نقص الكيل والزراع وما أشبه ذلك

نقص الكيل والزراع وما أشبه ذلك

اللفظ / العبارة' نقص الكيل والزراع وما أشبه ذلك
متعلق اللفظ مسائل فقهية
الحكم الشرعي حرام
القسم المناهي العملية
Content

الْكَبِيرَة الثَّانِيَة وَالسِّتُّونَ نقص الْكَيْل والزراع وَمَا أشبه ذَلِك

قَالَ الله تَعَالَى {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} يَعْنِي الَّذين ينقصُونَ النَّاس ويبخسون حُقُوقهم فِي الْكَيْل وَالْوَزْن قَوْله {الَّذين إِذا اكتالوا على النَّاس يستوفون} يَعْنِي يستوفون حُقُوقهم مِنْهَا قَالَ الزجاج الْمَعْنى إِذا اكتالوا من النَّاس استوفوا عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ إِذا اتزنوا وَلم يذكر (إِذا اتزنوا) لِأَن الْكَيْل وَالْوَزْن بهما الشِّرَاء وَالْبيع فِيمَا يُكَال ويوزن فأحدهما يدل على الآخر {وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون} أَي ينقصُونَ فِي الْكَيْل وَالْوَزْن وَقَالَ السدي لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَبهَا رجل يُقَال لَهُ أَبُو جُهَيْنَة لَهُ مكيالان يَكِيل بِأَحَدِهِمَا وَيَكْتَال بِالْآخرِ فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس بِخمْس قَالُوا يَا رَسُول الله وماخمس بِخمْس قَالَ مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم عدوهم وَمَا حكمُوا بِغَيْر مَا أنزل الله إِلَّا فَشَا فيهم الْفقر وَمَا ظَهرت فيهم الْفَاحِشَة إِلَّا أنزل الله بهم الطَّاعُون يَعْنِي كَثْرَة الْمَوْت وَلَا طَفَّفُوا الْكَيْل إِلَّا منعُوا النَّبَات وَأخذُوا بِالسِّنِينَ وَلَا منعُوا الزَّكَاة إِلَّا حبس عَنْهُم الْمَطَر {أَلا يظن أُولَئِكَ أَنهم مبعوثون} قَالَ الزجاج الْمَعْنى لَو ظنُّوا أَنهم مبعوثون مَا نَقَصُوا فِي الْكَيْل وَالْوَزْن ليَوْم عَظِيم أَي يَوْم الْقِيَامَة يَوْم يقوم النَّاس من قُبُورهم لرب الْعَالمين أَي لأَمره ولجزائه وحسابه وهم يقومُونَ بَين يَدَيْهِ لفصل الْقَضَاء وَعَن مَالك بن دِينَار قَالَ دخل عَليّ جَار لي وَقد نزل بِهِ الْمَوْت وَهُوَ يَقُول جبلين من نَار جبلين من نَار قَالَ قلت مَا تَقول قَالَ يَا أَبَا يحيى كَانَ لي مكيالان كنت أكيل بِأَحَدِهِمَا وأكتال بِالْآخرِ وَقَالَ مَالك بن دِينَار فَقُمْت فَجعلت أضْرب أَحدهمَا بِالْآخرِ فَقَالَ يَا أَبَا يحيى كلما ضربت أَحدهمَا بِالْآخرِ ازْدَادَ الْأَمر عظماً وَشدَّة فَمَاتَ فِي مَرضه والمطفف هُوَ الَّذِي ينقص الْكَيْل وَالْوَزْن مطففاً لِأَنَّهُ لَا يكَاد يسرق إِلَّا الشَّيْء الطفيف وَذَلِكَ ضرب من السّرقَة والخيانة وَأكل الْحَرَام ثمَّ وعد الله من فعل ذَلِك بويل وَهُوَ شدَّة الْعَذَاب وَقيل وَاد فِي جَهَنَّم لَو سيرت فِيهِ جبال الدُّنْيَا لذابت من شدَّة حره وَقَالَ بعض السلف أشهد على كل كيال أَو وزان بالنَّار لِأَنَّهُ لَا يكَاد يسلم إِلَّا من عصم الله وَقَالَ بَعضهم دخلت على مَرِيض وَقد نزل بِهِ الْمَوْت فَجعلت ألقنه الشَّهَادَة وَلسَانه لَا ينْطق بهَا فَلَمَّا أَفَاق قلت لَهُ يَا أخي مَالِي ألقنك الشَّهَادَة وَلِسَانك لَا ينْطق بهَا قَالَ يَا أخي لِسَان الْمِيزَان على لساني يَمْنعنِي من النُّطْق بهَا فَقلت لَهُ بِاللَّه أَكنت تزن نَاقِصا قَالَ لَا وَالله وَلَكِن مَا كنت أَقف مُدَّة لأختبر صِحَة ميزاني فَهَذَا حَال من لَا يعْتَبر صِحَة مِيزَانه فَكيف حَال من يزن نَاقِصا وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر يمر بالبائع فَيَقُول اتَّقِ الله وأوف الْكَيْل وَالْوَزْن فَإِن المطففين يوقفون حَتَّى أَن الْعرق ليلجمهم إِلَى أَنْصَاف آذانهم وَكَذَا التَّاجِر إِذا شد يَده فِي الذِّرَاع وَقت البيع وأرخى وَقت الشِّرَاء وَكَانَ بعض السلف يَقُول ويل لمن يَبِيع بِحَبَّة يُعْطِيهَا نَاقِصَة جنَّة عرضهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وويح لمن يَشْتَرِي الويل بِحَبَّة يَأْخُذهَا زَائِدَة فنسأل الله الْعَفو والعافية من كل بلَاء ومحنة إِنَّه جواد كريم .

كتاب الكبائر ، ص:225/226 .


Loading...