فمن ذلك البدع المحدثة في الكتاب العزيز من الألحان والتطريب:
قال الله تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ؛ يعني: فصله تفصيلا، وبينه تبيينا، وترسل فيه ترسيلا، ولا تعجل في قراءته، وهو من قول العرب: ثغر رتل ورتل؛ إذا كان مفلجا ذا فرج.
قال مالك:" ولا تعجبني القراءة بالألحان، ولا أحبها في رمضان ولا في غيره؛ لأنه يشبه الغناء، ويضحك بالقرآن، فيقال: فلان أقرأ من فلان ".
وبلغني أن الجواري يعلمن ذلك كما يعلمن الغناء! أترى هذا من القراءة التي كان يقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ !
وكذلك سعيد بن المسيب نهى عمر بن عبد العزيز وقد سمعه يطرب، فأرسل إليه سعيد، فنهاه عن التطريب، فانتهى.
وقال إبراهيم النخعي:" كانوا يكرهون القراءة بتطريب، وكانوا إذا قرؤوا القرآن؛ قرؤوا حدرا مرسلا بحزن ".
وقال عبد الله بن عمرو: يقال للقارئ يوم القيامة: اقرأ، واقرأ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا.
وقال حذيفة:" إذا قرأتم القرآن؛ فاقرؤوه بحزن، ولا تجفوا عنه، وتعاهدوه، ورتلوه ترتيلا ".
وقال محمد ابن سيرين:" أصوات القرآن محدثة ".
وقال كعب:" ليقرأن القرآن أقوام هم أحسن أصواتا من العازفات بعزفهن، ومن حداة الإبل لإبلهم؛ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ".
وقال أبو ذر:«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته قوما يتخذون القرآن مزامير؛ يقدمون الرجل يؤمهم، ليس بأفقههم؛ إلا ليغنيهم» .