معاشرة الأحداث والنظر إلى الغلمان

معاشرة الأحداث والنظر إلى الغلمان

اللفظ / العبارة' معاشرة الأحداث والنظر إلى الغلمان
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي بدعة
القسم المناهي العملية
Content

[معاشرة الأحداث والنظر إلى الغلمان]

من البدع المهلكة ومن ذلك معاشرة الأحداث. وقد كان السلف يبالغون في الإعراض عن المُرْد.. وصحبة الأحداث أقوى حبائل الشيطان.

قال أبو بكر الرازي؛ قال أبو يوسف بن حسين: نظرت في آفات الخلق فعرفت من أين أتت، رأيت أنه من صحبة الأحداث ومعاشرة الأضداد.

قال أبو عبد الله الجلاء: كنت واقفاً أنظر إلى غلام نصراني حسن الوجه، كأنما أفرغ في قالب الجمال، فمر بي أبو عبد الله، فقال: أيش وقوفك هنا؟ فقلت: يا عم ترى هذه الصورة تعذب في النار مع ما أعطيت من الحسن والجمال؟ فضرب بيده على كتفه، قال لتجدن غبَّها ولو بعد حين. قال:فوجدت غبها بعد أربعين سنة، أنسيت القرآن، وعن أبي الأديان، قال: كنت مع أستاذي أبي بكر الدقاق، فمر بي حدث، فنظرت إليه فرآني أنظر إليه، فقال: لتجدن غب هذه النظرة ولو بعد حين. فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي ذلك فما أجد ذلك الغب؛ فنمت ليلة وأنا مفكر فيما قال لي الأستاذ، فأصبحت وأنا قد أنسيت القرآن. هذه عقوبة للمتهاونين بذلك في الدنيا والآخرة أدهى وأمر.

وأما أصحاب الحزم والعزم فبالغوا في الإعراض عنه، كان أبو سفيان الثوري لا يدع أمرد يجيء له يجالسه. وقال يحيى بن معين: ما طمع أمر بصحبتي.

وكذلك الإمام أحمد، ودخل سفيان الحمام، فدخل عليه غلام حسن الوجه، فقال: " أخرجوه أخرجوه فإني أرى مع كل امرأة شيطان، ومع كل صبيح بضعة عشر شيطاناً ". وقال محمد بن أحمد: دخلنا على محمد بن الحسين، وكان يقال عنه: إنه ما رفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة، ومعنا غلام حسن، فجلس بين يديه، فقال: قم من حذائي. وأجلسه من خلفه.

واعلم يا أخي أن كل من فاته العلم تخبط؛ فإن حصل له العلم وفاته العمل كان أشد تخبطاً. ومن استعمل أدب الشرع مثل قوله تعالى: (قُلّ للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) الآية، فمتى غض بصره في البداية سلم مما يصعب أمره في النهاية؛ فقد ورد النهي عن مجالسة المردان. وأوصى العلماء بذلك، فلا يغتر مغتر فيكون العطف عليه أسرع، والهلاك أقرب من حاجبيه إلى عينيه. وليس هذا موضع استقصاء ما ورد في ذلك من النهي والزجر، ولو استقصينا ما ورد في ذلك لطال الكلام، وإنما المراد بيان ما أحدث من البدع.

الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ،ص:97ـ98.



Loading...