ترهيب التجار من الكذب والحلف وإنْ كانوا صادقين

ترهيب التجار من الكذب والحلف وإنْ كانوا صادقين

اللفظ / العبارة' ترهيب التجار من الكذب والحلف وإنْ كانوا صادقين
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

عن حكيم بن حَزامٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"البَيِّعانِ بالخَيارِ ما لمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صدَق البيِّعانِ وبَيَّنا؛ بورِكَ لهما في بيْعِهِما، وإنْ كتما وكذَّبا؛ فعَسى أن يرْبحا رِبْحاً، ويُمْحَقا بركةَ بَيْعِهما، اليمينُ الفاجرةُ مُنْفِقَةٌ لِلسِلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلكَسْبِ

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

١٧٨٥ - (٤) [صحيح لغيره] وعن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده:

أَنَّهُ خرَج معَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المُصَلَّى، فرأى الناسَ يَتبايَعونَ، فقال:

"يا معْشَر التُّجارِ! ".

فاسْتجابوا لِرَسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورَفعوا أعْناقَهُمْ وأبْصارَهم إليه، فقال:


(١) ليس في الحديث: "اليمين الفاجرة. . ." إلخ، وإنما هذا حديث آخر من رواية أبي هريرة يأتي في الباب برقم (١١)، فكأنَّه دخل على المؤلف حديث بحديث، أو على الناسخ. ثم رأيت الناجي ذكر أن المؤلف قلَّد في ذلك ابن الأثير في "جامعه"، وانطلى الأمر على المعلق على "الجامع" أيضاً (١/ ٤٣٥) فخرجه معزواً للشيخين وغيرهما بالزيادة!!

"إن التُجَّارَ (١) يُبعَثون يومَ القيامة فُجَّاراً؛ إلاَّ مَنِ اتّقى الله، وَبَرَّ وصَدقَ".

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن صحيح".

وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

١٧٨٦ - (٥) [صحيح] وعن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"إنَّ التُّجَّارَ همُ الفُجَّارُ".

قالوا: يا رسولَ الله! أليسَ قد أحَلَّ الله البيْعَ؟ قال:

"بلى؛ ولكنَّهُم يحْلِفونَ فيأْثَمونَ، ويحدِّثون فيكْذِبونَ".

رواه أحمد بإسناد جيد، والحاكم واللفظ له، وقال:

"صحيح الإسناد".

١٧٨٧ - (٦) [صحيح] وعن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"ثلاثَةٌ لا ينظرُ الله إليهمْ يومَ القِيامَةِ، ولا يزكِّيهِمْ، ولهم عذابٌ أَليمٌ".

قال: فقَرأَها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثَ مرَّاتٍ، فقلتُ: خابوا وخَسِروا، ومَن هُمْ يا رسولَ الله؟ قال:

"المسبِلُ، والمنَّانْ، والمنفِق سِلعَتَة بالحلفِ الكاذِبِ".

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؛ إلا أنَّه قال:


(١) بضم التاء وتشديد الجيم أ (٧) [صحيح] وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ثلاثةٌ لا ينظُرُ الله إليهمْ يومَ القِيامَةِ: أُشَيْمَطٌ زانٍ، وعائلٌ مستكْبِرٌ، ورجلٌ جَعَل اللهَ بضاعتَهُ؛ لا يشتَري إلا بيَمينِه، ولا يَبيعُ إلا بِيَمينِه".

رواه الطبراني في "الكبير"، وفي "الصغير" و"الأوسط"؛ إلا أنَّه قال فيهما:

"ثلاثَةٌ لا يكلِّمُهم الله، ولا يُزَكِّيهِمْ، ولهمْ عذابٌ أليمٌ" فذكره.

ورواته محتج بهم في الصحيح.

(أشَيْمَطٌ) مصغَّر (أَشْمَط): وهو مَنْ ابيَضَّ بعض شعر رأسه كبراً واختلط بأسوده.

و (العَائِلُ): الفقير.

١٧٨٩ - (٨) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ثلاثَةٌ لا يكلِّمُهم الله يومٍ القِيامَةِ، ولا ينطُرُ إليْهِمْ، ولا يُزَكِّيهِمْ، ولهمْ عَذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضْلِ ماءٍ بفلاةٍ يمنَعُه ابنَ السبيلِ، ورجلٌ بايعَ رجلاً بسِلْعَتِه بعد العصْرِ فحلَف بالله لأَخَذها بكَذا وكذا، فصَدَّقَهُ فأخَذها؛ وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايَع إماماً لا يبايِعُه إلا للدنيا؛ فإنْ أعطاهُ منها ما يريدُ وفي لهُ، وإنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ".

وفي رواية نحوه، وقال:

"ورجُلٌ حلَفَ على سِلْعَتِه لقد أُعْطِيَ بها أكثرَ ممّا أُعطِيَ؛ وهو كاذِبٌ، ورجلٌ حلفَ على يمينٍ كاذبةٍ بعدَ العصْر ليْقتَطعَ بها مالَ امْرئٍ مسلمٍ، ورجلٌ منعَ فضْلَ ماءٍ، فيقولُ الله له: اليومَ أمنَعُكَ فضْلي، كما منعْتَ فضلَ ما لَمْ تعمَلْ يداكَ".


و كسر وتخفيف، وقوله: (فجاراً) لأن من عادتهم التدليس في المعاملات والأيمان الكاذية ونحوها، واستثنى من اتقى المحارم، ووفى بيمينه، وصدق في حديثه.

صحيح الترغيب والترهيب،ج2،ص:341إلى344.

Loading...