من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم؛ كفر إجماعًا.
اللفظ / العبارة'
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم؛ كفر إجماعًا.
متعلق اللفظ
مسائل عقدية.
الحكم الشرعي
شرك أكبر
القسم
المناهي العملية
Content
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم؛ كفر إجماعًا.
وهذا في الحقيقة هو نوع من الشرك، فهو عند التحرير داخل في الأول، فالذي يدعو الموتى والغائبين، ويستغيث بهم في الرخاء والشدة ويتوكل عليهم في حوائجه، أو في نصره على الأعداء، أو في مغفرة ذنوبه، أو في نجاته من النار، أو في شفاء مريضه، أو في نجاته من كربته؛ زاعمًا أنه يفعل ذلك طلبًا لشفاعتهم، فإن هذا هو ما كان عليه المشركون؛ كما قال ﷾: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّهِ﴾ [يونس: ١٨]، وقال ﷾: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]؛ فهم إما أن يعبدوا الصالحين مباشرة، أو ما ينصبونه من تماثيل ترمز إليهم.
فمن تقرب إليهم معتقدًا أنهم ينفعون أو يضرون، وأنهم يدبرون هذا العالم ويتصرفون في هذا الوجود؛ فقد جمع بين نوعي الشرك في الربوبية والإلهية.
الشرك في الربوبية باعتقاد أنهم يدبرون أمر هذا العالم، وأنهم يملكون النصر على الأعداء، ومغفرة الذنوب، والنجاة من النار، وترتب على ذلك الشرك في العبادة بالذبح لهم، والصلاة لهم، والتقرب إليهم بأنواع القربات.
والناقض الثاني الذي ذكره الشيخ وهو «من جعل بينه وبين الله وسائط» إلخ. من جنس ما كان عليه المشركون الأولون، ولا شك أن هذا النوع أهون ممن يعبد ما يعبده معتقدًا أنه ينفع ويضر، فيجمع بين الشركين، والله تعالى لم يجعل بينه وبين عباده واسطة في العبادة؛ بل أمر بأن يتوجهوا إليه بالعبادة وحده لا شريك له، لكنَّه جعل بينه وبين عباده واسطة في تبليغ شرعه وهم الرسل، فالرسل وسائط بين الله وبين عباده، فلا طريق للعباد إلى معرفة ربهم ومعرفة دينه وشرعه إلا طريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فهم وسائط في تبليغ شرع الله، فهذه الواسطة حق، ومن اعتقد أنه يستغني عن وساطة الرسل في معرفة الله، ومعرفة دينه وما يقرب إليه؛ فهو كافر، والله أعلم.