" ٣٠ " باب ذكر الرضا بالمعصية روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر.
٦٥ - ولمسلم عنه قال:«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» .
ــ
(٦٥) رواه مسلم الإيمان ١ / ٦٩ - ٧٠ رقم ٥٠ والحواريون هم خلصاء الأنبياء وأصفياؤهم والخلصاء الذين نقوا من كل عيب وقيل هم أنصارهم.وله عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها مرفوعا«إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع»أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه.
وفي رواية غير الصحيح بعد وتابع «فأولئك هم الهالكون» .
ــ
(٦٦) رواه مسلم الإمارة ١ / ١٤٨١ رقم ١٨٥٥ وانظر تخريجه منفصلا في حاشية مسند أبي يعلى ١٢ / ٤١٤ رقم ٦٩٨٠.
أي تعرفون بعض أفعالهم وتنكرون بعضها أي أن أفعالهم يكون بعضها حسنا وبعضها قبيحا.
فمن أنكر: أي من قدر أن ينكر بلسانه عليهم قبائح أفعالهم.
فقد برئ: أي من المداهنة والنفاق.
ومن كره: أي ولم يقدر على ذلك ولكن أنكر بقلبه وكره ذلك.
فقد سلم: أي من مشاركتهم في الوزر والإثم.
ولكن من رضي: أي بفعلهم.
وتابع: أي تابعهم في العمل فهو الذي شاركهم في العصيان.