" ٢٣ " باب ما جاء في زعموا وقول الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}
٥١ - عن أبي مسعود أو حذيفة - رضي الله عنهما - مرفوعا «بئس مطية الرجل زعموا» رواه أبو داود بسند صحيح.
ــ
(٥١) رواه أبو داود الأدب ٤ / ٢٩٤ رقم ٤٩٧٢ وأحمد ٥ / ٤٠١ عن أبي قلابة قال: قال أبو مسعود لأبي عبد الله أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زعموا. .
ثم قال أبو داود وأبو عبد الله هو حذيفة.
ورواه أحمد في المسند ٤ / ١١٩ عن أبي مسعود الأنصاري قال قيل له ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا. .
الزعم: القول في الحق والباطل وأكثر ما يقال فيما يشك فيه.
المطية: المركوب.
ومعنى الحديث أسوأ عادة للرجل أن يتخذ لفظ زعموا مركبا إلى مقاصده فيخبر عن أمر تقليدا من غير تثبت، فيخطئ ويجرب عليه الكذب. أو يجعل المتكلم مقدمة كلامة والمقصود إن الإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح، بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان.
(٥٢) رواه مسلم في المقدمة ١ / ١٠١ رقم ٥ وأبو داود الأدب ٤ / ٢٩٨ رقم ٤٩٩٢.
أي لو لم يكن للرجل كذب إلا تحدثه بكل ما سمع من غير مبالاة أنه صادق أو كاذب كفاه من جهة الكذب لأن جميع ما سمعه لا يكون صدقا، وفيه زجر عن الحديث بشيء لا يعلم صدقه.