الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخدِّ وخمش الوجه وشقِّ الجيب

الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخدِّ وخمش الوجه وشقِّ الجيب

اللفظ / العبارة' الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخدِّ وخمش الوجه وشقِّ الجيب
متعلق اللفظ مسألة فقهية / عقدية
الحكم الشرعي كفر أصغر
القسم المناهي العملية
Content

[صحيح] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"الميِّتُ يُعَذَّبُ في قَبْرِه بما نِيحَ عليه -وفي روايةٍ: ما نيحَ علَيْهِ-".

رواه البخاري ومسلم، وابن ماجه، والنسائي وقال:

"بالنياحة عليه".

٣٥٢٠ - (٢) [صحيح] وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"مَنْ نيحَ عليهِ، فإنَّهُ يُعذَّبُ بما نيحَ عليه يومَ القِيامَةِ" (١).

رواه البخاري ومسلم.

٣٥٢١ - (٣) [صحيح موقوف] وعن النعمانِ بْن بشيرٍ رضيَ الله عنهما قال:

أُغْمِيَ على عبدِ الله بن رَواحةَ فجعَلَتْ أخْتُه تَبْكي: واجبَلاهُ! واكذا! واكذا! تُعدِّدُ عليه، فقال حين أفاقَ: ما قُلتِ شيئاً إلا قيلَ لي: أنتَ كذلك؟!

رواه البخاري. وزاد في رواية:

فلمَّا مات لم تَبْكِ عليهِ. (٢)

٣٥٢٢ - (٤) [حسن لغيره] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"ما من مَيِّتٍ يموتُ فيقومُ باكيهِمْ فيقولُ: واجَبَلاهُ! واسَيِّداهُ! أو نَحْوَ


(١) فيه إشعار بأن العذاب المذكور هو في يوم القيامة، فتفسيره بألم الميت في قبره مع أنه يستلزم علمه بنوح أهله عليه، فهذا مع كونه مما لا دليل عليه، فإنه لا يساعد عليه القيد المذكور (يوم القيامة). فتنبه لهذا ولا تكن للرجال مقلداً، فالحق أن العذاب فيه وفي غيره على ظاهره، إلا أنه مقيد بمن لم ينكر ذلك في حياته، توفيقاً بينه وبين قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
(٢) أي: بعد هذه القصة، فإنه مات شهيداً في غزوة مؤتة كما هو معروف في كتب الحديث والسيرة.ذلك، إلا وُكِّلَ به ملَكانِ يَلْهَزانِه: أهكذا أنْتَ؟! ".

رواه ابن ماجه، والترمذي واللفظ له، وقال:

"حديث حسن غريب".

(اللَّهز): هو الدفع بجميع اليد في الصدر.

٣٥٢٣ - (٥) [حسن لغيره] وعنه عن النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنَّ الميِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكاءِ الحيِّ، إذا قالَتْ: واعَضُداهُ! وامانِعَاهُ! واناصِراهُ! واكاسِيَاهُ! جُبِذَ الميتُ فقيلَ: أناصِرُها أنْتَ؟! أكاسِيها أنْتَ؟! ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

٣٥٢٤ - (٦) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"اثْنَتان في الناسِ هُما بِهمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ، والنِّياحَةُ على الميِّتِ".

رواه مسلم.

٣٥٢٥ - (٧) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ثلاثَةٌ مِنَ الكُفْرِ بالله: شَقُّ الجيْبِ، والنِّياحَة، والطَّعْنُ في النَّسبِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

وفي رواية لابن حبان:

"ثلاثَةٌ هِيَ الكُفْرُ".

وفي أخرى:

"ثَلاثٌ مِنْ عمَلِ الجاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُهُنَّ أهْلُ الإسْلامِ" فذكر الحديث.

(الجيب): هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في القميص ونحوه.

[حسن] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما افْتَتَحَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكةَ، رنَّ إبليسُ رنَّةً اجتمعتْ إليه جنوده.

فقال: ايأَسوا أن تَرُدُّوا أمة محمدٍ على الشركِ بعدَ يومِكم هذا، ولكنِ افتنوهم في دينهم، وأفشوا فيهم النّوح.

رواه أحمد بإسناد حسن. (١)

٣٥٢٧ - (٩) [حسن] وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمارٌ عند نعمة، ورنَّةٌ عند مصيبةٍ".

رواه البزار، ورواته ثقات.

٣٥٢٨ - (١٠) [صحيح] وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"أربَعٌ في أُمَّتي مِنْ أمْرِ الجاهِلِيَّةِ لا يتْركونَهُنَّ (٢): الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأَنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجومِ، والنِّياحَةُ".

-وقال:-

النائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ موتِها؛ تُقامُ يَوْمَ القِيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِنْ قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِنْ جَربٍ".

رواه مسلم.


(١) كذا قال! وليس هو في "مسند أحمد"، وإنما هو في "المعجم الكبير"، وكذا أبو يعلى في "المسند الكبير"، والضياء في "المختارة"، وهو مخرج في "الصحيحة" (٣٤١٧).
(٢) وكذا في "صحيح مسلم" (٩٣٤)، وهو الصواب، وفي نقل الناجي (٢٢٢/ ١): (لا يتركوهن)، وقال: "كذا في النسخ، وإنما لفظ الحديث والصواب: (يتركوهن) وهو ظاهر"! كذا قال، وهو غير ظاهر، لأنه إن أراد (لا النافية) فهو خطأ محض لا يخفى على مثله، وإن أراد أنها (لا الناهية) التي تستلزم حذف نون الرفع؛ فهو خطأ أيضاً، لأن المراد الإخبار وليس النهي وإن كان المراد به النهي ضمناً، فلعل في عبارته شيئاً من السقط، أو ما لم أفهمه. ثم بدا لي أن عبارته على ظاهرها، يعني بحذف لا إطلاقاً، بتقدير: يجب أن يتركوهن. والله أعلم.

صحيح الترغيب والترهيب،ج3،ص:379إلى381.


Loading...