من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر.
اللفظ / العبارة'
من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر.
متعلق اللفظ
مسائل عقدية.
الحكم الشرعي
كفر أكبر
القسم
المناهي العملية
Content
من النواقض: «من لم يكفر المشركين» الذين يعبدون مع الله غيره، فيعبدون الأحجار والأشجار، أوالموتى، أو البقر، أو الصليب، أو المسيح وأمه؛ كما قال ﷾: ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ﴾ [المائدة: ١١٦]، وقال ﷾: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١٧]؛ فمن لم يكفر هؤلاء، فهو كافر. كمن يقول: إن اليهود والنصارى على دين صحيح، وهناك من الطوائف من يقول: إن عُبَّاد الأصنام على حق، وإن دينهم صحيح!! فمن لم يكفر من كفره الله ورسوله؛ كفر.
وقوله:«أو شك في كفرهم» كفر؛ لأن الشك في الحق كالتكذيب به، كأن يقول: والله لا ندري اليهود والنصارى على حق أم لا! أو يقول: لكلٍ أن يتدين بالدين الذي يناسبه.
وقوله:«أو صحح مذهبهم»، كأن يقول: إنهم على دين صحيح، وأن الطرق إلى الله تنوعت؛ فكما أن المسلمين على دين صحيح فهم كذلك، أو قال: إنه دين صحيح في نظرهم، كما أن دين الإسلام صحيح في نظر المسلمين. فقائل هذا يجب أن يبين له أن كلامه باطل وأنه لم يفهم في الحقيقة أحقية الإسلام، الذي هو دين الله في الواقع، وفي نفس الأمر ليس في نظرنا فقط؛ لأن مفهوم كلمة في«نظر المسلمين»؛ يعني:أنه حق في نظرنا، لكن الشيء إذا كان في نظرك حق قد يكون في نفس الأمر باطلًا، والإسلام ليس كذلك؛ بل هو دين الله الحق في الواقع، وفي نفس الأمر وفي نظر المسلمين - ولله الحمد -؛ بل وفي نظر كثير من الكفار الذين يعرفون الأمور، كما تقدم أنهم يعرفونه(١)، ولكن يمنعهم من الدخول في الإسلام الكبر والتعصب والتقليد.
وهناك دعوة معاصرة باطلة تعرف بالدعوة إلى وحدة الأديان الثلاثة:(الإسلام واليهودية والنصرانية) وتقول: إن الكل دين صحيح، وأن الإنسان لا ضير عليه أن يتدين باليهودية أوالنصرانية أوالإسلام.
وهذه دعوة باطلة تتضمن الكفر، ومن يعتقدها فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ورسوله؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١٧]، ويقول: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ [المائدة: ٧٣]، وقال تعالى في اليهود: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُون (٦١)﴾ [البقرة] وقال ﷾: ﴿فَلَمَّا جَاءهُم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِين (٨٩)﴾ [البقرة] وهذا شامل لأولهم وآخرهم.
وهذه الدعوة تتضمن أن رسالة محمد ﷺ ليست عامة للبشرية، بل - كما يقول بعض النصارى -: إنه رسول الله إلى العرب، والله ﷾ يقول:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين(٨٥)﴾[آل عمران]؛ فكل من لم يؤمن برسالة محمدﷺ، وتديَّن بدين غير الإسلام؛ فهو كافر، فلابد من التيقظ لهذه الدعوة، وعدم الاغترار بها؛ فالدين الحق هو دين الإسلام، نعم الرسل كلهم كان دينهم الإسلام، والذين كانوا متبعين لموسى﵇ومتبعين لعيسى﵇كانوا مسلمين، لكن الذين حرَّفوا وانحرفوا من أهل هاتين الملتين، وارتكبوا أنواعًا من الكفر؛ كفروا بعملهم هذا، كما كفروا بعدم اتباعهم لمحمدﷺ.
فالنصارى كفروا بعبادتهم للمسيح وأمه، وزعمهم أنه الله أو ابن الله، وكفروا ثانيًا بتكذيب محمد ﷺ، ولو كانوا مستقيمين على دينهم الأول، ثم لم يؤمنوا بمحمد ﷺ كانوا كفارًا، ومن مات منهم على ذلك فهو في النار، كما صح بذلك الحديث عن النبي ﷺ أنه قال:«والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار»(١).
ونلاحظ أن الناقض الأول والثاني يتعلقان بشهادة أن لا إله إلا الله، فهما يناقضان شهادة أن لا إله إلا الله. أما الثالث، فهو يناقض الشهادتين.