(١)[صحيح] عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"إيَّاكمْ والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ، ولا تحسسوا، ولا تَجَسَّسوا، ولا تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَروا، وكونوا عبادَ الله إخْواناً كما أمَركُمْ.
المسْلِمُ أخو المسلِمِ، لا يظْلمُه، ولا يَخْذُلُه، ولا يَحْقِرُه، التقوى ههُنا، التقْوى ههُنا، التقْوى هَهُنا -ويشيرُ إلى صدْره-[ثلاث مرات]. بِحَسْبِ امْرئٍ مِنَ الشرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسْلِمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حَرامٌ دَمُه وعِرْضُهُ ومالُه".
رواه مالك والبخاري ومسلم -واللفظ له، وهو أتم الروايات (١) -، وأبو داود والترمذي.
٢٨٨٦ - (٢)[حسن] وعنه؛ أنّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"لا يَجْتَمعُ في جوفِ عبدٍ غُبارٌ في سبيلِ الله وفَيْحُ جهنَّمَ، ولا يجتَمعُ في جوفِ عبدٍ الإيمانُ والحَسدُ".
رواه ابن حبان في "صحيحه"، ومن طريقه البيهقي (٢).
(١) هذا يوهم أنَّه كذلك في حديث واحد، وإنما هو ملفق متناً وسنداً من ثلاث روايات، فمن أوله إلى قوله: (إخواناً) في حديث مستقل من طريق "الموطأ"، وقوله: (كما أمركم) في رواية أخرى، وفيها (أمركم الله)، وقوله: (المسلم أخو المسلم. . .) إلى آخره في أثناء رواية ثالثة، وعند مسلم: (التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات). والأول لفظ البخاري. لكنْ أبدل (تنافسوا) بـ (تناجشوا)، وعند أبي داود (الظن، والتحسس، والتجسس) فقط، وعند الترمذي ذكر (الظن) فقط. ذكره الناجي (١٩٨/ ٢). وانظر "الإرواء" (٢٥١٦). (٢) قلت: لقد أبعد النجعة، فقد أخرجه النسائي أيضاً في "الجهاد" (٢/ ٥٥).
[حسن] وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما لَمْ يتَحاسَدُوا".
رواه الطبراني، ورواته ثقات.
٢٨٨٨ - (٤)[حسن لغيره] وعن [ابن](١) الزبير رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"دبَّ إليكم داءُ الأمَمِ قبلَكُم: الحسَدُ والبَغْضاءُ، والبغْضَاءُ هي الحالِقَةُ، أما إنِّي لا أقولُ: تَحلِقُ الشعرَ، ولكنِ تحلق الدينَ".
٢٨٨٩ - (٥)[صحيح] وعن عبدِ الله بن عَمْروٍ رضي الله عنهما قال:
قيلَ: يا رسول الله! أيُّ الناسِ أفضَلُ؟ قال:
"كلُّ مَخْمومِ القلْبِ، صدوق اللِّسانِ".
قالوا:(صدوقُ اللِّسانِ) نَعرِفه، فما (مَخْمومُ القَلْبِ)؛ قال:
"هو التقيُّ النقيُّ، لا إثْمَ فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَد".
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي وغيره أطول منه. [يأتي هنا/ ٢٤].
(١) سقطت من الأصل هنا، وثبتت فيما تقدم (٢٢ - البر/ ٥)، وهو الصواب المطابق لما في "كشف الأستار" (٢٠٠٢)، ولم يتنبه لذلك الحافظ الناجي حيث وقع في نسخته في الموضعين كما وقع هنا (١٩٤/ ١ و ١٩٨/ ٢).