعة على غفلة. قال العلامة الطيبي طيب الله ثراه: "سمِّي اختلاساً تصويراً لقبيح تلك الفعلة بالمختلس؛ لأنَّ المصلي يقبل عليه الرب سبحانه وتعالى، والشيطان مرتصد له ينتظر فوات ذلك عليه، فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة، فسلبه تلك الحالة. والله أعلم".


(١) أي: يتوب إلى الله عز وجل.
(٢) أي: بقوله: "من دعا بدعوى الجاهلية. ." إلخ. كما قال الناجي.
(٣) قلت: وبكسرها أيضاً كما في "القاموس". لكن أبو عبيدة ضبطه بالجيم، وقال: إنما هو "حثا" بالحاء المهملة. حكاه ابن عبد البر في "التمهيد" وقال (٢١/ ٢٨٠): "وهو كما قال أبو عبيدة".


(١) أي: الأماكن المرتفعة.
(٢) زاد الحاكم وغيره: "فإن الله خلقكم ورزقكم، فلا تشركوا به شيئاً".

صحيح الترغيب والترهيب،ص:358إلى360.

Loading...