الفخر والتكبر والعجب فهذه معاصٍ يتصف بها بعض الناس فتوقعه في الترفع
اللفظ / العبارة'
الفخر والتكبر والعجب فهذه معاصٍ يتصف بها بعض الناس فتوقعه في الترفع
متعلق اللفظ
مسائل فقهية
الحكم الشرعي
لا يجوز
القسم
المناهي العملية
Content
أما الفخر والتكبر والعجب فهذه معاصٍ يتصف بها بعض الناس فتوقعه في الترفع، فالفخر محرم، وهو فعل من أفعال الجاهلية، ورد في الحديث قوله:(إن الله حرم عليكم عُبية الجاهلية وفخرها بالأباء) ، كانوا يتفاخرون بأفعال الأباء، يقول أحدهم: آباؤنا الذين فعلوا، وآباؤنا الذين قتلوا وسلبوا وصبروا.
فيفتخرون بمآثر آبائهم مع أن آبائهم قد ماتوا وصاروا إلى ما صاروا إليه.
كذلك أيضاً في الإسلام لا يفتخر الإنسان بأفعال من سبقه، حتى يقول بعضهم: إذا افتخرت بآباء لهم شرف قلنا صدقت ولكن بئس ما ولد أي أنك لا ينفعك إلا أن تعتز بأفعالك أنت لا بأفعال من سبقك، مع أن الإنسان عليه أن يتواضع، وأن يتذلل، وأن يصغر نفسه، وأن لا يفتخر على الناس.
والتكبر قريب من الافتخار، وهو الإعجاب بالنفس والترفع عن الناس واحتقار الآخرين وازدراؤهم، وقد فسره الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:(الكبر بطر الحق وغمط الناس) ، (بطر الحق) يعني: رده (غمط الناس) يعني: احتقارهم.
بأن يرى الناس كأنهم صغار بالنسبة إليه، ويرى نفسه أرفع منهم رتبة وأعلى منهم منزلةً، ويفرض عليهم -مثلاً- أن يقوموا له وهو جالس، وأن يحترموه ويقدروه ويوقروه ولو لم يكن أهلاً، ويسخط على من لم يفعل ذلك، ويفرض نفسه أكبر من غيره، ولا شك أنه يتكبر على الله، والمتكبر يتكبر على الله تعالى، لذا نقول للمتكبر: تذكر عظمة الله تعالى وتذكر حقارة الإنسان.
ذكروا أن بعض المتكبرين حضر عند أحد العلماء الذين في مجلس يذكر فيه ويعظ، وقد عرفه ذلك العالم، فقال له ذلك المتكبر: وحيك أما تحترمني؟ أما تعرف من أنا؟ فقال: نعم أعرفك، أنت الذي أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفه قذرة، وحشوك بين ذلك بول وعذرة.
يعني: لا ترفع نفسك فإن هذه صفتك، هذا مبدؤك وهذا منتهاك، فكيف تتكبر؟! أما العجب فالمراد به الإعجاب بالنفس، وذلك بأن تعجبه أفعاله، فعند ذلك يرى أن هذا الإعجاب سبب في نجاته وفلاحه وفوزه، ولا يجوز للإنسان أن يعجب بنفسه، بل عليه أن يحقر نفسه ولو بلغ ما بلغ، ولو كان عالماً جليلاً، أو عابداً كبيراً، بل يتصاغر ويتواضع ويتذلل لله تعالى، ولا تعجبه أعماله ولا يفتخر بها، ولا يقول: أنا الذي عملت كذا وكذا.
فيمدح نفسه بصلاته وبتهجده وبقراءته، فيكون إعجابه هذا سبباً في إحباط أعماله.