(١)[صحيح] عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطيَرةُ شِرْكٌ، الطيَرةُ شِرْكٌ، وما مِنّا إلا، ولكنَّ الله يُذْهبُه بالتُّوكُّلِ".
رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
(قال الحافظ): "قال أبو القاسم الأصبهاني (١) وغيره: "في الحديث إضمار، والتقدير: وما منا إلا وقد يقع في قلبه شيء من ذلك؛ يعني قلوب أمته، ولكن الله يذهب ذلك عن قلب كل من يتوكل على الله، ولا يثبت على ذلك".
هذا لفظ الأصبهاني، والصواب ما ذكره البخاري وغيره أن قوله: "وما منا. . . ". إلى آخره من كلام ابن مسعود؛ مدرج غير مرفوع.
(قال الخطابي): وقال محمد بن إسماعيل: "كان سليمان بن حرب ينكر هذا الحرف ويقول: ليس من قول رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكأنه قول ابن مسعود". وحكى الترمذي عن البخاري أيضاً عن سليمان بن حرب نحو هذا (٢) ".
٣٠٩٩ - (٢)[حسن لغيره] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
(١) في كتابه "الترغيب والترهيب" (١/ ٣٠٩)، وصححت منه خطأً كان في الأصل. (٢) قلت: والراجح عندي أنه مرفوع من قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما هو مبين في "الأحاديث الصحيحة" (٤٣٠)؛ ولذلك جعلته بين الأهلة".