الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

اللفظ / العبارة' الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر).

٧٢٤ - (١) [صحيح] عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لِقومٍ يَتخَلّفُون عن الجمعة:

"لقد هَمَمْتُ أنْ آمرَ رجلاً يصلِّي بالناسِ، ثم أحَرِّقَ على رجالٍ يتخلَّفون عن الجمعة بُيوتَهم".

رواه مسلم والحاكم بإسناد على شرطهما (١).

٧٢٥ - (٢) [صحيح] وعن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم؛ أنّهما سمعا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول على أعواد منبره:

"لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجُمُعاتِ، أو ليختمَنَّ الله على قلوِبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين".

رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما.

قوله. "وَدْعِهم الجمعات" هو بفتح الواو وسكون الدال؛ أي: تركهم الجمعات.

٧٢٦ - (٣) [صحيح] ورواه ابن خزيمة بلفظ: "تركِهم" من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.

٧٢٧ - (٤) [حسن صحيح] وعن أبي الجَعْدِ الضَّمْري (٢) -وكانت له صحبةٌ رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:


(١) فيه نظر بيَّنتُه في الأصل.
(٢) هذا هو الصواب في ضبط هذه النسبة، وما في مطبوعة عمارة أنَّه (الضُّمَري) فهو خطأ مخالف لكتب "الأنساب" وغيرها.

"مَن ترك ثلاثَ جُمَعِ تهاوناً بها (١)؛ طبعَ الله على قلبِه".

رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسَّنه، وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبَّان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال:

"صحيح على شرط مسلم".

[حسن صحيح] وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان:

"مَن تركَ الجمعة ثلاثاً من غير عذر فهو منافق" (٢).

أبو الجعد اسمه أدرع، وقيل: جُنادة. وذكَر الكرابيسيّ أنَّ اسمه عُمرُ بن أبي بكر.

وقال الترمذي: "سألت محمداً (يعني البخاري) عن اسم أبي الجعد؟ فلم يعرفه".

٧٢٨ - (٥) [صحيح لغيره] وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"مَن ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة؛ طَبَعَ الله على قلبه".

رواه أحمد بإسناد حسن، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد" (٣).

٧٢٩ - (٦) [صحيح لغيره] وعن أسامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"مَن ترك ثلاثَ جمعاتٍ من غير عذرٍ؛ كُتِبَ من المنافقين".

رواه الطبراني في "الكبير" من رواية جابر الجُعفي، وله شواهد.


(١) أي: لقلة الاهتمام بأمرها، لا استخفافاً بها؛ لأن الاستخفاف بفرائض الله تعالى كفر وردة؛ لأنه كفر قلبي، ونصبه على أنه مفعول لأجله، أو حال، أي. متهاوناً.
ومعنى "طبع الله على قلبه" أي: ختم عليه وغشاه ومنعه الألطاف.
و (الطبْع) بالسكون: الختم، وبالحركة: الدنس والوسخ يغشيان السيف، ثم استعمل في الآثام والقبائح. والله أعلم.
(٢) في الأصل: "وفي رواية ذكَرها رَزين وليست فى الأصول. فقد بَرئ من الله". فلم أذكرها لمخالفتها مع ما ذكر المؤلف للأصول!
(٣) ورواه ابن ماجه، لكنْ جعله من حديث جابر، وهو الأرجح عندي كما بيّنتُه في الأصل، ويأتي بعد ثلاثة أحاديث.

صحيح لغيره] وعن كعبِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"لَيَنْتهيَنَّ أقوامٌ يَسمعون النداءَ يوم الجمعة ثم لا يأْتونَها، أو لَيَطْبَعَنَّ اللهُ على قلوبهم، ثم لَيكُونُنَّ من الغافلين".

رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن.

