تحريف أدلة الكتاب بعد معرفتها لتوافق أهواءهم

تحريف أدلة الكتاب بعد معرفتها لتوافق أهواءهم

اللفظ / العبارة' تحريف أدلة الكتاب بعد معرفتها لتوافق أهواءهم
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

تحريف أدلة الكتاب بعد معرفتها لتوافق أهواءهم

المسألة السادسة والعشرون

[تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون]

الشرح

من شأن اليهود والنصارى: تحريف كتاب الله، التوارة والإنجيل، من بعد ما عقلوه، تعلموه وفهموه، حرفوه بزيادة أو نقصان، أو تفسير بغير المعنى الصحيح، من أجل أن توافق أهواءهم، وهذه مصيبة لا يزال المسلمون يعانون منها، وأول ما كانت عند أهل الكتاب من أهل الأهواء والرغبات والشهوات، إذا لم يقدروا على تكذيب النص وجحوده، سطوا عليه بالتحريف والتأويل والتفسير بغير معناه.

ولا يزال المسلمون يعانون من هذه الآفة من أهل الأهواء والفرق الضالة وأصحاب الشهوات. إذا قيل لهم: الربا حرام، قالوا: المراد بالربا كذا، يفسرون الربا على حسب هواهم، والآن موجود لهم كتب وكتابات وفتاوى تبيح الربا.

وإذا قيل: هذا حرّمه الله ورسوله، قالوا: ليس هذا هو الربا الذي حرمه الله ورسوله؟ الربا الذي حرمه الله ورسوله هو ربا الجاهلية، زيادة الذين عن المعسر فقط، وأما ربا الفضل فهم يكنزونه. أو يقولون الربا المحرم هو الربا الاستهلاكي أما الربا الاستثماري فهو مباح.

وقد صح في الأحاديث في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تحريم ربا الفضل، في الصحيحين: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، سواء بسواء، يداً بيد" ١ هذا ربا الفضل، وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧] . وربا الفضل داخل في عموم قوله تعالى: {وَحَرَّمَ الرِّبا} .

فلما كان في اليهود من يحرّف التوراة، وكان في النصارى من يحرف الإنجيل، وجد في هذه الأمة من يحرّف القرآن والسنة، من أجل إباحة ما هو عليه أ, عليه غيره. والواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة.

ومن تحريف اليهود: أن الله لما قال لهم: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: ٥٨] . حط عنا ذنوبنا واغفر لنا، حرفوا وقالوا: حبة من حنطة، زادوا حرف النون.

والمؤولة لصفات الله، لما قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] قالوا: معناه: استولى. فزادوا اللام من جنس نون اليهود.

هذا تحريف بالزيادة، وهناك تحريف بالنقص، وتحريف في المعنى، وهو تفسير القرآن بغير تفسيره الصحيح، وتفسير الأحاديث بغير تفسيرها الصحيح، هذا كله من تحريف الكلم عن مواضعه.

كتاب شرح مسائل الجاهلية،ص:114إلى116.




١ أخرجه البخاري رقم ٢١٣٤، ٢١٧٤، ومسلم رقم ١٥٨٤، ١٥٨٧. واللفظ له.





Loading...