باب ذكر إرادة العلو والفساد وقول الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
١٦ - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» أخرجاه.
١٧ - وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به.»
ــ
(١٦) رواه البخاري الإيمان ١ / ٥٦ رقم ١٣ ومسلم الإيمان ١ / ٦٧ رقم ٤٥.
معنى لا يؤمن: أي إيمانا كاملا، والمحبة إرادة ما تعتقده خيرا.
قال النووي المحبة الميل إلى ما يوافق المحب، والمراد هنا الميل الاختياري دون القهري ومن ذلك أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من السوء ولم يذكره لأن حبه الشيء مستلزم بغض نقيضه وذلك ليكون المؤمنون كنفس واحدة، ومن زعم أن هذا من الصعب الممتنع غفل عن المعنى، والمراد هو أن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها، وعماد ذلك وأساسه السلامة من الأدواء القلبية كالحسد. .
(١٧) رواه ابن أبي عاصم في السنة ١ / ١٢ رقم ١٥ والخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٣٦٩ والبغوي في شرح السنة ١ / ٢١٢.
وفي إسناده نعيم بن حماد وهو ضعيف، والانقطاع ما بين عقبة بن أوس وعبد الله بن عمرو.
وهناك أحاديث صحيحة في معنى هذا الحديث وهو «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» ، رواه أحمد والنسائي وغيرهما.
ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم إرادة طاعته وترك مخالفته، وهو من واجبات الإسلام.
والحديث من جوامع الكلم لأنه جمع فيه أصناف المحبة الثلاث محبة الإجلال وهي محبة الأصل، ومحبة الشفقة، وهي محبة الولد، ومحبة المجانسة وهي محبة الناس أجمعين..