٧٣١ - (٨) [حسن لغيره] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ألا هل عسى أحدُكم أنْ يتَّخذ الصُّبَّة من الغنم على رأس ميل أو ميلين، فَيَتَعَذَّرَ عليه الكلأُ، فيرتفعَ، ثم تجيءُ الجمعةُ فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعةُ فلا يشهدها، [وتجيءُ الجمعة فلا يشهدُها] (١)، حتى يُطبَعَ على قلبِه".

رواه ابن ماجه بإسناد حسن، وابن خزيمة في "صحيحه".

(الصُّبَّة) بضم الصاد المهملة، وتشديد الباء الموحَّدة: هي السَّربة (٢)، إما من الخيلِ أو الإبلِ أو الغنم، ما بين العشرين إلى الثلاثين، تضاف إلى ما كانت منه. وقيل: هي ما بين العشَرة إلى الأربعين.

٧٣٢ - (٩) [حسن لغيره] وعن جابر بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما قال:

قام رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطيباً يومَ الجمعة فقال:

"عسى رجلٌ تَحضُرُه الجمعةُ، وهو على قَدْرِ ميلٍ من (المدينة)، فلا يحضرُ الجمعةَ". ثم قال في الثانية:

"عسى رجلٌ تَحضُره الجمعةُ وهو على قَدْرِ ميلين من (المدينة) فلا


(١) زيادة من ابن ماجه وابن خزيمة، ويشهد لها الحديث الآتي بعده.
(٢) بكسر السين المهملة، بعدها راء وباء موحدة، ووقع في الأصل وتبعه عمارة: "السرية" بالمثناة التحتية، وهو خطأ.


يحضُرُها". وقال في الثالثة:

"عسى يكون على قَدْرِ ثلاثةِ أميالٍ من (المدينة) فلا يحضر الجمعة، ويطبعُ اللهُ على قبله".

رواه أبو يعلى بإسناد ليِّن. (١)

[حسن صحيح] وروى ابن ماجه عنه بإسناد جيد مرفوعاً:

"مَن ترك الجمعةَ ثلاثاً من غير ضرورةٍ؛ طَبَعَ اللهُ على قلبه".

٧٣٣ - (١٠) [صحيح] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:

"مَن ترك الجمعةَ ثلاثَ جُمَعٍ متوالياتٍ؛ فقد نبَذ الإسلام وراء ظهره".

رواه أبو يعلى موقوفاً بإسناد صحيح.

٧٣٤ - (١١) [حسن لغيره] وعن حارثة بنِ النعمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"يَتَّخِذُ أحدُكم السائمةَ، فيشهد الصلاةَ في جماعة، فتتعذَّر عليه سائمتُه، فيقول: لو طلبت لسائمتي مكاناً هو أكلأُ من هذا، فيتحوَّل، ولا يشهد إلاَّ الجمعة، فتتعذَّر عليه سائمتُه، فيقول: لو طلبت لسائمتي مكاناً هو أكلأُ من هذا، فيتحوَّل، فلا يشهد الجمعةَ ولا الجماعَة، فيطبعُ اللهُ على قلبه".

رواه أحمد من رواية عمر بن عبد الله مولى غُفْرَة، وهو ثقة عنده (٢).


(١) قلت: وأما قول الهيثمي: "رواه أبو يعلى، ورجاله موثوقون"؛ فهو من تساهله، كيف لا وفيه الفضل الرّقاشي، وهو ضعيف اتفاقاً، بل قال فيه أبو داود: "كان هالكاً"، وقال النسائي: "ليس بثقة". لكن حديثه هذا حسن بالذي قبله، وبحديث جابر الذي بعده.
(تنبيه): تحرَّف اسم (جابر) في هذا السطر الأخير من الطبعة السابقة إلى (حارثة)، فنقله عني المعلقون الثلاثة هكذا محرَّفاً. وهذا مما يدل أن كل تحقيقهم إنما هو مجرد النقل، من دون فهم.
(٢) قلت: لكنْ ضعفه الأكثر، ولذلك جزم بضعفه الهيثمي ثم العسقلاني، ولكن حديثه قوي بما قبله.

صحيح الترغيب والترهيب،ص:451إلى453.

Loading...