الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم.

الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم.

اللفظ / العبارة' الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم.
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي لا يجوز
القسم المناهي العملية
Content

[الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم]

ومن الأمور المحدثة: الاشتغال بنوافل العبادات مع الجهل وترك حمل العلم. وهذا خطأ يدخل على العبد منه آفات كثيرة مخالفة للشريعة. وقد قال تعالى لنبيه) : (وقل رب زدني علما) ، فأمره بطلب الزيادة منه، وقال تعالى مخبراً عن موسى في قوله للخضر عليهما السلام: (هل أتبعك على أن تُعَلَمَنِ مما علمت رشداً) . هذا مع ما أعطوه من العلم البارع، وما لهم من المدد من الله تعالى وقال تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) .

[فضل العالم على العابد]

وروى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ذكر لرسول الله (رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم؛ فقال: " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم " ثم قال رسول الله) : إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحيتان في البحر، يصلون على معلم الناس الخير ".

وروى الترمذي أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله (قال: " فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد ".

وروي أيضاً عن الفضيل بن عياض، قال: عالم عامل مُعلم يدعى كبيراً في ملكوت السموات.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله) : " تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ".

وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال: سمعت رسول الله (يقول: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ".

وروى الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه: " الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها ".

[تغلب العالم على إبليس]

واعلم أن العالم لا يدخل عليه إبليس إلا مسارقة، وأما المتعبدون بلا علم

فإنه يلبس عليهم في فنون التعبد أشياء يعتقدونها فضيلة أو أفضل من غيرها وهي بخلاف ما يظنون، منها: إيثارهم التعبد على العلم، والعلم أفضل من نوافل العبادات؛ فيرون أن المقصود من العلم العمل وما فهموا من العلم إلا عمل الجوارح، وما علموا أن العمل عمل القلب، وعمل القلب أفضل من عمل الجوارح.

قال مطرف بن عبد الله: فضل العلم خير من فضل العبادة. وقال يوسف ابن أسباط: باب من العلم يتعلمه العبد خير من سيف غزاة.

وقال المعافي بن عمران: كتابة حديث واحد أحب إليّ من صلاة ليلة.

كتاب حقيقة السنة والبدعة ،ص:166إلى168.



Loading...