جمعهم المدير وهو الذي يدبر شؤون مصلحة من مصالح الدولة على مدراء
اللفظ / العبارة'
جمعهم المدير وهو الذي يدبر شؤون مصلحة من مصالح الدولة على مدراء
متعلق اللفظ
مسائل لغوية
الحكم الشرعي
لا يصح
القسم
المناهي اللفظية
Content
ومن الأخطاء الشائعة التي يأسف لها من كان عنده أدنى شيء من محبة اللغة العربية والغيرة عليها جمعهم المدير وهو الذي يدبر شؤون مصلحة من مصالح الدولة على مدراء توهما منهم أنه من باب فَعِيل بفتح الفاء وكسر العين، الذي يجمع على فُعَلاء بضم الفاء وفتح العين، كحكيم وحُكماء وكريم وكُرماء وبخيل وبُخلاء، وبينهما بون شاسع، لا يلتبس أحدهما بالآخر إلا على من ليس له من علم اللغة العربية أدنى نصيب، فإن المدير وزنه مفعل من أدار يدير الرباعي فالصواب جمعه جمع مذكر سالما على مديرين، كمقيم من أقام يجمع على مقيمين، قال الله تعالى في سورة الحج، وبعد قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[الحج: ٣٤، ٣٥] قال ابن مالك في الألفية: ولكريم وبخيل فعلا ... وناب عنه أفعلاء في المعل
كذا لما ضاهاهما قد جعلا ... لاما ومضعفا وغير ذلك قل
قال ابن عقيل في شرح هذين البيتين، من أمثلة جمع الكثرة فعلاء هو مقيس في فعيل بمعنى فاعل صفة لمذكر عاقل غير
مضاعف ولا معتل نحو ظريف وظرفاء وكريم وكرماء وبخيل وبخلاء وأشار بقوله كذا لما ضاهاهما إلى ما شابه فعيلا في كونه دالا على معنى وهو كالغريزة يجمع على فعلاء، نحو عاقل وعقلاء وصالح وصلحاء وشاعر وشعراء وينوب عن فعلاء في المضاعف والمعتل أفعلاء نحو شديد وأشداء وولي وأولياء وقد يجيء أفعلاء جمعا لغير ما ذكر نحو نصيب وأنصباء وهين وأهوناء، والقياس نصباء وهوناء.
توضيح لكلام ابن عقيل:
رب قائل يقول إن كلام ابن عقيل واضح لا يحتاج إلى توضيح، وتوضيح الواضحات من الفاضحات، فأقول على رسلك إني أحب أن يستفيد من هذه المقالات، القراء كلهم أو أكثرهم وأنا أعلم أن فيهم ضعفاء يصعب عليهم أن يفهموا كلام ابن عقيل فهما تاما ولذلك يدرس في الجامعات والمعاهد ولو كانت قراءته تكفى ما احتاج الطلبة إلى مدرسين يوضحونه لهم، فأقول في توضيحه فيه مسائل:
الأولى: - إن هذا الجمع وهو فعلاء وأخوه أفعلاء من جموع الكثرة وقد تقدم ذكر جموع القلة في هذا الباب من كلام ابن مالك وشرحه لابن عقيل وهي أربعة.
الثانية: قوله كل فعيل بمعنى فاعل احترز به من فعيل بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح وكحيل بمعنى مكحول وكسير بمعنى مكسور فقد تقدم ذكر جمعها فبخيل إذا وصف به شخص فهو فاعل البخل وهو المتصف به وكريم وهو فاعل الكرم المتصف به وهكذا يقال في ظريف وشريف وعظيم وما أشبه ذلك.
الثالث: احترز بقوله (صفة) من فعيل اسما كقضيب فلا يجمع على فعلاء واحترز بقوله(مذكر)من مؤنث كشريفة المؤنث فإنه يجمع على شرائف وشريفات، واحتزر بقوله، عاقل من فعيل صفة لغير العاقل كمكان فسيح أي متسع فلا يجمع على فعلاء بل يجمع على فسح، بضمتين، واحتزر بقوله، بمعنى فاعل من فعيل بمعنى مفعول كقتيل، وقد تقدمت الإشارة إليه. واحتزر بقوله غير مضاعف من المضاعف كشديد وخليل فإنهما يجمعان على أفعلاء كما سيأتي قريبا، واحتزر بقوله غير معتل اللام من معتل الآخر كولي وصفي فإنهما يجمعان على أفعلاء.
الرابعة: إن ما شابه فعيلا المذكور في معناه وإن خالفه في لفظه يجمع كذلك على فعلاء إذا كان دالا على معنى هو كالغريزة أي لازم لمن اتصف به لا ينفك عنه كعاقل وعقلاء وصالح وصلحاء وما أشبه ذلك فعاقل وصالح يشبهان بخيلا وكريما في المعنى لأنهما يدلان على صفة لازمة للموصوف بخلاف آكل وضارب فإنهما صفتان لا تلازمان الموصوف وإنما يتصف بهما في بعض الأحيان.
الخامسة: إذا كان فعيل مضاعفا، أعني أن عينه ولامه حرف واحد متكرر كشديد وجليل فإنه ينوب عن فعلاء أخوه أفعلاء فتقول أخلاء وأشداء وأجلاء، وكذلك إذا كان معتل اللام كولي وغني وسخي فإنه يجمع على أفعلاء كأولياء وأغنياء وأسخياء.
السادس: جاء جمع فعيل على أفعلاء لغير ما ذكر بقلة فيما لم توجد فيه الشروط المتقدمة كنصيب وأنصباء فإن نصيباً اسم وليس بصفة وهين وأهوناء فإنه ليس فعيلا وهو صفة ليست خاصة بالعقلاء.