٢٩٤٧ - (١)[صحيح] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"تَجدونَ الناسَ مَعادِنَ، خِيَارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقِهُوا، وتَجِدونَ خِيَارَ الناسِ في هذا الشأْنِ أشَدَّهُم له كَراهَةً، وتَجِدونَ شرَّ الناسِ ذا الوجْهَيْنِ؛ الذي يأْتي هؤُلاءِ بِوَجْهٍ، وهؤُلاءِ بِوَجْهٍ".
رواه مالك والبخاري ومسلم
صحيح الترغيب والترهيب ،ج:3،ص:129.
باب ما جاء في ذي الوجهين وقول الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}
٩٨ - ولهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا «تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» .
ــ
(٩٨) رواه البخاري المناقب ٦ / ٥٢٦ رقم ٣٤٩٤ والأدب ١٠ / ٤٧٤ رقم ٦٠٥٨ والأحكام ١٣ / ١٧٠ رقم ٧١٧٩ ومسلم البر والصلة ٤ / ٢٠١١ رقم ٢٥٢٦ قال الحافظ ١٠ / ٤٧٥.
يحتمل أن يكون المراد بالناس من ذكر من الطائفتين المتضادتين خاصة فإن كل طائفة منهما مجانبة للأخرى ظاهرا فلا يتمكن من الاطلاع على أسرارها إلا بما ذكر من خداعه الفريقين ليطلع على أسرارهم فهو شرهم كلهم والأولى حمل الناس على عمومه فهو أبلغ في الذم.
قال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق، إذ هو متملق بالباطل بالكذب مدخل للفساد بين الناس.
قال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق، ومحض كذب، وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة، فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود.
وقال غيره الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى، وينقل إليها ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح.
وعن أنس - رضي الله عنه - مرفوعا «من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من النار ".»
ــ
(٩٩) رواه البزار كما في كشف الأستار الأدب ٢ / ٤٢٨ رقم ٢٠٢٥. قال الهيثمي ٨ / ٩٥ رواه البزار وأبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين ٨ / ٢٠٢ رقم ٤٩٦٦.
قال الهيثمي ٨ / ٩٥ رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقدام بن داود ضعيف وله شاهد من حديث عمار بن ياسر رواه أبو داود الأدب ٤ / ٢٦٨ رقم ٤٨٧٣ وله شاهد آخر من حديث سعد بن أبي وقاص رواه الطبراني كما في مجمع البحرين ٨ / ٢٠٢ رقم ٤٩٦٥.