تعليق التمائم

تعليق التمائم

اللفظ / العبارة' تعليق التمائم
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

[تعليق التمائم]

وأما قوله: (ونهى عن تعليق التمائم) .

وهو أن يعلق خرزة كى لا تصيبه الآفة، وخرزة كى يذهب الجنى. وأن العبد إذا اتكل على شيء وكله الله إليه وخذله وأعطاه مناه حيث قصد له استدراجا.

فقد كره العلماء كل شيء يعقد، مثل الوتر والأعواد التى تقطع فيمسكه الإنسان للفروج، والحديد الفولاذ الذى يجعله في العضد كيلا تصيبه آفة الجن. فهذا وأشباهه غواية الشيطان؛ ومن أجل هذا كره العلماء كثيرا من التعويذات والعزائم. وإنما كرهوا من جهتين: إحداهما: هذه، والثانى: أن فيه اسم الله تعالى ويخالط به الخلاء.

وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تعلق شيئا وكل إليه) .

وروى عن ابن مسعود رضى الله عنه: أنه رأى في عنق ولده شيئا من ذلك، فقال: أن آل محمد ابن أم عبد لأغنياء عن الشرك.

وذكر عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه رأى على رجل

ص:65

حديدة، فقال: (ما هذه؟) ، قال: من الواهنة. قال: (فأنها لا تزيدك إلا وهناً) . وقد ذكر الله في تنزيله فقال: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) .. قال الله تعالى: (فزادهم رهقا) ..

وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نزلوا وادياً قال أحدهم: أعوذ بسيد هذا الوادى أن يضرنى أحد من الجن في هذا الوادى! فلم يزدادوا بها إلا رهقا.

فهذا كله من التمائم، كأنه اشتق هذا الاسم من أن هذه الأشياء تكلفها العباد لتتم به الأمر من دوام العافية ودفع البلاء، ولا تتم إلا بها، فسموها تميمة؛ ألا ترى أن عائشة رضى الله عنها قالت: ليس من التمائم ما علق بعد نزول البلاء. حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهية، عن بكير بن عبد الله ابن الأج، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضى الله عنها قالت: ليس من التمائم ما علق بعد نزول البلاء. كأنها ذهبت إلى أن هذا بعد نزول البلاء استشفاء وتبرك وتفاؤل. فإذا عقد الحمى بالوتر، فإنما يعقد بما يقرأ من القرآن؛ وإنما يستشفى بأسماء الله وبالقرآن، والعقد منه تفاؤل، والفأل من حسن الظن بالله عزوجل.

ص:66

حدثنا أبو عمار الحسن بن حريث الخزاعى، حدثنا أوس بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير.

وإن العبد إذا أحسن الظن بالله في الأمور، وأمله، ورجاءه، وفي له الكريم بذلك. فعقد الحمى، وما أشبه ذلك، هو من طريق التفاؤل، فإذا فعله على هذا السبيل وفى له بحسن ظنه

ص:67 

كتاب المنهيات


Loading...