وأما قوله: ونهى أن يحول شيء من تخوم الأرض، قال: ومن فعل ذلك فعليه لعنة الله .
فالتخوم: الحدود فإذا حول أو غضب أو أخذ من أرض غيره، فقد روىعن رسول الله صلى الله عليه وسلم:) من ظلم شبرا من الأرض، فأخذه بغير حق، طوقه الله من سبع أرضين .
وذلك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، جعلها بساطا لعباده، وصير فيها معاشهم، ثم ملكهم على مقاديره؛ فمن تعدى حده الذي أذن له فيه، فأخذه من غير الوجه الذي أذن فيه، صار غاصبا لأرض الله. وهي أرض واحدة فتقت فجعلت سبعا، فالغاصب لها يطوق ذلك الذي غصبه من سبع أرضين، حتى يجىء بها يوم القيامة في عنقه.
ووجدنا ملك الأشياء كلها إنما أذن الله تعالى للعباد في تناولها من ستة اوجه للأغنياء، ومن ثمانية أوجه للفقراء: من الغنيمة، والتجارة، والوصية، والهبة، والهدية، والميراث.. فهذه ستة للأغنياء، وللفقراء زيادة وجهين: من الصدقة، واللقطة. فما تناولوا من الدنيا من هذه السبل الثمانية أبيح لهم وسائر ذلك حرام.