" ٩٧ " باب إغضاب الزوج وقول الله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} الآية [النساء: ٣٤] .
٢٠٥ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها» - وفي رواية - «إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح» أخرجاه.
ــ
(٢٠٥) رواه البخاري النكاح ٩ / ٢٩٣ رقم ٥١٩٣ ومسلم ٢ / ١٠٥٩ رقم ١٤٣٦ لفظ ساخطا عليها في مسلم فقط.
الفراش: كناية عن الجماع، قال الحافظ ٩ / ١٩٤.
وظاهر الحديث اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ذلك ليلا لقوله حتى تصبح، وكان السر تأكيد ذلك الشأن في الليل وقوة الباعث عليه ولا يلزم من ذلك أنه يجوز الامتناع في النهار، وإنما خص الليل بالذكر لأنه المظنة لذلك.
وقال الحافظ: والحديث فيه دليل على أن الملائكة تدعو على أهل المعصية ما داموا فيها، وذلك يدل على أنهم يدعون لأهل الطاعة ما داموا فيها، وفيه الإرشاد إلى مساعدة الزوج وطلب مرضاته، وفيه أن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر المرأة، وفيه أن أقوى التشويشات على الرجل داعية النكاح ولذلك حض الشارع النساء على مساعدة الرجال في ذلك.
وعنه مرفوعا «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» صححه الترمذي.ــ
(٢٠٦) رواه الترمذي الرضاع ٣ / ٤٦٥ رقم ١١٥٩ وابن حبان ٩ / ٤٧٠ رقم ٤١٦٢ والبيهقي ٧ / ٢٩١ والحاكم ٤ / ١٧١ وقال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد.
وللحديث شواهد عن أنس رواه أحمد ٣ / ٥٨ وعن معاذ رواه أحمد ٥ / ٢٢٧ وعائشة رواه أحمد ٦ / ٧٦ وغيره.
انظر الإرواء رقم ١٩٩٨ فقد ذكر الشيخ ناصر شواهده بالتفصيل.
وسبب هذا السجود لكثرة حقوقه عليها وعجزها عن القيام بشكرها، وفي هذا غاية المبالغة لوجوب طاعة المرأة في حق زوجها فإن السجدة لا تحل لغير الله.