فالندبة داعية إلى الفتنة والجزع، لأن المرائي والكلام يعمل في النفوس، فيهيج الرفأة حتى يرق الفؤاد فيجزع.
وربما كان في الندبة افتخار ومديح لا يستحقه الميت وهو لا يدري مقدمه على الله، فهو على غرور يتكلم.. ألا ترى إلى حديث أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر شاب قتل شهيدا، فقال قائل: هنيئا لك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وما يدريك؟ فعله كان يبخل بما لا ينقصه، ويتكلم فيما لا يعنيه) . فالندبة تزكية، وقد زجر الله عن التزكية للنفوس؛ والبراءة لها، والشهادة لها.