يستدل من ينكر علم الله بقوله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[محمد:٣١] الآية، فكيف نرد عليهم؟
الجواب
تفسر هذه الآية بأن المراد ظهور معلومات الله، قال الله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ}[البقرة:١٤٣] ، فالله تعالى عالم قبل أن يصرف الكعبة من يتبع الرسول ومن لا يتبعه، وكذلك هذه الآية، ولكن المراد: حتى يظهر من علم الله أنه يتبعه أو لا يتبعه.
فالله تعالى بكل شيء عليم، ولأجل ذلك يذكر في كثير من الآيات سعة علمه، كما في قوله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحديد:٢٢] .
يعني: إن علم ذلك على الله يسير، وقال تعالى:{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}[يونس:٦١] ، والآيات كثيرة.