أما عن كذا وكذا، وهذا من التعابير المأخوذة من لغات المستعمرين،

أما عن كذا وكذا، وهذا من التعابير المأخوذة من لغات المستعمرين،

اللفظ / العبارة' أما عن كذا وكذا، وهذا من التعابير المأخوذة من لغات المستعمرين،
متعلق اللفظ مسائل لغوية
الحكم الشرعي لا يصح
القسم المناهي اللفظية
Content

 أما عن كذا وكذا، وهذا من التعابير المأخوذة من لغات المستعمرين، ولا تزال طرية يعرفها كل من يعرف اللغات الأجنبية واستعمارها للعربية، وطغيانها عليها، ومسخها لجمالها والصواب أن يقال أما ويأتي بالكلمة المقصورة مرفوعة، إن كانت عارية عن العوامل التي توجب نسبها نحو:

ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل

و(أما) إن كانت في متناول عامل ينصبها فيؤتى بها منصوبة كقوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} وأما إن كانت الكلمة جارّا ومجرورا فيؤتى بها بعد أما نحو {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} وأما هؤلاء الكتاب المخطئون فإنهم جعلوا كل كلمة تأتي بعد مجرورة بِعَن، مثلا أما عن فلان فقد فعل كذا وكذا فيقحمون (عن) بدون معنى لموافقة جهلة المترجمين، ولو سألت أحدهم لماذا عبرت بهذه العبارة، لقال لك سمعت كتابا مترجمين، وخطباء ومذيعين يعبرون بها، فهل يجوز أن يكون هؤلاء كلهم مخطئين؟ ولو سألت أولئك الكتاب والخطباء لما كان جوابهم أضل من جواب مقلدهم. وهذا مضرب المثل (تمسك غريق بغريق) أي أعمى يقود أعمى. وما المانع أن يكونوا مخطئين فهل هم معصومون؟ فالمعصوم من الخطأ عند علماء هذا الشأن هو القرآن وما صح من كلام العرب الخلص إلى آخر عهد بني أمية قبل أن يفشو اللحن والخطأ، وتختل اللغة، ويرجع كذلك إلى قواعد اللغة ومن نظر في كتاب الله وكلام العرب، يتبين له لأول وهلة جهل هؤلاء المركب، فإنهم يجهلون ويجهلون أنهم جاهلون وما أكثر هذا الجهل المركب في البلدان المتأخرة التي اختلط حابلها بنابلها والتبس حقها بباطلها.

كتاب تقويم اللسانين،ص:103ـ104.

Loading...