تبديل الدين

تبديل الدين

اللفظ / العبارة' تبديل الدين
متعلق اللفظ مسائل عقدية.
الحكم الشرعي كفر أكبر
القسم المناهي العملية
Content

وأما قول القائل: لا (٢) يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العامة، فما فاتحت عاميًا في شيء من ذلك قط.

وأما الجواب بما بعث الله به رسوله للمسترشد المستهدي فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" (٣). وقال (٤) تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} (٥). . . الآية، فلا يؤمر العالم (٦) بما يوجب لعنة الله عليه. فأخذا الجواب (١) وذهبا فأطالا الغيبة ثم رجعا, ولم يأتيا بكلام محصل إلا طلب الحضور، فأغلظت لهم في الجواب، وقلت لهم بصوت رفيع (٢): يا مبدلين (٣) يا مرتدين (٤) عن الشريعة يا زنادقة (٥) وكلامًا (١) آخر كثيرًا، ثم قمت وطلبت فتح الباب والعود إلى مكاني.

وقد كتبت هنا بعض ما يتعلق بهذه المحنة، التي طلبوها مني في هذا اليوم وبينت بعض ما فيها من تبديل الدين واتباع غير سبيل المؤمنين لما في ذلك من المنفعة للمسلمين، 

كتاب التسعينية لشيخ الإسلام ابن تيمية ،ج1،ص:117إلى119.


(١) هذا الجواب المختصر ذكر بحرفه في مجموع الفتاوى ٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦.
(٢) ليس من عادة الشيخ أن يغلظ في الكلام بل هو من أكثر الناس استعمالًا للكلام اللين لكن كل شيء في موضعه حسن {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ}.
انظر: مجموع الفتاوى -لابن تيمية- ٣/ ٢٣٢.
(٣) جمع مبدل، والمبدل هو المغير، وتبديل الشيء: تغييره وإن لم يأت ببدل، وبدل الشيء: حرفه.
انظر: لسان العرب -لابن منظور ١١/ ٤٨ (بدل).
(٤) جمع مرتد، والارتداد والردة: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره.
راجع: لسان العرب -لابن منظور ٣/ ١٧٣ (ردد).
فالردة عن الإِسلام: أي: الرجوع عنه، وارتد فلان عن دينه إذا كفر بعد إسلامه.
راجع: المفردات في غريب القرآن - للأصبهاني ص: ٢٨١.
والمرتد إذا مات -والعياذ باللهِ- ولم يتب فهو كافر، وفي الآخرة يخلد في النار، يقول تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة / ٢١٧.
(٥) جمع زنديق، فارسي معرب، وهو المنكر لأصل من أصول العقيدة، أو يرى رأيا يؤدي إلى ذلك.
راجع: لسان العرب -لابن منظور ١٠/ ١٤٧ (زندق).
وأطلقه كثير من أهل العلم على من بدل دينه وأحدث فيه.
وأطلقه الإِمام أحمد -رحمه الله- على القائلين بتناقض القرآن.
راجع: الرد على الجهمية والزنادقة. نشر: قصي محب الدين الخطيب، - ص: ٧ - الحاشية رقم ١.
ونفس المرجع - تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة ص: ٥٢.


Loading...