وأما قوله:(ونهى عن التبتل) ، وقال: من لم ينكح فليس منا (.
فالتبتل عن النساء: رفض النكاح، وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا توالدو، فإني مكاثر بكم الأمم) . وهذه أمة محبوبة مرحومة، فيحب أن يكثروا.
قال: وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أحل الله حلالا أحبّ إليه مِن النكاحِ، وَمَا أَحَلَّ حَلالاً أَبغَضَ إِليه مِنَ الطَلاق) . حدثنا يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن حميد بن مالك اللخمي، عن مكحول، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا تبتل ذهب كله.
قال: وروى عن سعيد بن المسيب: ان النبيين عليهم السلام فضلوا بكثرة الجماع لما فيه من اللذة.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(أعطيت قوة أربعين رجلا في النكاح وأعطى المؤمن قوة عشرة) .
قال: وروى عنه: أنه شكا إلى جبريل عليه السلام قلة الجماع، فتبسم جبريل عليه السلام حتى تلألأ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثناياه، ثم قال: أين أنت من الهريسة؛ فإن فيها قوة أربعين رجلا. حدثنا بذلك عمر بن أبي عمر، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدثنا أرطأة بن المنذر السكوني، عن مكحول عن أبي هريرةن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو عبد الله رحمه الله: في التبتل انقطاع النسل، وفقد ما خص الله تعالى به هذه الأمة من شأن النكاح.. ألا ترى قوله:(فَاتوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم، وَقَّدِموا لأَنفُسِكُم) فروىعن عطاء أنه قال: التسمية عند النكاح. ثم قال:(وَاتَّقوا الله وَاغلَمُوا أَنَّكُم مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ) وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِن سُنَتي النكاح) .