النقائص ضد الكمالات، ونسبة النقائص إلى الله سبحانه وتعالى هضم لربوبيته، وذلك كنسبة الولد إليه؛ لأن الوالد يحتاج إلى الولد وهو يشبهه، فاليهود قالوا: عزير ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله، ومشركو العرب قالوا: الملائكة بنات الله، مع أن النصارى ينزهون أحبارهم عن الأولاد والزوجات؛ لأن هذا نقص في حقهم، فهم لا ينزهون الله عما ينزهون عنه رهبانهم! كذلك العرب كانوا يكرهون البنات، وينسبونها إلى الله، فينسبون إلى الله ما يكرهونه لأنفسهم، ويعتبرونه عيباً ونقصاً {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ}[النحل:٥٧] .
ومما يذكر أن عالماً من علماء المسلمين ذهب برسالة إلى أحد ملوك الروم، فلما دخل عليه قال له: كيف الزوجة والأولاد؟ فغضب الحاضرون؛ كيف يصف رئيسهم بأن له زوجة وأولاد؟! فقال لهم رحمه الله: أنتم تنزهون رئيسكم عن الزوجة والولد، وتنسبونهما إلى الله عز وجل؟! ولا تنزهونه فبذلك أفحمهم، وخصمهم بهذا، وأخجلهم غاية الخجل.