الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها)

الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها)

اللفظ / العبارة' الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها)
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها) (١).

٣٠٥٢ - (١) [صحيح] عن عمر رضي الله عنهما؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنَّ الذينَ يَصْنَعونَ هذه الصُّوَرَ (٢) يُعَذَّبُون يومَ القِيامَة؛ يُقالَ لَهُمْ: أَحْيُوا ما خَلَقْتُمْ".

رواه البخاري ومسلم.

٣٠٥٣ - (٢) [صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

قَدِمَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ سَفرٍ وقد سَترتُ سَهْوةً لي بقرامٍ فيه تَماثِيلُ، فلمَّا رآهُ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَلوَّن وجْهُهُ، وقال:

"يا عائشةُ! أشدُّ الناسِ عَذاباً عندَ الله يومَ القِيامَةِ؛ الَّذينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ الله".

قالتْ: فَقطَّعْناهُ، فجعَلْنا منهُ وِسَادةً أوْ وِسادَتَيْنِ.

وفي رواية: قالَتْ:

دَخَل علَيَّ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي البيتِ قِرامٌ فيه صوَرٌ، فتَلوَّنَ وجْهُهُ ثُمَّ تناوَل الستْرَ فَهَتَكَهُ، وقال: "إنَّ مِنْ أشدِّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَةِ الَّذينَ يصَوِّرونَ هذه الصُّوَرَ".

وفي أخْرى:

أنَّها اشْتَرتْ نُمْرُقةً فيها تصاويرُ، فلمَّا رآها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قامَ على البابِ فلَمْ يَدْخُلْ، فَعرْفتُ في وَجْهِهِ الكَراهِيَةَ. قالتْ: فقلتُ: يا رسولَ الله! أتوبُ إلى الله وإلى رسولِه، ماذا أذْنَبْتُ؟ فقال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

"ما بالُ هذه النُّمرُقَةِ؟! ".

فقلتُ: اشْتَريْتُها لَكَ لِتَقْعُدَ علَيها وتَوَسَّدها، فقال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"إنَّ أصْحابَ هذهِ الصُّورِ يُعَذَّبُونَ يومَ القِيامَةِ؛ فيُقالُ لَهُمْ: أَحْيُوا ما خَلَقْتُمْ". وقال:

"إنَّ البيْتَ الَّذي فيه الصُّوَرُ لا تَدْخُلُه الملائِكَةُ" (١).

رواه البخاري ومسلم.

(السَّهْوَةُ) بفتح السين المهملة: هي الطاق في الحائط يوضع فيه الشيء. وقيل: هي الصفة. وقيل: المخدع بين البيتين. وقيل: بيت صغير كالخزانة الصغيرة.

و (القِرامُ) بكسر القاف: هو الستر.

و (النُّمْرُقَةُ) بضم النون والراء أيضاً -وقد تفتح الراء- وبكسرهما: هي المخدَّة.

٣٠٥٤ - (٣) [صحيح] وعن سعيد بن أبي الحسن قال:

جاءَ رجلٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهما فقالَ: إنِّي رجلٌ أصَوِّرُ هذهِ الصُّوَرَ، فأَفْتِني فيها، فقالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي، فدَنا، ثُمَّ قال: ادْن مِنِّي، فدنا حَتَّى وضَع يَدهُ على رَأْسِه وقالَ: أُنَبِّئُكَ بما سمِعْتُ مِنْ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سمِعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"كلُّ مُصَوِّرٍ في النارِ، يجْعَلُ لَه بِكلِّ صورَةٍ صوَّرَها نَفْساً فتُعذِّبه في جَهنَّمَ".

قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنْ كنتَ لا بُدَّ فاعِلاً، فاصْنَع الشَّجَر وما لا نَفْسَ لَهُ. رواه البخاري ومسلم. (١)

وفي رواية للبخاري (٢) قال:

كنتُ عندَ ابْنِ عبَّاسٍ إذْ جاءَهُ رجلٌ فقال: يا أبا (٣) عبَّاسٍ: إنِّي رجلٌ إنَّما معيشَتي مِنْ صَنْعَةِ يَدي، وإنِّي أصْنَعُ هذه التصاويرَ؟

فقال ابْنُ عبَّاسٍ: لا أحدِّثُكَ إلا ما سمِعْتُ مِنْ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سمعْتُه يقول:

"مَنْ صَوَّرَ صورَةً فإنَّ الله مُعَذِّبُهُ حتى يَنْفُخَ فيها الروحَ، وليْسَ بِنَافِخٍ فيها أَبداً".

فَربا الرجلُ رَبْوَةً شَديدةً [واصفر وجهه]، فقال: وَيْحكَ! إنْ أبَيْتَ إلا أنْ تَصْنعَ فعليكَ بهذا الشجَرِ، وكلِّ (٤) شيْءٍ ليسَ فيه روحٌ.


(١) هذا اللفظ لمسلم فقط (٦/ ١٦١)، لم يرو البخاري الا الرواية الآتية، وبذلك جزم الناجي، وغفل عنه الغافلون -كعادتهم- في تعليقهم، وأكدوا جهلهم فيما سموه بـ "تهذيب الترغيب" (ص ٥١٨) فنسبوا الروايتين للشيخين بالأرقام فزادوا في الخطأ أنهم نسبوا الثانية لمسلم أيضاً!!
(٢) قال الناجي: "هذه العبارة موهمة أن السياق الأول للشيخين، وأن الثاني رواية أخرى للبخاري، وليس هو عند كل منهما إلا من طريق واحد، لكن اللفظ الأول لمسلم، والثاني للبخاري لا غير".
قلت: وهو عند أحمد (١/ ٣٠٨) باللفظ الأول.
(٣) الأصل: (ابن)، والتصحيح من "البخاري" آخر (البيوع)، والزيادة منه، وغفل عن هذا كله مدعو التحقيق.
(٤) كذا الأصل بإثبات الواو، وهو رواية أبي نعيم، وأما رواية البخاري فحَذَفَتْها على أنه بدل كل من بعض، وقد جوّزه بعض النحاة. انظر "الفتح".



(١) زاد أبو بكر الشافعي: "قالت: فما دخل حتى أخرجتها". انظر "آداب الزفاف". والمراد بـ"الصورة" هنا هي المطرزة، كما يدل عليه السياق، فهي غير مجسمة، فتنبه.


(١) قلت: سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة، وسواء صورت بالقلم والريشة، أو بالآلة، كل ذلك حرام إلا ما لابد منه كلعب البنات ونحوها؛ كما كنت بينته في "آداب الزفاف" ثم في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام"، والتفريق بين الصور الفوتوغرافية والصور اليدوية ظاهرية عصرية ابتلي بها كثير ممن يدعي العلم، ولم يتفقهوا بالسنة المحمدية، وما مثلهم إلا مثل من يبيح الأصنام والتماثيل التي صنعت بالآلة، ولم تُنحت باليد! وأنا حين أقول هذا أعلم أن هناك من اشتط في الضلال، فأباح الصور والتماثيل بزعم أنها حرمت تحريماً زمنياً، وهؤلاء لا وزن لهم، لأنهم خرقوا بذلك إجماع السلف، وخالفوا أحاديث الباب.
(٢) أي: غير المجسمة، أو التي لا ظل لها، بدليل القرام في حديث عائشة الآتي بعده، وأما المجسمة فهي داخلة فيه من باب أولى. فتنبه.

صحيح الترغيب والترهيب،ج:3،ص:174إلى176.

Loading...