الْكَبِيرَة الثَّالِثَة وَالْخَمْسُونَ أَذَى الْمُسلمين وشتمهم
قَالَ الله تَعَالَى {وَالَّذين يُؤْذونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْر مَا اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مُبينًا} وَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا يسخر قوم من قوم عَسى أَن يَكُونُوا خيراً مِنْهُم وَلَا نسَاء من نسَاء عَسى أَن يكن خيراً مِنْهُنَّ وَلَا تلمزوا أَنفسكُم وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ بئس الِاسْم الفسوق بعد الْإِيمَان وَمن لم يتب فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَا تجسسوا وَلَا يغتب بَعْضكُم بَعْضًا} وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من شَرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من ودعه النَّاس أَو تَركه النَّاس اتقاء فحشه وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عباد الله إِن الله وضع الْحَرج إِلَّا من افْترض بِعرْض أَخِيه فَذَلِك الَّذِي حرج أَو هلك وَفِي الحَدِيث كل الْمُسلم على الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يحقره بِحَسب امْرِئ من الشَّرّ أَن يحقر أَخَاهُ الْمُسلم وَفِيه أَيْضا سباب الْمُسلم فسوق وقتاله كفر وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قيل يَا رَسُول الله إِن فُلَانَة تصلي اللَّيْل وتصوم النَّهَار وتؤذي جِيرَانهَا بلسانها فَقَالَ لَا خير فِيهَا هِيَ فِي النَّار صَححهُ الْحَاكِم وَفِي الحَدِيث أَيْضا اذْكروا محَاسِن مَوْتَاكُم وَكفوا عَن مساوءهم وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دَعَا رجلاً بالْكفْر أَو قَالَ يَا عَدو الله وَلَيْسَ كَذَلِك إِلَّا حَار عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَرَرْت لَيْلَة أسرِي بِي بِقوم لَهُم أظفار من النحاس يخمشون بهَا وُجُوههم وصدورهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون لُحُوم النَّاس ويقعون فِي أعراضهم
كتاب الكبائر، ص:209 / 210 .
ك