" ٢١ " باب ما جاء في الكذب وقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} وقوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} وقوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}
٤٥ - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعا:«إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» أخرجاه.
ــ
(٤٥) رواه البخاري الأدب ١٠ / ٥٠٧ رقم ٦٠٩٤ ومسلم البر والصلة ٤ / ٢٠١٢ رقم ٢٦٠٧.
ومعنى يهدي من الهداية وهي الدلالة الموصلة إلى المطلوب.
صديقا: المراد أنه يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق.
الفجور: أصل الفجر الشق فالفجور شق ستر الديانة، ويطلق على الميل إلى الفساد وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه، فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فيعرف به.
وفي الموطأ عنه «لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، فينكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين» .
٤٧ - وفيه «عن صفوان بن سليم قال قيل، لرسول الله أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم. قيل أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم. قيل أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا» .
٤٨ - وللترمذي وحسنه عن ابن عمر «إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا (من نتن ما جاء به) » (١) .
ــ
(٤٦) رواه مالك في الموطأ بلاغا كتاب الكلام ٢ / ٩٩٠ رقم ١٨ موقوفا على ابن مسعود.
(٤٧) رواه مالك في الموطأ كتاب الكلام ٢ / ٩٩٠ رقم ١٩ وإسناده مرسل.
قال ابن عبد البر لا أحفظه مسندا من وجه ثابت.
(٤٨) رواه الترمذي البر والصلة ٤ / ٣٠٧ رقم ١٩٧٢ وفي إسناده عبد الرحيم بن هارون وهو ضعيف.
(١) ما بين قوسين زيادة من جامع الترمذي لعلها سقط من الناسخ.