التصدير والتوريد

التصدير والتوريد

اللفظ / العبارة' التصدير والتوريد
متعلق اللفظ مسائل لغوية
الحكم الشرعي خطأ
القسم المناهي اللفظية
Content

 ومن الأخطاء الشائعة الذائعة استعمالهم لفظ التصدير فيما تخرجه البلاد من البضائع ليباع في خارجها فيقولون مثلًا: المغرب يصدر الفوسفاط والحوامض والسردين، فدعنا نبحث في صحة هذا التعبير قال في اللسان: وصدر كتابه جعل له صدرًا، وصدره في المجلس فتصدر اهـ. والصواب في هذا أن يعبر بالإصدار.

ثم قال صاحب اللسان: وقد أصدر غيره وصدره، والأول أعلى. وفي التنزيل العزيز: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ}.

قال ابن سيدة: فإما أن يكون هذا على نية التعدي، كأنه قال: حتى يصدر الرعاء إبلهم، ثم حذف المفعول. وإما أن يكون يصدرها هنا غير متعد لفظا ولا معنى، لأنهم قالوا: صدرت عن الماء: فلم يعدوه. اهـ

وقال البيضاوي في قوله تعالى في سورة القصص (٢٣) {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} تصرف الرعاة مواشيهم عن الماء حذرًا عن مزاحمة الرجال، وحذف المفعول، لأن الغرض هو بيان ما يدل على عفتهما، ويدعوه إلى السقي لهما ثمت دونه.

وقرأ أبو عمرو وابن عامر (يصدر) أي ينصرف. اهـ

أقول: قول البيضاوي: (تصرف الرعاة مواشيهم) يرجح الوجه الأول من الوجهين اللذين نقلهما صاحب اللسان عن ابن سيدة، وهو أن يصدر فعل متعد حذف مفعوله، لأن البلاغة تقتضي حذفه كما أشار إليها البيضاوي، لأن الغرض لا يتعلق به، وإنما المراد الدلالة على عفاف ابنتي شعيب وكراهيتهما للاختلاط بالرعاة.

وعلى قراءة يصدر الرعاء (بفتح الياء) لا يختلف المعنى، لأن الرعاء لا بد أن تكون معهم مواش، وإلا لم يكونوا رعاة، فالمواشي مفهومة من المقام، إذا قلنا: إن الفعل الثلاثي لازم، وهو الذي رجحه ابن سيدة.

ويؤيده قوله تعالى في سورة الزلزلة {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} قال البيضاوي في تفسيره: (يصدر الناس) من مخارجهم من القبور إلى الموقف. اهـ

حاصله: أن الصدر (بفتحتين) هو الرجوع من الماء بعد وروده لشرب أو سقي ماشية أو غير ذلك. ثم استعمل في كل خارج من شيء إلى شيء آخر. وفعله ثلاثي من باب نصر، وهو فعل لازم على الأصح، فإذا دخلت عليه الهمزة صار متعديًا يقال: أورد الماشية ثم أصدرها، أي صرفها عن الماء، ثم استعمل الإصدار في كل إخراج. فالصواب أن يقال مثلا: إن المملكة المغربية تصدر الفسفاط والحوامض والسردين (بضم التاء وإسكان الصاد).

وأما التوريد: فقال في اللسان، قال أبو حنيفة: الورد نور كل شجرة وزهر كل نبتة، واحدته وردة. قال: والورد ببلاد العرب كثير ريفية وبرية وجبلية.

ووَرُد الشجر: نَوَّرَ، ووردت الشجرة إذا خرج نورها.

ثم قال: وورد الثوب: جعله وردًا. ويقال: وردت المرأة خدها إذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة.

ثم قال: تقول: وردت الإبل والطير هذا الماء وردًا. ثم قال: ابن سيدة: وورد الماء وغيره وردًا وورودًا. وورد عليه: أشرف عليه، دخله أو لم يدخله قال زهير:

فلما وردن الماء زرقًا جمامة ... وضعن عصي الحاضر المتخيم.

كتاب تقويم اللسانين،ص:35ـ36.

Loading...