التعصب الممقوت للشيء هو: التمسك به، مع العلم ببطلانه.
ومن مسائل أهل الجاهلية: التعصب للمذهب الباطل، ولهذا قالت اليهود:{وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}[آل عمران: ٧٣] وفي الآية الأخرى: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}[البقرة: ٩١] أي على أنبيائنا فقط، والواجب أن يؤمنوا بما أنزل الله على أنبيائهم، وعلى غيرهم من الأنبياء، مع أنهم لا يؤمنون بما أنزل على أنبيائهم، ولهذا قال:{فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ}[البقرة: ٩١] أي: هل فيما أنزل الله عليكم قتل الأنبياء الذي تفعلونه؟
ومن ذلك: تعصّب أتباع المذاهب لمذاهبهم من غير دليل، فالواجب على المسلمين عموماً – وعلى طلبة العلم – أن يتبعوا الحق، سواء كان في مذهبهم، وفي مذهب غيرهم، فنحن لا نأخذ المذهب بكل ما فيه من إصابة وخطأ، بل نأخذ الصواب ونترك الخطأ، فإذا كنت حنبلياً ورأيت الصواب في مسألة من المسائل مع المالكي، أو مع الحنفي، أو مع الشافعي، خذ بقول المالكي أو الشافعي أو الحنفي، وإن كان خلاف مذهبك؛ لأن هدفك الحق، والعبرة بما قام عليه الدليل، هذا هو الواجب، هذا إن كنت من أهل العلم، أما إذا كنت لست من أهل العلم. فعليك أن تسأل أهل العلم الموثوقين، فما أفتوك به أخذت به، هذا هو طريق الصواب، أما التعصب للمذهب، سواء كان حقاً أو باطلاً، فهذا من أمور الجاهلية، كما ذكر الله عن اليهود.