الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة
اللفظ / العبارة'
الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة
متعلق اللفظ
مسائل فقهية
الحكم الشرعي
لا يجوز
القسم
المناهي العملية
Content
[حسن] عن عبدِ الله بن عَمْروٍ (١) رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"يكونُ في آخِرِ أُمَّتي رجالٌ يركَبون على سُروجٍ (٢) كأَشْباهِ الرِّحالِ (٣)، ينزِلون على أبْوابِ المساجِدِ، نِساؤهُم كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسِهِنَّ كأَسمِنَةِ البُخْتِ العِجافِ، الْعَنُوهُنَّ فإنَّهُنَّ مَلْعونَاتٌ، لو كانَ وراءَكُم أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ خَدَمَتْهُنَّ (٤) نِساؤكم كما خَدَمكُم نساءُ الأُمَمِ قبلَكُمْ".
رواه ابن حبان في "صحيحه" -واللفظ له-، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط مسلم".(٢)[صحيح]وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"صِنْفانِ مِنْ أهلِ النارِ لَمْ أرَهُما: قومٌ معهم سِياطٌ كأذْنابِ البَقرِ يضرِبونَ بها الناسَ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مُميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائلَةِ؛ لا يدْخُلْنَ الجنَّةَ ولا يجِدْنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لتوجَدُ مِنْ مسيرَة كذا وكذا".
رواه مسلم وغيره.
٢٠٤٥ - (٣)[حسن لغيره] وعن عائشة رضي الله عنها:
أن أسماءَ بنت أبي بكر دخلَتْ على رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعليها ثيابٌ رِقاقٌ، فأعْرضَ عنها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال:
"يا أسماءُ! إنَّ المرأة إذا بلَغَتِ المحيضَ لم يَصلُح أنْ يُرى مِنْها إلا هذا وهذا". وأشار إلى وجْهِهِ وكفَّيْهِ.
رواه أبو داود وقال: هذا مرسل، وخالد بن دريك لم يدرك عائشة (١).
(١) قلت: لكن له شاهد من حديث أسماء بنت عميس، وقواه البيهقي والذهبي بأقوال الصحابة، كابن عباس وابن عمر، وجرى عليه العمل في عهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما كنت بينته في "جلباب المرأة" (ص ٥٧ - ٦٠)، وقد تجاهل هذا بعض من كتب في تضعيف الحديث ممن كان تلميذاً لي في الجامعة الإسلامية، سامحه الله. أما رواية قتادة مرسلاً بلفظ: ". . . إلا إلى ههنا". وقبض نصف الذراع، فهو منكر لمخالفته لحديث عائشة وأسماء ومعهما نص القرآن، مع إرساله وتجرده عن شاهد يقويه، كما كنت بينته في المصدر السابق (٤١ - ٤٨)، فليراجعه بإمعان من لم يتبَّين له الفرق بين اللفظين، ويزعم أننا قوينا الحديث في موضع، وضعفناه في موضع!
(١) سقطت الواو من (عمرو) من الأصل والمخطوطة وغيرهما، واستدركتها من المصادر المذكورة. وأما المعلقون الثلاثة فهم ماضون على غفلتهم المعهودة! (٢) سقطت الواو أيضاً من الأصل والمخطوطة، ويبدو أنَّه خطأ قديم، فإنَّه وقع كذلك في "صحيح ابن حبان"، لأنَّه كذلك ذكره الهيثمي في "موارد الظمآن" رقم (١٤٥٤)، وهو خطأ يقيناً لأن (سُرُج) جمع (سراج) ولا معنى له هنا، والصواب ما أثبتنا، وهو جمع (سَرج) مثل (فلس) و (فلوس)، وليس خطأً مطبعياً كما ظن الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"، وغفل أيضاً المعلقون الثلاثة عن هذا الخطأ فأثبتوه! ثم زادوا خطأ آخر، فقالوا: "سُرُج: جمع سَرْج: وهو وطاء ممهد يوضع على ظهر الحصان للركوب"! فهم جهلة باللغة أيضاً!! (٣) بالحاء المهملة جمع (رحل): وهو كل شيء يعد للرحيل، من وعاء للمتاع، ومركب للبعير كما في "المصباح المنير". ووقع في الأصل (الرجال) جمع (رجل) وكذا في "المسند" وغيره، واستشكله أحمد شاكر، وحق له ذلك، لأنه فاته أنَّه بالحاء وليس بالجيم كما حققته في "الصحيحة" (٢٦٨٢)، وبينت أنَّ الحديث يشير إلى السيارات التي تتجمع اليوم على أبواب المساجد يوم الجمعة، أو يوم إدخال الجنازة إلى المسجد للصلاة عليها، والمشيعون ينتظرون، ولا يصلون ونساؤهم كاسيات عاريات. . . وقد غفل المعلقون أيضاً عن هذا!! (٤) في "الموارد": (خدمهن)، ولعله أصح.