باب الحسد وقول الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية: [النساء: ٥٤] .
٨٧ - عن أنس رضي الله تعالى عنه مرفوعا «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» .
٨٨ - وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا:«إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب» رواه أبو داود.
الحسد هو كراهية النعمة عن المحسود، وحب زوالها عن المنعم عليه.
فيغتم الحاسد بنعمة إن أصابها غيره، ويسر بمصيبة أن نزلت به وهذا من فعل المنافقين.
قال بعض السلف أول خطيئة هي الحسد حسد إبليس آدم عليه السلام على رتبته فأبى أن يسجد له فحمله على الحسد والمعصية.
ــ
(٨٧) رواه البخاري الإيمان ١ / ٥٦ رقم ١٣ ومسلم الإيمان ١ / ٦٧ رقم ٤٥.
لا يؤمن: أي من يدعي الإيمان والمراد بالنفي كمال الإيمان ونفي اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلامهم كقولهم فلان ليس بإنسان.
والمراد من الحديث أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له لا عينه سواء كان في الأمور المحسوسة أو المعنوية وليس المراد أن يحصل لأخيه ما حصل له مع سلبه عنه ولا مع بقائه بعينه له.
ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه فترك التنصيص عليه اكتفاء.
(٨٨) رواه أبو داود الأدب ٤ / ٢٧٦ رقم ٤٩٠٣ وعبد بن حميد كما في المنتخب ١٥٣ - ١٥٤ والبخاري في التاريخ الكبير ١ / ٢٧٢.
وإسناده ضعيف في رجل مجهول، وله شاهد ضعيف جدا، رواه ابن ماجه الزهد ٢ / ١٤٠٨ رقم ٤٢١٠ وأبو يعلى ٦ / ٣٣٠ رقم ٣٦٥٦ في إسناده عيسى بن ميسرة متروك الحديث. وذكره الشيخ ناصر في السلسلة الضعيفة رقم ١٩٠١، ١٩٠٢.